مذكرات لافرونت المنسي

11 0 0
                                    

وقبل أن تطأ قدمي داخل الغرفة أمسكت بي جوليان من الخلف لتهمس بصوت منخفض"نحن نقدم على الجحيم، يجب أن نتوقف هنا"وما إن قالت لي هذا الكلام حتى خطفت نظرة سريعة نحو سيلين ورون الذان بدأ بتناول الطعام فعلا وقد انغمسا في الحديث، لأعود و ألتفت نحوها مرة أخرى بعد أن دفعتها بخفة لنبتعد عن الغرفة قليلا ثم أجبتها بنبرة مشابهة لخاصتها "أنا أعلم يا جوليان، لكننا لن نتوقف" عقدت جوليان حاجبيها بغير فهم لأرد
"نحن سنكمل الأسطورة، نحن المختارون، هذا هو قدرنا ونحن سنتبعه"

أرتخت ملامحها فورا لتشق وجهها أبتسامة كبيرة ثم أعادت نظرتها الحذرة مرة أخرى وهي تقول"لكن سنبقي الأمر بيننا، سنكمل الموضوع كما هو، وسنكون خلف الكواليس، كي نعبث بالنهاية" أخبرتني وقد كانت تتفحص وجهي خوفا من ردة فعلي، لأمسكت بيدها أجرها خلفي نحو مائدة الطعام وأنا أهتف لها "النهاية ستكون لنا عزيزتي، ستكون لنا"، شعرت بها تخرج زفيرا قويا برتياح، الأمر الذي جعلني أشكر الرب أن هناك أحد على الأقل في هذه المجموعة يفهمني.

انضممنا لرون وسيلين على المائدة وبدأنا بتناول الطعام، "هلا مررت لي كأس الماء بقربك" سأل رون لتمتد يدي نحو كأس الماء بجانبي، لكن وقبل أن المسه حتى سقط بقوة من على الطاولة ليحدث ضجة عالية ويتحول إلى شظايا صغير انتثرت على الأرض، "هلا كنت أكثر حذرا" صرخت بي سيلين لتلتهب أعصابي وأرد عليها بنفس مستوى الصوت الذي حدثتني به "أنا لم ألمسه حتى" اخبرتها بحنق وأنا أرمقها بنظرات غاضبة، يال وقاحتها، أنا لم أعد أطيق وجودها معنا.

"أنا أسفة" صدر صوت من مكان ما، صوت طفلة صغيرة!! "انا أسفة" بقيت تكرر الجملتها مرارا وتكرارا وهي تبكي "أنا أسفة"..استدارت رؤسنا فورا نبحث عن مصدر الصوت لكن لا شيء، لم نرى شيء "أنا أسفة"..  "ماهذا؟" سأل رون بإستفهام، صوت الطفلة لم يتوقف، بقيت تصرخ وهي تعرب عن أسفها "لابأس عزيزتي"..قلت للعدم على أمل أن أجد رد على كلامي، علني أعرف هوية المتحدث على الأقل.

"لكن أمي ستغضب مني"..عاد صوت الطفلة مرة أخرى، الأمر الذي دفع جوليان لتشهق بدهشة."أين أنت عزيزتي، لماذا لا نراك؟" سايرتها في محاولة لأستدراجها ومعرفة هويتها، "أمي قالت أنه لا أحد جيب أن يراني" أجابت بتردد لاستنتج أن هناك جانب بداخلها يريد منها أن تكشف نفسها لنا لذا أصريت عليها وأنا أقول"لا باس، يمكننا رؤيتك، ونحن لنا نخبر والدتك بذلك..أعدك"

اختفى الصوتها للحظة وخيل لي أنها لن تجيب حتى قالت أخيرا بصوت شبه راض "حسنا"..وما أن نطقت بهذه الكلمات حتى ظهرت صورة مشوشة لطفلة صغيرة بثوب أبيض مهترئ وشعر طويل حالك السواد يجتاز ظهرها، بدأت الصورة تبدوا أوضح و أوضح، حتى تكونت صورتها بشكل تام لتكشف عن هيئتها الصغيرة، كانت  تبدو في السادسة من عمرها..بعينيها الزرقاء التي أحيطت بهالات السوداء بدت شديدة الوضوح بفعل بشرتها الشاحبة، وجهها ملطخ ببعض الكدمات الباهتة، أثار الخدوش واضحة حول رقبتها النحيلة، لقد بدت تماما كجثة هربت من قبرها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 07, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حراس الحدود-border guardsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن