سفر عبر الأبعاد

17 1 0
                                    

"لكن لماذا أنا!! يمكن..يمكنك أن تختار أي أحد منا، رون مثلا أو..أو يمكنك إختيار سيلين، أي أحد لكن ليس أنا" قالت لورا بتلعثم وبغير تصديق، هي لا تزال لم تتقبل الفكرة أنها ستبقى هنا بينما نحن من سيخوض هذه المغامرة .

أكمل ميفيستو وكأنه لم يسمعها "هيا فاليجرح كل واحد منكم معصمه و وليلف القطعة حول الجرح جيدا، وأياكم أن تفقدوها، لأنكم وما أن تفقدون هذه القطعة القماشية حتى تفقدون الرابط الذي بينكم، ولن تستطيعون العودة الى عالمكم مرة أخرى"

أخذ رون السكين ومرره ببطأ على معصمه ليخلف جرحا سطحي، بدأ الدم يسيل من يده، حاول رون مسح الدماء بيده الأخرى لكن ميفيستو صرخ بسرعة "لا.. الدماء مطلوبة، فقط قم بربط الجرح بالقطعة، وهي ستمتص الدماء"

امتثل رون لأوامره وربط الجرح بالقطعة ليتوقف نزيف الدماء، قمنا جميعا بفعل المثل وربطنا القطع حول معصمنا، وحين جاء دور لورا والتي كانت الأخيرة بيننا هي ظلت تنظر للأرض بنظرات شاردة، وجهها عابس، يديها قد استقرت في جيوبها، مستندة على الحائط بعيدا عنا، تشيح بنظرها محاولة تجاهل ما نفعل.

وكأنها تتعافى من الصدمة التي تلقتها للتو، تقدم ميفيستوفيلس نحوها وسحب يديها بخفة ليمرر السكين هناك بحذر، استسلمت لورا بضعف لما يفعل، أعني أنه لا خيار لنا في النهاية صحيح! فلورا هي أكثر شخص بيننا يعرف ما الذي سيحصل إن تجرأت وخالفت أوامره، هي دخلت اللعبة، وهي ستتحمل العواقب حتى النهاية.

لف القطعة القماشية حول معصمها وهو يحاول قراءة وجهها، لكنها ضلت ثابتة، لم تشأ أن يرى أحد ضعفها في هذه اللحظة، قد تكون لورا عنيدة في بعض الأحيان، قاسية مسيطرة، ولا تستمع لرأي أي شخص لكنني أحب شخصيتها، كيف أنها تبقى قوية في أشد الضروف، كيف أنها تستطيع أن تكون مرنة مع أصعب الشخصيات، وكيف أن لها القدرة للتتأقلم مع كافة العوامل المحيطة بنا.

هذا ما دفعني إلى أن أتبعها لهنا، أن أمشي وراء خطاها، أن أؤمن بها حتى النهاية، أن أناصرها حتى لو كنت أعلم أن هذا تهور وجنون، لأنها فقط هي من تستحق أن يتخذها الشخص مرساة له.

أنسحب مفيستو ببطأ بعد أن قام بلف القماشة حول معصم لورا التي لم تتزحزح من مكانها بعد، ثم رمى قطعة مكعبة الشكل على الأرض، ليصدر صوت صرير قوي جلجل المكان، ضغط على أذناي بقوة في محاولة يائسة لتجنب الموجات الهائلة التي كانت ترسل لنا، سقطت على ركبتاي بقوة، كان صوت لا يحتمل، اشعر بأنه اخترق طبلة اذني، رأسي ستنفجر، والدفع الذي يكبس على عيناي يشعرني بأنها ستخرج من محجريها في اي لحظة، وما هي إلا لحظات حتى هدأ الصوت، لأرخي جسدي وتخرج أنفاس واهنة لم ألحظ أنني كنت حبستها داخل رئتاي كل هذه المدة.

أعدت فتح عيناي من جديد لأفاجأ بالجميع وقد استقر على الأرض، رؤسهم بين ايديهم، جاثين على ركبهم، أعينهم واهنة، وملامح الألم لاتزال مرسومة بشكل واضح على وجوههم، لابد وأنهم قد تأذو هم أيضا من الصوت الصادر، حتى أن أنف سيلين كان ينزف! دحرجت عيناي حيث كانت الفجوة، بوابة الأبعاد، أمامي تماما، وفي الغرفة، بوابة الأبعاد في كوخنا وأمامي!!

حراس الحدود-border guardsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن