نظرت الي الطفلين اللذان سكنت ملامحهما بينما يغرقان بالنوم ..
فجأة عرفت انهما منها ...طفلاها ...مسئوليتها ..لن تتخلى عنها ..
حتى لو اضطت الي العيش في الجحيم لاجلهم .. فستفعل ..
وماذا فيها لو تنازلت عن احلامها الوردية ...تلك الاحلام التى نادرا ما تحدث ..
وغالبا لن تحدث لها ..
لقد اختارها القدر لتكن هى الام البديلة لهما وعليها التضحية ..
اومأت موافقة وقد عزمت امرها ..
لم تستطع ان تتحدث بينما تمر في رأسها مئات الافكار والصور ..
وكأن بموافقتها فقدت السيطرة علي زمام حياتها فانطلق في اصدار الاوامر ..
قال وكأنه يامر موظف عنده في شركته : "قومى بجمع ملابسك وملابسهما ..فقط المهم منها ..
ما تحتاجينه فقط ..ساشترى لك غيرها ..".هل يشير الا ان ملابسها لا تليق بالمستوى الجديد؟!
حسنا ...هو علي صواب ..تعلم ذلك دون اشارة ..
استطرد مؤكدا : "لا نحتاج اي شئ من هذ المنزل. . اغلقيه ...ساعود بعد ساعتين تكونوا جاهزين للانطلاق ..سنذهب الي المأذون اولا لكتابة العقد هنا ..فنحن لا نريد ان يعرقل احدهم خططنا ".
يقصد والدته لا ريب!!
هزت رأسها ثانية بطاعة ..
فتركها بهدوء كما دخل بهدوء ..
حتى انها خيل لها ان وجوده كان خيالا ...ولكن نظرة واحدة الي فنجان قهوته الفارغ اعلمها بان ما حدث حقيقة ..
ستتزوج خلال سويعات ..
ستصبح زوجته ..
لم تكن لتصل لذلك ولو في اكثر خيالاتها شطحا ..
بل لم تكن لتجرؤ علي التخيل ..
كيف يجتمعان وهما علي طرفي نقيض ..
بل لا تعتقد ان حد فكر في ذلك ..
الم تسمع من مى كثير انه الاكثر شبها بوالدته ..وانه مثلها في تفكيرها ..
والان ...الان تغير واقعها ..
فبعد سويعات ستصبح ملكه ..يحركها كيفما يشاء وقتما يشاء ..ستفقد كل السيطرة الفعلية علي حياتها ..
ستعيش مع رجل يبغضها وتبغضه ..
انها تبغض ما يمثله ..تبغض مجتمعه الذي يرى الناس انواع..انواع لا يجب ان تتصاهر او تتعارف .. فقير وغنى ..
وكأنهم مخلوقون من طين ارقي ..
جمعت بآلية ملابسها القليلة منتقية افضلها ..آمله ان يليق بمجتمعها الجديد ..
أنت تقرأ
التوأم
Romanceوقفت بذهول تنظر الي الجثمان البارد المسجى امامها ..ذلك الجسد الذي كان منذ سويعات قليلة ينبض بالحياة .. اخر من لها بتلك الحياة سيدفن بعد قليل ... ستشيع ما بقي لها من والداها ...لتبقي وحيدة. ..بلا سند او رفيق ..