الفصل الثالث: حُب دامي.

19.4K 580 166
                                    

أقسم أنني في كُل مرة أراك يُغادر أثيري جسدي لِيأتي إليك ويعانقك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أقسم أنني في كُل مرة أراك يُغادر أثيري جسدي لِيأتي إليك ويعانقك...

-

مُلامسات جامحة، قُبلات شغوفة، مشاعر مُضطربة.. في عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانون شهدت أجواء فِرنسا علی هَذه العلاقة المُحرمة.

اعتاد علی التسلل إلی قصرها كُل ليلة، إن اكتشف أمرهما فستكون نهايتهما قاسية للغاية ومع هذا هما يتغلبان علی هذا الخوف بالحُب، وعلی أضواء خافتة تُظهر امتزاج الأبيض والأسمر بتناغم يمارسان طقوس الحُب.

****

ينتظر انتهاء عمله ليذهب إليها، بينما هي كانت جَالسة رفقة زوجها ووالدها وبعض الرفقة كالعادة، تصنع ابتسامات زائفة لهم فقد قررت أن تمنح كُل الصادقة لهُ حين تُنعش روحه بالنظر إليه وهو يعمل.

أوقفهُ رؤية زوجها يُحيط كتفها بذراعهِ، أغلقت هي عينيها وعضت علی شفتها بينما هو أبعد ناظريه عنهما حتی لا يتألم أكثر ففي النهاية هو الزوج وهو ليس إلا عشيق.

هذه الليلة لم يذهب إليها، وقد انتظرته طويلاً.

****

لم تأتِ هذه الأمسية، كان مُتلهفًا لرؤيتها لِذا غادر عَملهُ مُبكرًا وذهب إليها. كانت الحراسة مُشددة علی منزلهم ولكنهُ تمكن من الوصول إلی جناحها، رآها نائمةً وسط الظلام ليبتسم بلطفٍ ويقترب منها وسُرعان ما تلاشت ابتسامته حينما لمحها تبكي.

جلس بقربها وأمسك بيدها ليسأل بقلق:

- ما الذي حدث؟

اشتد بُكاؤها لتقوم وتعانقهُ بقوة، أحاطها بيديه وهمس:

- آسف لأنني لم أتِ البارحة.

نطقت كلماتها المُمتزجة مع شهقاتها:

- إنهُ يشك بأنني أخونه، أريد أن أموت لا أستطيع أن أكملي حياتي معهُ..

نبرتها المهتزة خلقت ألمًا عميقًا في فؤادهِ الهش، تمتم:

- هل فعلَ لكِ شيئًا؟

أغلقت عينيها وأومأت، ابتلع ريقه وقد فشلت قدماه من شدة خوفهِ عليها، ابتعدت عنهُ قليلاً لتخلع فُستانها الحريري الخفيف الذي كان يُغطي جسدها لتظهر لهُ علامات الضرب الزرقاء..

احتضنها بلطفٍ لتدفن رأسها بصدره، بكيا معًا وبكت معهُما سماءُ باريس.

خوفهُ عليها وعجزهُ عن فعل شيء سببا لهُ حزنًا قاتِلاً، اقترح قائلاً:

- دعينا نقلل من لقاءاتنا..

نظرت إلی عينيه اللتين تلمعان في الظلام وقالت:

- دعنا نهرب.

****

مرت أيامٌ سوداء مُدلهمة من حياتهما، أصبحا يلتقيان  إلا مرة في الأسبوع وهي لم تعد تأتي إلی آل بوربون لِذا ترك العمل هُناك، حُبهما مُستحيل ولم يجنيا مِنه إلا العذاب والألم ولكنهما لم يندما أبدًا علی خوضِ علاقةٍ كهذه، هو وَجد فيها الحُب وهي وجدت فيه الحنان الذي حُرمت مِنهُ طوال حياتها.

شاب كوري يعيش بفرنسا مُنذ صغره وشابةٌ فرنسية من سلالة آل بوربون العريقة، تورطت في حبهِ رغم أنها مُتزوجة وهي تفقهُ أن هيامهما هذا لن يرضَ بهِ القدر.

طوال تِلك المُدة كان يفكر بطريقة ليهربا ويُنقذا حُبهما ولكِنه بدأ يُحس بمدی أنانيته، حتی لو هربا فهو لن يستطيع أن يُوفر العيشة التي تعيشها الآن من رخاء وغِنی، يعلم أن بوسعهِ تركها وتنفس عِشقها خارج أسوار باريس ولكنهُ يخشی أن يسبب لها وجعًا..

ثَمل قلبه وذهب عقله، يبكي علی طاولة في حانة رخيسة علی حالهِ المأساوية حتی أتاه صديقه الذي تجسدت كُل معالم الهلع علی وجهه لينبس بفزع:

- زوج عشيقتك عرف بأمركَ وكل رجالهِ يبحثون عنكَ لقتلك، اهرب سيهون..

لم يكن في وعيه ولكنهُ فرز الكلمات ليقوم من مضجعهُ وقد هبت في عقلهِ رياح تعصف باسمها.. كيف حالها الآن؟

لم يُدرك أين سيهرب أو أين سيختبأ؟ هل يذهب إليها أو لا؟ الخوف أعاق تفكيره.


قادته قدماه المُخدرتان إلی قَصرها.. قرر أن يراها مرة أخيرة.. أن يقضي معها آخر ليلة..

يُتبع..

--

الفصل الثالث: حُب دامي.

--

500 كلمة بالضبط.

--

لا تنسوا التصويت للفصل رجاءً
وترك تعليق بسيط، هذا سيسعدني ❤

كُل الحب ❤

نَبيذ أسمر || OSH™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن