ردت بنفاذ صبر :"ماهو الحل ؟ ارجو قله"
مس شفتيه بطرف لسانه قبل ان يقول بصوت اجش :" الحل ان تتزوجينى".
شعرت بصدمة ..
من المؤكد انه يمزح..
فهذا الاقتراح مزاح سخيف منه ..
انه لا يختلف عن والدته ؛ فهو ايضا ينظر اليها نفس النظرة الفوقية التى لطالما نظرت وتعالت بها والدته علي شقيقتها ..
ولا تعتقد للحظة انه قد يرغب بربط مصيرها بمصيره ..
فتح فمه متحدثا مؤكدا ان ما قاله ليس نكته او مزاح كما اعتقدت ..
فبدا وكأنه يأخذ الامر بجدية بينما يقول :"فكرى بالامر. .سيكون وجودك بالمنزل امرا طبيعيا ..
وسيكون مكانك مصان بحكم كونك زوجتى ...
و ستعيشين مع الاولاد..ستصبحى امهم ..وربما نادوكى ب"امى"..
و سيضطر والداى علي تقبلك ....ولن يمنعك احد ان تربي اطفال اختك ..
وبذلك لا اكون ظلمت احد ..فلا ظلمت اهلى وتربى احفادهم بعيدا عنهم ..
ولم اظلمك او احرمك ان تربيهم ..
ايضا سيعيشون في مستوى اجتماعى لائق. ..مستوى والدهم .. يتمتعون بارثهم ..".
لماذا يبدو الامر صفقة؟؟؟
استطرد منهيا كلامه :"بالنهاية ستعيشين في مستوى افضل من ذلك بكثير".
نظر باحتقار فى ارجاء الغرفة الي اثاث المنزل البالي ..
كانت تعلم ان منزلها برغم حرصها علي نظافته لا يرقي لمنزل خادم بمنزله ..
اثارت نظرته كبرياءها ..
وعنادها ..رفعت رأسها متحديه بينما تفتح فمها لترفض عرضه المهين. ..
لقد تعامل معها وكانها باحثة عن الذهب ..
وكأنه عرف ماهى موشكة علي قوله ؛ اوقفها بقوله :"قبل ان تقولى شيئا قد تندمى عليه ...امامك مهلة للغد ..
قبل ان تتهورى ..انا سأخذهم سواء وافقتى او رفضتى ..فلا داعى للمشاكل ..حتى اذا وصل الامر للقضاء ..
فلا يوجد قاضي قد يحكم لك ...فالقاضي سيحكم للاقدر علي رعايتهم ...وبالطبع ماديا واجتماعيا نحن الاقدر ".
قال جملته الاخيرة وذهب ..
ذهب قبل ان ترد ..
هل يعتقد انها قد تذهب الي القضاء ؟؟!
ضحكت ساخرة ..هل يعلم انها لا تملك الا جنيهات قليلة لا تكفى لاطعامها يومان ..
هل يتوقع ان تقاضيهم من اجل حضانة الاطفال ؟!
انها تعلم موقعها جيدا ..
تعلم امكانياتها ..
وتعرف دون محاكمات وقضايا انها خاسرة ..
أنت تقرأ
التوأم
Romanceوقفت بذهول تنظر الي الجثمان البارد المسجى امامها ..ذلك الجسد الذي كان منذ سويعات قليلة ينبض بالحياة .. اخر من لها بتلك الحياة سيدفن بعد قليل ... ستشيع ما بقي لها من والداها ...لتبقي وحيدة. ..بلا سند او رفيق ..