في الايام التي تلت لم تعد تسمع اى اهانات او تلميحات ..بل علي العكس بدت الام هادئة اكثر مما ينبغي ..كانت تعاملها بتحفظ بارد مهذب ..
ربما السبب هو تهديد خالد لها بالخروج من المنزل ..
فلا شك انها برغم قسوتها الظاهرة الا انها تعشق ابناءها ..
كان لتعامل حماتها الهادئ اثرا طيبا عليها ..
فاصبحت حياتها اكثر هدوءا ..فلم تعد هناك خلافات او مشاكل من حماتها او تهديدات لوجودها ..
و زوجها ..
زوجها اصبح يخرج معها اكثر ..بل ويقضى يوم الجمعة معها باكمله. .بعيدا عن الجميع ..
يخرجون بلا مشاغل او ارتباطات.
لا يهم المكان ..
فاليوم يبدأ دون تخطيط من اى منهما ..
وينتهى ..ينتهى بسعادة ...
كان تقاربهما مريح ..للغاية ..يبعث علي الفرح ...
لاشك انه لاحظ ابتساماتها المستمرة..والحبور علي وجهها ..وتألقها..
ذاك الذي لا يفطن اليه الا اعمى ..
شعرت به ايضا سعيد ..لاريب انه كذلك ..
فلا تعتقده يجيد التمثيل ..
وهى سعيدة لسعادته ..فالسعادة معدية ...
ولو كان لديها مصباح علاء الدين ماكانت لتطلب اكثر مما لديها بالفعل. .
*****
استيقظت متأخرة بعض الشئ علي شعور بمغص في البطن ..دفعها للبحث عن احد المسكنات لايقافه ولكنه رغم المسكنات استمر لفترة ..
تحججت امام الداده للخروج لشراء بعض الحاجيات و ذهبت لرؤية طبيب باطنة. .
فما من داعى لاثارة الاهتمام من اجل بعض الالم في البطن ..
لكن الطبيب سرعان ما حولها الي اخر متخصص في امراض النسا والتوليد.
الذي اكد لها شكوكها ..
كانت ابتسامتها طوال طريق العودة تظلل وجهها وهى تتخيل كيف ستكون رد فعل خالد عندما تخبره ..
كيف سيتقبل الخبر ؟!
اتسعت ابتسامتها ..لاريب سيكون سعيدا ..تعرف ذلك ..
تذكرت ليلة زواجهما بينما يؤكد انه يريد اطفالا ...يريد ان تصبح له ذكرى. .كان كلامه قاسيا وقتها ولكنه يوضح رغبته في تكوين اسرة ..اسرة تكونت بالفعل في رحمها .
لن تخبره حتى يجتمعا معا في غرفتهما في المساء ..
حتى لا يكون هناك شهود علي فرحتهما ..كاد التشوق يدفعها ان تخبره اكثر من مرة امام والديه ولكن بعض التعقل دفعها الي الانتظار ..
أنت تقرأ
التوأم
Romanceوقفت بذهول تنظر الي الجثمان البارد المسجى امامها ..ذلك الجسد الذي كان منذ سويعات قليلة ينبض بالحياة .. اخر من لها بتلك الحياة سيدفن بعد قليل ... ستشيع ما بقي لها من والداها ...لتبقي وحيدة. ..بلا سند او رفيق ..