غُبارُ القَمَر

51 5 6
                                    

🌟نجمة لطيفة لتنير سماء قصتي
~بسم الله نبدأ~
.
.
.
.
.

بينَ تِلك الأسواقِ البرَّاقة والأطفالِ الذينَ يلعبون هُنا وهُناك، كانَ ذلِكَ الثُنائي يَسيرانِ مُتَأمِّلينَ المكانَ المُحيطَ بِهِما بصمتٍ مالبِثَ أَن قَطَعَتهُ تِلكَ الجَميلة قائلةً:
آرثر، اعتَقَدتُ أنَّكَ قُلتَ أنَّنا سَنَخرُجُ نهارًا؟

توقف قليلًا ثم تابع مسيره مجيبًا:
أوه هذا، لا وجود للنهارِ الذي تعرفيه في أسيلين، هذا هو نهارُنا.
ختم كلامه بابتسامة جانبية مستفزة كعادته.

عقدتْ الاخرى حاجبيها مستفسرةً:
هذا غريب! كيف تنامون إذًا؟ كيف تذهبون للمدارس والعمل؟
حدَّق آرثر فيها بيأس:
قلت أن لا وجود للنهار، لكن هذا لا يعني أننا لا نملك ساعات!

تمركزت يمناها أسفل ذقنها مفكرةً لثوانٍ ثم تمتمت:
مازال هذا لا يبدو منطقيًا بالنسبة لي.
جالت ببصرها بين المتاجر حتى جَذَبها اسم إحداها لتتجه ناحيته:
"غبار القمر"، ماذا يعني؟

«يبدو أنني سأضطر للشرح كثيرًا اليوم،

مارأيكِ بالجلوس في الداخل ثم نتحدث؟»
أردفَ مقتربًا من موضع وقوفها.

أومئت هي إيجابًا ليحثّا خطواتهما الى داخل ذاك المقهى المغطى باللون الفضي البرّاق.
حالَ دخولهما سحبها آرثَر للجلوس قرب نافذةٍ كبيرة اتضح أنها تطل على منظرِ القلعة العملاقة أعلى التل، والتي تبدو كأنها خرجت مِن إحدى أفلام الخيال.

«كوبانِ من القهوة رجاءًا»
هتف بها للنادل ثم عادَ ليصب تركيزه على القابعةِ أمامه حيث كانت الأخيرة منشغلةً بالتحديق بالمنظر الخلّاب الذي حاز على كامل انتباهها.
مدّ يده لتلامس أنامله ذقنها مديرًا بصرها نحوه بعفوية:
يمكنكِ الانبهار بهذا لاحقًا، لدينا ما نتحدث عنه...

ابتسمت بحرجٍ طفيف متمتة بـ "اعتذر" وهي تعيد صبَّ تركيزها على كلامه، عقدت ذراعيها فوق الطاولة مستندةً عليها قائلةً:
هيّا، حدثني عن كل شيء.

كان دَور آرثَر ليعقد ذراعيه متخذًا وضعيةً مماثلة ويبدأ بسردِ أسرار هذا العالم، وربما أسراره ايضًا...

«لنبدأ أولًا بالحَديثِ عن غُبار القَمَر الذي سَبَقَ وتسائلتِ عنه، غُبارُ القَمَر هو مَصدَرُ قُوَّتِنا كَفُرسان.

هو أساسُ تواجُد مَملَكَتِنا مُنذُ القِدَم، ما يَحصُلُ فعلًا هو أن كُلّ عشرِ سِنين وفي ليلةٍ يكتملُ فيها القَمَر ويتوهجُ بأقصى قَدرٍ ممكن يَتناثَرُ في أرجاءِ المملكةِ غبارٌ لامِعٌ وفِضّي، كُلُّ مَن يَتَعَرّضُ لِهذا الغُبار في تِلكَ الليلة تَتَجَدَّدُ قُوَّتُه، ويَتَعافى مَن لَديهِ جُروحٌ وأمراضٌ خطيرة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 13, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Moondust|غبار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن