الفصل الحادى عشر

13.5K 324 46
                                    

Hii cupcakes😍
اعملوووووووووا فووووووووووت بلييييييييز😳😟
Enjoy reading😚
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فى قصر الحمزاوى كانت تقي جالسة خارجا فى الحديقة تفكر بأن هذا أخر يوم لها هنا فى القصر و تشعر بالحزن لذلك ثم بدأت فى التفكير بأيهم فهى لم تراه لمدة يوم واحد و لا تعلم لما إشتاقت له..إشتاقت لهدوءه..لقلة كلامه..لمجرد رؤيته امامها..نفضت هذه الأفكار عن رأسها سريعا فلا يجب عليها التعلق به أكثر من ذلك فما تحلم به لن يتحقق مطلقا حتى فى خيالها و سيتوج أول شعور جميل تشعر به فى حيالها كقصة حب فاشلة..فهى لا تعلم كيف و متى تحولت الى قصة حب من الأساس فكل ما كان بينهما عبارة عن مشاجرات و إهانات من طرفه و لطنه خلال الإسبوع الماضى لم يوجه لها أى إهانة و لم تحدث أى مشاحنة بينهما مما جعلها تبدأ تتأمل به و بشخصيته الهادئة و العصبية فى بعض الأحيان ..كانت تفكر فى كل هذا بإبتسامة واسعة على محياها لكن سرعان ما إختفت حين تذكرت ما حدث لها بليلة الحفل...
Flash back
حين خرج أيهم من الحفل ليهدأ من نفسه و خرج ورائه جاسر و ذهبت آيات للإستفسار عن ما ثار من عمها كانت تقي لا تزال جالسة على مقعدها تفكر فيما جرى أمامها و سر العداوة بين أيهم و جاسر حين قاطع تفكيرها شخصا ما و هو يجلس امامها فقالت....
تقى بتساؤل: مين حضرتك؟......
رحيم بإبتسامة صغيرة قال: مش مهم انا مين..المهم عايز منك ايه...
إندهشت تقي من طريقته و لكنها سألته مرة أخرى: عايز منى إيه؟..
إتسعت إبتسامة رحيم و إستند على الطاولة بمرفقه و قال: خدمة بسيطة..بس أجرها كبير أوى..
ردت تقي بإندهاش: حضرتك متأكد أنك عايزنى انا؟..
أومأ رحيم برأسه مع غمضة من عينيه ثم فتحهما و قال: طبعا انتى يا أنسه تقي..
حمحمت تقي فهى لا تعرفه و لا تعرف ما سيطلبه منها ففضلت السكوت إستماعا لما سيقوله..
إقترب رحيم قليلا منها و مد يده لها بقارورة بها دواء على شكل حبوب ..نظرت تقي للقارورة بإستغراب ثم نظرت لرحيم و قالت: ايه ده؟...
قال رحيم بنبرة جادة: هى دى الخدكة المطلوبة منك..
لم تفهم تقي مقصده فنظرت اليه بنظرات متسائلة فأكمل قائلا: احنا عايزينك تدى الدوا ده لأيهم بيه مع الأدوية الى بياخدها..
مسكت تقي قارورة الدواء و قرأت إسمه و طبقا لخبرتها كممرضة علمت ماذا يفعل هذا الدواء فإتسعت عيناها فى زهول و أردفت و هى تنظر له: بس الدوا ده مع الأدوية الى بياخدها تموته..
إبتسم رحيم فى شر و قال: و هو ده المطلوب...
تركت تقي الدواء من يدها سريعا و حملقت به فى زعر فقال رحيم: ماتخافيش اوى كده..الخدمة دى هتاخدى مقابلها نص مليون جنيه..ممكن تبدأى مشروع ليكي و مش هتحتاجى تشتغلى كممرضة تانى...
لم ترد عليه تقي فهى قد شعرت بالخوف الشديد ..خوف من هذا الماثل امامها فهو يطلب منها قتل أحدهم ..خوف على حياتها ان لم تطعه..و الأهم خوف على حياته هو حياة أيهم فإذا لم توافق هى على ذلك ربما يتخذوا أحدا أخر كوسيلة لدس هذا الدواء له فالرقم الذى يعرضوه ليس بالهين و يمكن ان يجعل اى شخص شيطانه يقوده ان يلين ..خافت بشدة عليه فهذا الشخص يطلب منها إزهاق روح إنسان و لكنه ليس كأى إنسان انه اول إنسان قلبها يدق له عندما وصلت لهذه الفكرة أدركت انها واقعة فى حبه....
أفاقت من شرودها على صوت رحيم الذى قام من مجلسه و قال و هو يغلق زر سترته و يضع امامها الكارت الخاص به: انا هسيبك تفكرى دلوقتى و لما توافقى كلمينى على الرقم ده..ثم أكمل بسماجة مثل إبتسامته : و انا متأكد انك هتوافقى..ثم رحل و تركها حائرة فى أمرها هى بالتأكيد لن توافق على ما قاله ليس لأنها لا تريد إيزاء أيهم بل لأنها لا تقدر على إيذاء أى شخص  و لكنها تحيرت فى كيفية إخبارة لتوخى الحذر...
أفاقت من شرودها على يد سعاد الموضوعة على كتفها فنظرت لها ثم قالت سعاد: يلا يا تقي عشان تتغدى...
إبتسمت تقي لهذه المرأة فى لا تعرفها الا من أيام قليلة و لكنها تعوضها عن حنان الأم التى افتقدته فى طفولتها بطيبتها و حنانها و حزنت أيضا لانها ستفارقها ...
قالت تقي بإبتسامة: حاضر...انا جاية..ثم قامت تقي معاها و دلفا للداخل لتناول غذائهما و على طاولة الطعام قالت سعاد بحزن: انا زعلانة اوى انك هتمشي و تسيبينا يا تقي..انا اعتبرتك زى بنتى...
ربتت تقي على يدها بحنان و قالت: و انا و الله يا طنط اعتبرتك زى مامتى بس أعمل ايه دا شغلي...
إبتسمت سعاد و قالت: عارفة يا حبيبتي بس عايزاك توعدينى انك تيجى تزوريني كل فترة...
ردت تقى: ان شاء الله يا طنط...
إبتسما الإثنتان و شرعا فى تناول غذائهما.......
و بعد تناول الغذاء خرجت تقي مرة أخرى للحديقة و أخذت تفكر بصنع شئ يسعد أيهم و يجعله يتذكرها بعد رحيلها فأخذت تفكر مليا ثم إبتسمت فجأة حين علمت ما عليها فعله و صعدت سريعا للأعلى......
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى المساء و داخل سيارة يزيد كان يقودها متجها لمنزل سحر ليأخذها للعشاء فى مطعم رومانسي وصل يزيد أسفل العمارة و اتثل بها ليخبرها بوصوله ..ثوانى و كانت سحر تخرج من بوابة العمارة تتهادى فى ثوب قصير يصل الى ركبتها من اللون الأحمر النارى بدون أكمام و بفتحة صدر ليست كبيرة تاركة لشعرها الأسود العنان فكان ينسدل على ظهرها مرتدية حذاء أسود اللون ذو كعب عالى يحدث صوتا لخطواتها على الأرض..عند رؤيتها نزل يزيد من السيارة و اتجه ليقف على الجانب الأخر ..وصلت له سحر و قالت بإبتسامة : اتأخرت عليك؟..
إبتسمت يزيد و ردد بنبرة حب يجيدها: عندى إستعداد أستناكى العمر كله..
ضحكت سحر فى خجل فسقطت خصلاتها السوداء على وجهها فمد يزيد يده و أزاحها عنها و هو يردد: بس ايه الحلاوة دى؟..
ردت سحر فى دلال: ميرسي...مش يلا بينا؟..
رد يزيد: يلا..ثم فتح لها باب السيارة فركبتها و انطلقوا سويا الى مطعم يعرفه يزيد لتناول عشائهما....( أكلت السم يا بعيد انت و هى😠)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى منزل رأفت كانت آيات ترص الأطباق التى تحوى طعام العشاء على الطاولة حين رن جرس الباب فرفعت آيات صوتها و هى تسأل عمها: عمى انت مستني حد...
رد رأفت من الداخل: أيوة يا آيات إفتحى الباب...
ذهبت آيات بإتجاه الباب لتفتحه و حين فتحته وجدت أحمد واقف أمامها مرتدى بنطال من الجينز الغامق و قميص أسود يرفع أكمامه و ترك أول أزرار القميص مفتوحة و كان ممسك بيده باقة ورد و يبتسم بإتساع ما إن فتحت آيات الباب حتى قال بفرح و هو يمد لها باقة الورد: مساء الخير....
تفاجأت آيات من وجوده و لكنها لم تنبس بحرف و كانت ردة فعلها ان أغلقت الباب فى وجهه مباشرة دون إعطاء أى إنطباع أو قول أي شئ و ذهبت للداخل كأن شيئا لم يكن...
أما أحمد فإستغرب من رده فعلها و قال محدثا نفسه: ايه المجنونة دى؟...
فى الداخل خرج رأفت من غرفته و أخذ ينظر فلم يجد إلا آيات فقال متسائلا: مين كان على الباب يا آيات ؟...
أجابت آيات بعصبية: مفيش حد يا عمى دا عيال صغيرة....
لم تكد تكمل كلمتها الا و صدح صوت جرس الباب مرة أخرى فقلبت آيات عينيها و ذخب رأفت لفتح الباب و حين رأي أحمد ردد فى ترحيب: اهلا أحمد بيه ..إتفضل..
دخل أحمد المنزل و هو يردد لرأفت: بلاش بيه دى يا رأفت بيه انا زى إبنك لأ أخوك الصغير عشان ماكبركش...
ضحك رأفت و قال: خلاص انا اقولك يا أحمد و انت تقولى يا عمى...
رد أحمد بإبتسامة: حاضر يا عمى....
رددت آيات خلفه بصوت شبه مسموع و حانق : عما الدبب.....
سمعها أحمد و لكنه قال: بتقولى حاجه يا دكتورة ؟....
ردت آيات بإبتسامة سمجة: لا ابدا بقول ايه الى جايبك دلوقتى...
تكلم رأفت قائلا: انا يا آيات الى عزمت أحمد عشان يتعشي معانا...
آيات بغضب: و إزاى ماتقوليش يا عمى....
رد رأفت: خلاص يا آيات نسيت ايه هتحاكميني...
ردت بأدب: العفو يا عمى دا بيتك ..بس عشان أعمل حسابي بس..
رد أحمد بإستمتاع: انا ممكن أكل أى حاجة على فكرة معنديش مانع..
أومأت آيات و قالت: طب ثوانى و يكون العشا جاهز ثم دلفت للداخل لتبديل الإسدال التى كانا ترتديه الى لبس خروج ثم خرجت لرص باقي الأطباق و دعتهما لتناول العشاء....
على طاولة العشاء جلس رأفت على رأسها يجاوره من جهة اليمين أحمد و من اليسار من المفترض ان تجلس آيات اما هى فكانت واقفة لسكب الطعام فى أطباقهم و حين إقتربت من طبق أحمد لم يدع هو الفرصة لإغاظتها فقال بصوت تسمعه هى فقط: انتى مش حطالى سم فى اللأكل ده صح...
تمتمت آيات بحنق قائلة: كان نفسي و الله بس احنا هناكل معاك من نفس الأكل..
بعد ان انتهت من وضع الطعام فى طبقه رفع أحمد الملعقة المليئة بالطعام لتذوقه فرددت آيات بغضب: بالسم الهارى.....
ثم ذهبت الى مقعدها فبلع أحمد ريقه بصعوبة و شرع فى تناول الطعام الذى صدمه كونه لذيذ جدا فقد ظن ان آيات لا تجيد الطهى فسيكون عنده رصيد للسخرية منها و لكنها فاجأته بمهارتها  فى صنع الطعام.......
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى منزل ناصر أيوب كانت نهي جالسة على طاولة الطعام و تصرخ....
نهى بصراخ: يلا يا ماما بسرعة انا جعانة..وجدت من يضربها على مؤخرة رأسها و يردد..
ناصر لنهي و هو يجلس: إهدى شوية ايه الفضيحة الى انتى عملاها دى الناس فى العمارة هتقول مش بنأكلك...
خرجت أمينة من المطبخ على جملته و هى تحمل الأطباق فقالت: او ممكن يقولوا عليها مفجوعة و هتاكلهم...
ضحك الإثنان عليها مما أثار حنق نهي فقالت: انا مش مفجوعة انا بس جعانة و انتى الى حضرتى العشا متأخر النهاردة....
أمينة و هى تجلس قالت: دا بدل ما تقومى تساعديني بتلومينى انى حضرت العشا متأخر...
نهى بلا مبالاة و هى تأكل : انا ببقي من الشغل  تعبانة كمان هشتغل فى البيت... الرحمة..
شعرت أمينة بالغضب و وجهت كلامها لناصر قائلة: شايف بنتك يا ناصر...
ناصر لنهي و هو يأكل: عيب يا نهي ...
نهي و هى تلوك الطعام فى فمها قالت: حاضر يا بابا....
أمينة بغضب: انتو بتشقطونى لبعض....
ضحك ناصر من حنقها الطفولى فهى مهما كبرت ستظل تتصرف بطفولية فأخذ يضحك عليها و هى تردد بغضب: انت كمان بتضحك عليا يا ناصر ..ماشي انا همشي و اسيبلك البست عشان تبقي تتريأ عليا انت و بنتك ثم قامت من على طاولة الطعام فأخذ ناصر يردد من بين ضحكاته: هههههههه استنى بس ههههههه يا أمينة هههههه ثم فجأة أحتقن وجهه بلون الدم و وضع يده على قلبه و توقف عن الضحك فتركت نهي الطعام سريعا و قامت و هى تردد بصراخ: بابا..بابا مالك يا بابا؟.. رد عليا؟...
أسرعت أمينة اليه حين سمعت صوت نهى و أخذت تتحدث بزعر: ناصر..مالك ياخويا؟...
كان ناصر بالكاد يأخذ نفسه ثم أغمى عليه  فصرخت أمينة و قالت: اطلبي الإسعاف بسرعة يا نهي...
إرتبكت نهي و لم تدرى ما عليها فعله و بمن تتصل حتى رقم الإسعاف قد نسته و وجدت نفسها تحمل هاتفهها و تطلب رقم يزيد......
كان يزيد مع سحر فى المطعم يتناولان العشاء و بعض من الرومانسية المصطنعة من جانب يزيد التى يجيدها و بعض من الدلال من جانب سحر لتوقعه فى شباكهل و لكن يزيد كان يدرك لعبتها و لكنه لم يوضح لها انه يكشفها ليستمتع بما تفعله..كان يزيد يستمع لكلماتها العذبة التى تلقيها على مسامعه حين صدح صوت هاتفه برقم نهي فأجاب يزيد فى إستغراب...
يزيد بهدوء: الو..أيوة يا نهي..فى حاجة؟...
سمع يزيد صوت نهي الباكى و هى تردد بتلعثم: يزيد..بابا...إلحقنى...
حين سمع يزيد صوتها انتفض سريعا و قام بوضع بعض المال و سحب سحر من يدها و خرج من المطعم و هو يقول: فى ايه يا نهى؟.. إهدى و إتكلمى؟...
هدأت نهي قليلا و حاولت تجميع جملة مفيدة و رددت من بين شهقاتها: بابا تعبان جدا و انا ..انا مش عارفة أعمل ايه....
يزيد محاولا تهدئتها قال: طب إهدى بس و انا هبعتلك عربية الإسعاف و هحصلك على المستشفي.....
رددت نهي : حاضر بس بسرعة الله يخليك...
رد يزيد: حاضر يا نهي بس إهدى ثم أغلق الهاتف و إتصل بالمشفي و أبلغهم العنوان و طلب منهم إرسال عربة إسعاف...ثم أغلق الهاتف و ركز فى القيادة فصدح صوت سحر و هى تقول: هو فى ايه بالظبط؟...
يزيد: بابا نهي تعبان جدا و هى مش عارفة تتصرف...
ردت سحر بحنق و غيرة: و دا يخليك تتنفض كده و تنهى سهرتنا بالشكل ده؟...
يزيد محاولا الحفاظ على هدوءه: معلش يا سحر هعوضك..بس دلوقتى البنت فى مشكلة و محدش جمبها....
سكتت سحر فقد إستشعرت بوادر غضبه و لم ترد ان تظهر بشكل الفتاة السيئة فإقتربت منه و قالت فى دلال: انا أسفة يا يزيد..بس العشا ده كان مهم بالنسبة ليا..
مسح يزيد وجهه و قال: معلش هعوضك..كان يزيد وصل الى عمارتها فقال: يلا يا سحر إنزلى..تصبحى على خير...
إقتربت منه و وضعت قبلة عميقه بجانب شفتيه و قالت بإغراء: و انت من أهله ابقي طمنى عليك لما توصل..
إستغرب يزيد من فعلتها و لكنه لم يعلق و إكتفي بهز رأسه فترجلت سحر من السيارة و لوحت له بالوداع ..لم يرد يزيد و إتجه مسرعا الى المشفي.......
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى قصر الحمزاوى دلف أيهم لداخل القصر و أخذ يدور بعينيه بحثا عنها فلم يجدها او يسمع صوتها فأيقن انها لا بد ان تكون قد خلدت للنوم فإتجه للصعود و لكن سعاد قابلته فى طريقه..
سعاد : أيهم بيه..أحضرلك العشا؟..
أيهم بهدوء: لأ يا سعاد انا طالع عشان أنام..
ثم تركها و إتجه الى غرفته و فى طريقه للغرفة وجد نفسه يتجه الى غرفة تقي المجاورة له ..وقف على باب الغرفة و أراد ان يطرق عليها ..أراد فقط ان يراها و يتحدث معها ربما للمرة الأخيرة فهو قد إتخذ قراره بأنها لا مكان لها فى حياته المظلمة فهو ما زال يعيش بذكريات ماضيه و حتى إن جاهد و إستطاع نسيان هذه الذكريات فإن توابع ماضيه لن تتركه ..تردد أيهم ما بين الطرق على باب الغرفة ام لا و فى الأخر إهتدى الى عدم الطرق فهو لا يريد رؤيتها لكى لا يتعلق بها أكثر فلتمضي هى فى حياتها و تعيشها بسلام و يظل هو فى حياته السوداء و واقعه الأليم..ثم إتجه الى غرفته لينال قسطا من الراحة يريح به عقله من التفكير و يهدأ قلبه الحائر و المتألم فى نفس الوقت ففتح باب الغرفة و دلف للداخل و لكنه فوجأ بشئ لم يكن يتوقعه مطلقا فتقي كانت جالسه على كرسي امام طاولة و امامها على الطاولة الجرامافون الخاص بأمه و يوجد منه أجزاء مفككة منثورة أمامها على الطاولة ..عندما رأى أيهم هذا المنظر لم يحتج شيطانه وقتا ليستيقظ و لم يأخذ غضبه وقتا ليثور فهذا الجرامافون أخر ما تبقي من والدته و كل من فى القصر يعلم انه من المحرم الإقتراب منخ و قد حذرها من قبل من عدم مسه و لكن هى لم تمسه فقط بل فككته و جالسة تعبث به ..تعبث بذكريات والدته..تعبث بأخر ذكريات جميلة له يمكن أن يتزكرها..تعبث به كطفلة صغيرة لا تبالى..تعبث بماضيه..بأخر ما يملكه من والدته..بالشئ الوحيد فى هذا القصر الذى يرى به روح والدته المتوفاة..
لم تنتبه تقي لدخوله و لا لكتلة الغضب المتكونة حوله و لا حتى للشرر الذى يتقافذ من مقلتيه و ربما ينبأها بإنتهاء حياتها فكانت تصب جام تركيزها على إصلاح العطل فى الجرامافون و التى إكتشفته بخبرتها حيث إكتشفت ان العطل به كان من الخزانة التى تحول الإهتزازات الصوتية الى طاقة كهربية فقامت على الفور بتبديلها بواحدة أخرى قد صنعتها و قامت بإلقاء التالفة خارجا فهى لا تحتاجها...
أفاقت تقي من تركيزها على صوته الغاضب و هو يهدر بها بعنف شديد: انتى بتهببي ايه هنا؟..
أجفلت تقي من صوته فنظرت له و سرعان ما شعرت بقلبها ينقبض و ينبض بسرعة من خوفها من منظرة فعيناه الشديدة الإحمرار و قبضته المتكورة فى غضب أنبأتها بأنها قد صنعت جريمة فى حقه فبلعت ريقها بصعوبة و لم تقدر على ان تتحدث...
إقترب أيهم منها بسرعة و غضب أخافها كثيرا و أمسكها من زراعها بقسوة و شدها ناحيته فوقفت من على الكرسي و كادت ان تسقط و لكنه أمسكها بإحكام من كلا زراعيها و أخذ يهزها بقوة و هو يهدر بعنف: انتى عارفة بسبب الى هببتيه دا انا ممكن أعمل فيكي ايه؟.. انتى إزاى تتجرأى و تتدخلى أوضتى ؟.. ازاى تسمحى لنفسك تعملى كده؟..
أرادت تقي ان تبرر له ما تفعله و لكن خوفها الشديد لم يسمح لها بتكوين جملة واحدة مفيدة فأخذت تتحدث بتلعثم و تقول: انا..انا كنت..بس. كنت..
أيهم و قد أعماه غضبه و تمكن منه فأفلت يدها و قام بصفعها بشده لدرجة انها وقعت على الأرض من شدة الصفعة و لم يكتفى بذلك فنزل الى مستواها و أمسكها من حجابها و قربها مننه قائلا بشر كأن شيطانا يتكلم ليس أيهم : انتى هتموتى...
ثم بدأ بصفعها على كلتا وجنتيها و كلما وقعت على الأرض يجذبها مرة أخرى و يهبط بيده على وجهها لم يأبه بصراخها المتواصل و لا بأنفها الذى ينزف و لا شفتيها الدامية فالغضب قد أعماه كليا عن رؤيتها او الشعور بها ظل يضربها و تحولت صفعاته الى لكمات الى أنفها و فمها و عينيها حتى غابت تقي عن الوعى كليا ..لم يفق من ثورته و نوبة غضبه الى على يد سعاد التى تجذبه بعيدا عنها فقد إستمعت الى صرخات تقي قبل ان تفقد الوعى و أسرعت الى الغرفة فوجدت أيهم ينهال عليها بالضرب فأسرعت لجذبه بعيدا عنها..جاهدت سعاد فى جعل أيهم يتركها و يتوقف عن ضربها و سبها و لعنها و سرعان ما جذبته ليجلس على الكرسي و أسرعت لجلب دوائه فهى مربيته منذ كان صغيرا و كثيرا ما واجهت نوباته هذه و تعرف كيف تتعامل معها..أسرعت سعاد بإعطائه دوائه و تركته يهدأ و إتجهت ناحية تقي الملقاة على الأرض لا حول لها و لا قوة فأخذت بضربها بخفه على وجهها لتفيق ..و لكنها لم تفق و تحسست نبضها فوجدته ضعيف شعرت سعاد بالزعر من منظرها فوجهها بأكمله كان مغطى بالدماء فأسرعت للأسفل لكى تتطلب الإسعاف......
أفاق أيهم من حالته على منظرها المدمى أمامه فقام من على الكرسي و جثى على ركبتيه امامها و جذبها برفق من خصرها و إحتضنها بهدوء لا يماثل مطلقا ما كان عليه منذ لحظات فيبدو ان الروح التى تلبسته قد غادرت و رجع مرة أخرى إنسان ذو مشاعر ليس وحشا كاسرا ..
بدأت الدموع تهبط من عيني أيهم و تحدث ببكاء و هو يحتضنها برفق: عشان كده مينفعش تبقي معايا..مينفعش تعيشي حياتك مع واحد مريض زيي..مش عارف يتعايش مع مرضه و لا يتعالج منه...
مسح أيهم دموعه بكفه كالأطفال ثم إستقام و حملها بين يديه بلطف و نزل الى الأسفل حين رأته سعاد أسرعت بإتجاهه فقال بهدوء و هو يتجه للخارج: هاخدها المستشفي يا سعاد ماتخافيش..ثم تركها و خرج للذهاب الى المشفي فتنهدت سعاد و دعت له ..فالذى حدث قد يبدو جريمة لمن لا يعرف أيهم لكن من يعرف ماضيه و ما قاساه مثل سعاد فسيدعو له بالهداية و الشفاء........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى المشفي كان يزيد يركض فى الدور الذى يوجد به والد نهي بعد ان عرف رقم الغرفة من الاستقبال و حين وصل الى الغرفة وجد كلا من أمينة و نهي يجلسان خارجها و نهي تحاول تهدئة والدتها و طمئنتها بأن كل شئ سيكون بخير حين إقترب منهما يزيد و نادى على نهي...
يزيد : نهي......
التفتت نهي إثر صوته فقامت و وقفت أمامه و قالت: باشمهندس يزيد.. انا..
قاطعها يزيد و هو يسأل: والدك عامل ايه؟....
أجابت نهي بقلق: لسه الدكتور جوه..ثم أكملت بخجل : انا أسفه انى أزعجتك بس بجد وقتها مكنتش مركزة و معرفتش أتصل بمين لقيت نفسي بتصل بيك..
إبتسم يزيد لطمئنتها و قال: دى حاجة تفرحنى على فكرة انى اول واحد جيت على بالك و على فكرة انتى بالذات لا يمكن تزعجيني...
ردت نهى بإمتنان: شكرا بجد يا باشمهندس...
إكتفي يزيد بإبتسامة و وقفا لإنتظار خروج الطبيب..
بعد دقائق خرج الطبيب فأسرعا كلا من يزيد و نهي اليه تتقدمهم امينه التى سألته بلهفه و قلق عارم قائلة: هو عامل ايه دلوقتى يا دكتور ؟..
أجاب الطبيب بعمليه قائلا: هو كويس أوى الحمد لله ..متقلقوش هو كان بس بيختبر معزته عندكم..هو بس أجهد نفسه شوية و كمريض قلب المفروض مايكونش فى مجهود و ينتظم على الدوا....
ردت نهي: ان شاء الله يا دكتور بعد كده هينتظم بس هو كويس دلوقتى..
إبتسم الطبيب لها و قال: كويس جدا بس انتى متقلقيش نفسك..
شعر يزيد بالغضب و أراد لكمة فقال بغضب: طب ممكن نشوفه...
أومأ الطبيب له و قال: ممكن يبقي معاه مرافق بس شخص واحد بس..
أسرعت أمينة فى الرد قائلة: انا هاخد بالى منه....
أومأ الطبيب و قال: لو احتاجتوا حاجة انا فى مكتبي...ثم ذهب
دخلت أمينة سريعا الى الداخل لرؤية ناصر و الإطمئنان عليه و ظلت نهي مع يزيد بالخارج..
حمحم يزيد ثم قال: طب انا هعدى على الحسابات و أجى تانى..
أوقفته نهي و هى تقول: مفيش داعى يا باشمهندس.. انا هدفع الفاتورة ..
نظر اليها يزيد بغضب ثم قال: لما تبقي واقفة مع سوسو ابقي ادفعى ثم تركها و رحل فضحكت هى علي كلمته و جلست تفكر به..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل أيهم الى المشفي و دخلها و هو يحمل تقي بين يديه و ينادى على طبيب ليري حالتها فأخذها منه الممرضون و وضعوها على سرير المرضي و تم أخذها الى غرفة لمداواة جراحها..
كان أيهم ينتظر خروج الطبيب من غرفتها ..خرج الطبيب فاسرع اليه أيهم و سأله سريعا فى قلق : هى كويسة؟..
هز الطبيب رأسه و هو يردد بحنق: مين الى عمل فيها كده؟....
رد أيهم: خناقة صغيرة...
ردد الطبيب: انت جوزها..
أومأ له أيهم دون ان يرد..
صرخ به الطبيب قائلا: دى خناقة صغيرة ..دى وشها متشلفط..
رد عليه أيهم بعنف: يعنى هى كويسة دلوقتى...
رد الطبيب : هى كويسة بس انا كان ممكن أخد إجراء مش هيعجبك بس هعدى الموضوع لأن شكلك محترم..ثم ربت على كتفه و قال: ابقي حل مشاكلك بعد كده بالتفاهم مش بالضرب و الا ممكن تفوق تلاقي انك خسرتها و ساعتها هتكون خسرت كل حاجة و مش هينفع ساعتها الندم..ثم ذهب الطبيب الى مكتبه و أيهم جلس امام الغرفة و هو يفكر بكلام الطبيب و بالجريمة التى إقترفها فى حقها....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صعد يزيد مرة أخرى الى نهي .....
يزيد فى هدوء: نهي انا حجزتلك الأوضة الى جنب أوضة باباكى عشان ترتاحوا فيها و مفيش داعى انك تيجى الشركة لحد ما حالة باباكى تتحسن و انا هبقي أجى كل يوم أطمن عليه...
إبتسمت نهي و قالت: متشكرة أوى يا باشمهندس.. مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه..
إبتسم لها إبتسامة صغيرة و قال: انا مش بعمل كده عشانك ..انا حبيت باباكى..يلا همشي انا لو إحتاجتى أى حاجة ابقي رنى عليا و بلاش الدكتور الملزق الى هناك ده....
ثم إلتفت يزيد ليذهب تاركا خلفه وجه مبتسم و قلب قد بدأ فى إعلان الخضوع ......
إتجه يزيد الى أيهم بوجه متجهم فقد رأه و هو يدلف حامل تقي و بالتأكيد يمكنه تخمين ما حدث..وصل يزيد لغرفة تقي و وجد أيهم جالس بخارجها و يضع وجهه بين كفيه فجلس بجانبه..أحس أيهم به فرفع رأسه ليجد يزيد ينظر له و يقول: ايه الى حصل؟...
لم يجبه أيهم و فضل السكوت و النظر للأرض فلفت إنتباه يزيد يد أيهم المليئة بالدماء..فصرخ به قائلا: انت لسه مش ناوى تتعالج من الى انت فيه؟...
نظر اليه أيهم بمعنى لا...
أكمل يزيد صراخه قائلا: لو فضلت كده مش هتفوق الا و انت.. وانت بتموت إنسانة تانية يا أيهم.. و هتعيش بالذنب تانى..
لم يجبه أيهم و لم ينظر له حتى فكان يستمع لكلامه كالميت فهو يدرك ذلك حرفا حرفا..
صوت يزيد المتساؤل قطع شروده و هو يقول: هتعمل ايه دلوقتى؟......
كلمة واحدة صدرت من أيهم جعلت يزيد يفغر فاهه و ينظر له بغضب ...
أيهم بتقرير و جدية قال: هتجوزها........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رأيكم و توقعاتكم للجاى و اعملوا فوت بتعب و الله 😷😞
مفيهاش حاجة انكم تعملوا فوت صباعكم مش هينقص منه حته😝😜
See you next chapter😒
Love you all😚

السادى (حين يجلب العشق الموت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن