اللوحة الناطقة

10 0 0
                                    

الأحداث من وجهة نظر أيف:

أ

زعجني الضوء القادم من النافذة والذي يعلن قدوم الصباح، نهظت بتكاسل وأنا احاول فتح عيناي التي لم تعتد على الضوء الساطع بعد، مررت يدي بشعري لتعلق أصابعي بين خصلاته المتشابكة، أنا لم اسرحه منذ قدومي إلى هنا، ثم إن ملابسي القديمة مازلت ملتصقة بجسدي وقد أصبحت قذرة جدا بعد عملية الإنتقال التي خضناها.

تقززت من نفسي لأنهض وأسحب بنطال وقميص بسيط من الخزانة الموجودة في الغرفة، رغم أني اشعر أنهما كبيران علي، لكنهما سيفيان بالغرض، أخذت نظرة سريعة حول البقية، كان سرير سيلين
و جوليان في أخر الغرفة لذا لم استطع أن أتبين إن كانا قد استيقضتا بعد أم لا، أما رون فقد كان يغط في نوم عميق، ملامحه بدت هادئة جدا، فمه المنفرج يصدر شخيرا خافتا، عينيه المنسدلتين تكشف عن رموش كثيفة لم أكن لألحظها في الأوقات العادية، شعره البندقي مبعثر بفوضوية، الأغطية والوسائد متناثرة حوله بشكل ظريف، أنه فقط بدا ساحرا، أنا بقيت أتأمله بهيام للحضات.

وسرعان ما تداركت الأمر لأصفعت نفسي ذهنيا على أفكاري هذه وأتوجهت نحو الحمام، لم يأخذ الأمر مني الكثير من الوقت حتى كنت أقف امام مرآة بمظهري الجديد، شعري الأشقر منسدل ليغطي نصف ظهري، وجهي بدا أكثر اشراقا من ذي قبل، الملابس التي استعملتها بدت مناسبة علي، وأنا التي كنت أظنها كبيرة، رائحة الفانيلا تفوح مني بعد أن استخدمت غسول الإستحمام الذي وجدته قرب الحوض، رغم أني لا أعلم من المسؤول عن تجهيز المكان لنا، لكنني أؤكد أنه يملك ذوق رفيع.

"هلا أنتهيت" جاء صوت سيلين من خارج وهي تضرب باب الحمام بقوة، هذه الفتاة لا تكف أبدا عن كونها همجية، إنها ليست فتاة حتى، أحيانا أشعر أن رون يملك أنوثة أكثر منها، "هل تحتاجين أي وسادة أيف، تعلمين ما أقصد..من أجل فترة السبات التي تقضينها في الحمام"..تنهدت بقلة حيلة وخرجت من الحمام لأفسح المجال لسيلين التي اندفعت فورا لتصف الباب خلفها،
"على رسلك يا فتاة"

صرخت بها بإنزعاج ثم حركت راسي بيأس، هذه الفتاة لا تصدق، نقلت بصري لرون لتتقابل أعيننا ومهلا، هل هذه نظرات إعجاب أم أنني اتوهم!!
عندما استمر التحديق أدركت أن الأمر بات محرجا لكلينا، لذا قطع رون التواصل البصري الذي كان قائما بيننا وهو يتنحنح بخجل ثم قال في محاولة لكسر حائط الصمت الذي طال "اهل تعلمين أين ذهبت جوليان؟ أعني..منذ ان استيقظت لم أجدها"

ومن هنا بدأت الهواجس والوساوس تجتاحني وتسيطر علي، مسحت الغرفة بنظري سريعا بحثا عنها لكنني لم اجدها، توجهت فورا نحو سريرها لأزيل الاغطية الموجودة لكن لا شيء، "لابد أنها خرجت، ربما أرادت استكشاف المكان"، قلت لرون في محاولة لأقنع نفسي أنا بذلك، هي فقط خرجت، ولم يصبها أي مكروه، كنت أكرر هذه الكلمات في ذهني مرارا وتكرار كي لا أجعل الفزع يسيطر علي.

حراس الحدود-border guardsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن