اصبح روتينها اليومى ما بين مداعبة الاطفال وتحميمهم و اطعامهم وبين مساعدة العاملين بالمنزل في اعمالهم ..
فسرعان ما اكتسبت محبتهم وطلبت منهم مناداتها دون القاب ..فبعضهم اكبر منها سنا ..
فجأة اكتشفت انها اصبحت تبتسم طيلة الوقت ؛ سعيدة بدور الام والزوجة ..
سعيدة في البيت الذي اصبح مألوفا لها حتى كادت ان تنسي بيتها الاول .
لقد بدأت تحب زوجها ..
فهو لا يبدو عليه الغرور او الصلف او التعجرف كما كانت تظن به من قبل ..
بل علي العكس يبدو متفهما وصبورا ..
كان السؤال الذي يدور في خلدها باستمرار ..ترى هل ندم علي الزواج منها ؟
كانت قد سمعت حكمة قديما تقول :"تزوج سريعا ...ثم اندم علي مهل ".
فالزواج من الامور التى لا يجب فيها التسرع علي الاطلاق ...
واذا حدث تسرع ..لابد ان يتبعه الندم ..
ايكون بدأ الندم ؟ ايشعر انه ارتكب خطأ ؟؟
لا يبدو عليه الندم ..او حتى التفكير ..
ولكن الاهم انها سعيدة..
ولولا وجود حماتها بحياتها لاصبحت حياتها مثالية ..ورائعة ..
فلايبدو علي حماتها ميلا للمهادنة او المصالحة برغم محاولاتها المستمرة لتجعلها اما لها ..
حتى عندما حاولت ان تناديها (ماما )كما يفعل خالد ...ربما لتنادى فيها مشاعر الامومة وتنسي دور الحماة القاسية التى اتخذته ..
فهذة القسوة تختفي مع خالد ..او التوأم. وتخصها بها هى ..
تذكر عندما فعلتها وقررت ان تخطو هى نحو حماتها اول خطوات المصالحة ..
كانت تجلس الحماة في الحديقة وحدها ..
بادرتها :"صباح الخير ياامى ؟"
نهرتها المرأة وكأنها سمعت سبابا :"لا تنادينى ابدا بهذا اللقب؟"
كان العنف واضحا علي محياها ..
استفسرت ايمان بينما تشعر ان جسدها ينتفض من هذه القسوة :" لماذا؟"
ردت الحماة وقد ارتفع صوتها دلالة علي الغضب الشديد :" انا لست امك ...ولن اكون. ..ويجب ان تعلمى ان ارفض وجودك بمنزلى مهما حدث".
اشتعل وجهها غضبا وخجلا و احساسا باليتم ..
وكأنها باحد الافلام القديمة حيث كانت الحماة تتفن في تعذيب كنتها وتعكير صفو حياتها ..
كانت ترى تلك الافلام مبالغة ..فلا امراة قد تصل الي هذا الحد في كراهية كنتها بلا سبب ...
أنت تقرأ
التوأم
Romanceوقفت بذهول تنظر الي الجثمان البارد المسجى امامها ..ذلك الجسد الذي كان منذ سويعات قليلة ينبض بالحياة .. اخر من لها بتلك الحياة سيدفن بعد قليل ... ستشيع ما بقي لها من والداها ...لتبقي وحيدة. ..بلا سند او رفيق ..