الفصل الاول

35.8K 943 71
                                    

هرعت الي غرفتها وقد امتلأ المنزل بضجيج بكاء التوأم ..

حملت كل واحد منهما بيد ؛تحاول اسكاتهم. .
لكن دون جدوى ..

الامر الذي دفع الدموع الي الانفجار من عيونها فاشتركت معهما بالبكاء .

دموع منعتها لايام ..

دموع لا تتوقع ان تتوقف يوما عن ذرفها ..

فما كانت لتتصور قط ان تموت اختها وهى بعد لم تتجاوز الخامسة والعشرين ..

تلك الجميلة المحبة للحياة ..

تلك المرحة توارى الثرى !!!

لازالت لا تصدق موتها ..

نعم رأت بأم عينها كم الدمار الذي لحق بسيارة زوج اختها ..

كما انها رأت جثمان شقيقتها علي طاولة الطبيب الشرعى عند التعرف عليها وتأكد من موتها عبر الجروح التى اثخنت جسدها الفتى ..

ورغم ذلك مازالت  لا تصدق ..

نجحت في اسكاتهما عبر اطعامهما لبنا اصطناعيا التهماه بصمت وما لبثا ان ناما ..

صغيران بريئان ...يتيمان ..
فقدا الاب والام معا ..

وكأن الروحان اللتان تعاهدتا علي البقاء معا ..تعاهدتا ايضا علي الرحيل معا ...

كانت تشعر بارهاق شديد ...فمابين ضغط اشغال المنزل والعناية بتوأم مازال رضيعا امرا مرهقا للغاية خاصة وهى لا تفقه اى شئ في امور الاطفال وخبرتها تكاد تكون معدومة ولولا مساعدة احدى جارتها لها لما تسنى لها ان تطعمهما او تعتنى بهما..

اخرجها جرس الباب من تفكيرها  وهى تجرى نحو الباب لتفتحه قبل ان يكرر الطارق دق الجرس فيستيقظ الاطفال .

فتحت الباب بسرعة ..

عرفته ..

عرفته برغم انه رأته فقط مرات قليلة الا انها مازالت تحفظ ملامحه .

فهو شقيق زوج اختها الراحل ..

وبرغم انهم اشقاء الا ان ملامحهما وطباعهما لا تتشابه الا قليلا .

ف حاتم رحمة الله عليه كان مرحا ..مبتسما علي الدوام ..

او كما يقال شعبيا (ابن موت)

هؤلاء الذين يكونون محبوبين ومحبين ...غالبا لا يعيشون طويلا طبقا لاقوال العامة ..

بينما خالد...فلا تعتقد انها رأته يوما مبتسما. 

حاتم كان واضح النوايا مريح القسمات ..

علي نقيضه اخاه فهو غامض ..لا يمكنك ابدا ان تعرف فيما يفكر ..

عليه هالة من الغموض ..والسلطة والتحكم ..

يبدو جليا انه لا يلين ..وما يريده يحصل عليه ..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن