الفصل الثاني.

22.9K 649 162
                                    

ليلةٌ أخری لم تأتِ فيها محبوبتهُ، الشوق والحنين ينبشان روحه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ليلةٌ أخری لم تأتِ فيها محبوبتهُ، الشوق والحنين ينبشان روحه. ظل ينتظرها حتی لمح والدها داخلاً رِفقة رجلٍ آخر فهنيهات حتی ظهرت هي، انبسطت أساريره وارتاح قلبه لرؤيتها ولكنها كانت رفقة زوجها..

بدت شاردة الذهن، راقبها بتمعن، تُباعد بين شفتيها لتنبس بكلمات قليلة ثم تعاود إطباقهما، رمت إليه نظرات مع ابتسامة واهنة ليُبادلها بُحزن، أبعدت عينيها لِألا ينتبه زوجها، رجلٌ يكبرها بأعوام فقد بدا في عقدهِ الرابع.

من الحين إلی الآخر راحت تسترق لمحات مِنها، يُشمر عن ساعديه وعروق رجولية بارزة ترسم خُطوطًا علی ذلك البياض، يبتسم للزبائن ويُُحدثهم، لطيفٌ للغاية، حُلو ولذيذ..

استأذنت من والدها وزوجها المُنهمكين في التحدث عن أمور العملِ ثُم قامت، اتجهت نحو الساقية وجلست بهدوء ليبتسم هو، وبعد أن أنهی مزج بعض الكحوليات لأحد الزبائِن اتجه إليها ليقول مُبتسمًا:

- بما أخدمكِ سيدتي؟

أجابتهُ وعلی وجهها ابتسامة هادئة:

- نادِني لورنتين لا أحب "سيدتي"

قهقه بلطف وقال:

- اسم جميل.

ابتسمت لهُ ليستطرد سائلاً:

- نبيذ أبيض؟

أومأت بالإيجاب ثُم شبكت أصابعها وقالت بتردد:

- زوجي سيُقيم حفلة في منزلنا غدًا، سيدعو رجالاً مُهمين لذا أريد منك أن تمزج لنا الخمور.

صمتت قليلاً ثم أضافت:

- من فضلك سيهون.

رعشةٌ سرت بجسده، اهتز قلبه وشرع ينبض بجنون وصخب، كيف لها أن تعرف اسمه؟

سكب لها كأسًا من النبيذ ثم أجاب:

- سأكون عندكِ غدًا.

شقت وجهها ابتسامة عريضة ثم نزعت قُفازات يديها البيضاء الحريرة بهدوء وأخذت قلمًا ومنديلاً من حقيبتها لتكتب عليه العنوان والوقت ثم قدمتهُ لهُ وقامت من مكانها لتعود إلی طاولتها تاركةً إياه يُصارع نبضات قلبه وجوارحه المُختلة.

****

انتهی مِن صُنع خُمور فاخرة، رتبها بحذر وراح يشرح للخدم كيفية توزيعه. دقائق حتی بدأ الضيوف بالقُدوم، أغنياء باريس أصحاب الأموال الطائلة.
خرج ليتفقد الأمور فهو يريد أن يجعلها تفتخر بهِ، رآها مع زوجها يُرحبان بالقادمين، لم يَسبِق لهُ أن رآها بهذا الجمال، فُستانُ أسود عاري الظهر والكتفين، طويل ولكن بهِ شق كبير يُظهر ساقها، رفعت شعرها للأعلی لتبرز رقبتها التي زُينت بعقد من الألماس.

طوال الحفلة يُراقبها عن بعد، أمسی أقرب إليها الآن فقد وقعت عينيها عليه لتستأذِن مِن زوجها وتُغادرهِ، ابتسمت لهُ عِندها راح يتبعها غير مبالٍ لِمَ سيَحدث. ابتعدت عن القاعة الرئيسية بعيدًا عن الملأ وهو لازال يُعقب خُطواتها دُون أن يثير الانتباه.

رآها تُسند ظهرها إلی الحائط وتطوق سيجارةً مُشتعلةً بشفتيها وبمجرد أن رأتهُ توسعت ابتسامتها، اقترب مِنها ليُقابِلها، أخذ السيجارة مِن بين إصبعيها لِتُمسك هِي بمعصمه، مررت راحة يدها علی جِلده بهدوء، لمساتها بدت كحلم لهُ، جعلتهُ يقترب مِنها أكثر وقد ألصقها في الجدار لتُصبح بين يديه.

دون أن يشعر انسابت يداهُ ليُحيط خصرها ويأسر شفتيها، علقت ذراعيها برقبته وانهمكت في قُبلته دون خوف أن يراهما أحد، تَرك شفتيها ونزل بشفاهه إلی عُنقها، سلمت لهُ نفسها ليشرع بطبع قُبلات دافئة علی جِلدها الناعم.

أدركَ سيهون نفسهُ، مُجرد ساقٍ مع امرأة نبيلة مُتزوجة..
توقف لتقول هي:

- لا تتوقف بعد أن جعلتني أقعُ لك.

تُحبه.. لازال يعتقد أنهُ في حُلم جميل..

مرر أناملهُ علی كتفها بينما يُحدق بعينيها الشاردتين، ابتسم ثم طَبع قُبلة علی جبهتها وقال:

- أقسم أن كُل العِشق الذي احتضنته باريس لعقود لا يُضاهي عشقي لكِ.

هذه المرةُ هي من أخذت شفاهه، استغلت وجوم الغُرفة لمنحه قُبلاً أعمق وأرقى، قُبلاً تليق بجماله، قُبل عشق فرنسية.

يُتبع..

--

الفصل الثاني: قُبل فرنسية.

---


حسابي في الانستغرام:

oharwa.off

لا تنسوا التصويت للفصل رجاءً
وترك تعليق بسيط، هذا سيسعدني ❤

كُل الحب ❤

نَبيذ أسمر || OSH™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن