لانس

92 13 463
                                    

في منزل العم بوب، تحديداً غرفة الجلوس، يقفُ كلٌ منهما مقابلاً للآخر، آرثر بتعابيره الخالية، وجاك بابتسامته البلهاء، مد يده قائلاً: أنا جاك، صديق طفولة تيف، سررت بلقاءك سيد...؟

صافحه آرثر بملل مردداً: آرثر.
نظرت تيفاني نحوهما باستغرابٍ لكنه سرعان ما تحول للحماس، فهتفت: إذاً جاك هل أنهيت دراستك؟
إبتسم المعني بخفة مجيباً: حسناً تقريباً، أنا هنا في إجازة بسيطة لكنني سأنهي دراستي بعد شهر أو ربما شهرين.

«حقاً! إذاً ستعود للعيش هنا!» أومأ جاك أن نعم، مراقباً تعابير السعادة وهي تشق طريقها على وجهها، بينما بجانبهما آرثر الذي يكاد يموت من الضجر لم يتحمل المزيد ليقول: حسناً،هذا يكفي، ألم نأتِ للعشاء؟ أنا جائع!

توجهت أنظار جميع من بالغرفة نحوه، ليقول بوب الجالس على الأريكة البنية بجانب المدفأة وهو يستقيم واقفاً: أوه بالطبع، تفضلوا جميعاً! رمقت تيفاني آرثر بنظرة غاضبة بينما يهمون بالذهاب لغرفة الطعام، أما عن آرثر؟ فهو يظهر تعابير اللامبالاة بينما في داخله يبتسم باستمتاع.

________________________________☆____

«لانس! لانس، أخي! إستيقظ أرجوك!» بكتْ تلك الجميلة على سريرها البالي وشعرها الأسود متناثر حولها، خصلةٌ فضية قد اتخذت مكاناً بجانب وجهها الشاحب، هالاتٌ سوداء تحت عينيها السوداوين اللتينِ قد فقدتا بريقهما اللامع، استدارتْ بجسدها لتقابل النافذة الصغيرة أعلى حائطِ زنزانتها، نظرت للقمر لفترة طويلة وكأنها تشكو همومها له وتطلب منه المساعدة.

أخرجت من أسفل سريرها كيساً مخملياً صغيراً، فتحته بحذرٍ لترى ذلك الغبار الفضي، هو سبب وجودها هنا، هو سبب معاناتها، هو سبب ما يحصل لأخيها، فقط لو تعطيهم إياه، ستتخلص من كل هذا! لكن لا.

ليست هذه وصية والديها، ليست هذه قيم فرسان القمر، ليست هذه هي حدود تحملها!
هي أقوى، من أجل أخيها ستصبر.

أغلقت الكيس مجدداً هامسةً بعبارةٍ جعلتهُ يختفي عن الأنظار، لتعود وتقابل ذلك العملاق المضيء وفي داخلها الأمل لازال حياً، على الأقل، حتى الآن!

______________________________☆______

_تيفاني_

《ها نحن ذا خارج منزل العم بوب، كانت أمسية رائعة لولا مزاج آرثر المتقلب؛ فمرةً يريد الذهاب للحديقة ومرةً يريد منا الدخول! ماذا به ياترى؟ اِختلستُ نظرةً إليه أثناء سيرنا لشقتي؛ فهي قريبةٌ من منزل العم بوب، كانت تعابيرهُ كالمعتاد، خالية من أي إحساس، كيف يستطيع إخفاء مشاعره هكذا؟

Moondust|غبار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن