جَسدها هَش للغاية، أرهقه ضرب زوجها اللئيم، حين يُحدق بتلك الكدمات يلوم عجزه وضعفه.
تنام علی طَرف السرير بعمق فلم يغمض لها جفن منذ البارحة وبوجود سيهون معها بإمكانها النوم بارتياح، ظل يُراقبها بهدوء، يُعيد معاينة ملامحها للمرة الألف لهذه الليلة..مرر أنامله علی شفتيها بلطف، لم يستطع منع نفسه من تذوقهما، من تذوق النبيذ الأحمر الذي يعشقه، هُنيهات جعلته يشتهي تذوق النبيذ الأسمر ولكن الوقت يُداهمه فالشمس توشك علی الشروق عِندها لن يصبح له حاجب كالظلام الذي لطالما احتضن عِشقهما.
حين يُفكر أن حياتها كانت هادئة قبل أن تبدأ هذه القصة التراجيدية بينهما يشعر بأنه اقترف ذنبًا عميقًا في حقها، لم تُحب زوجها يومًا ولم تشعر بأي عاطفة تُجاهه أبدًا لِذا استمال قلبها إلی ذلك الساقي الكوري الفاتن عِندها وقعت لبياضه الذي يُصارع سُمرتها، ابتسامته السفاحة، جماله الرهيب.
أطياف باريس، نسماتها، ضوء قمرها.. شهدت علی قصة الحُب المُبجلة هاته، رُبما يوجد روميو وجولييت ولكن فرنسا لم تعد تؤمِن بهما بعد أن خُلق حب سيهون ولورنتين.
***
مارسيليا، مَدينة أخری، لا تُضاهي جَمال باريس ولكنها أصبحت ملاذ سيهون الجديد.
افتتح حانة خاصة بهِ وسماها لورنتين ولأول مرة صنع نبيذًا أسمرًا من عشقه السرمدي، شهورٌ من الوصب القاسي مرت والحانة شرعت تشتهر بفضل هذا الخمر اللاذع الجديد الذي يجعل كُل من يحتسيه يقع بحبهِ مُباشرةً.. مِثلها تمامًا.رُغم أن حياتهُ آلت إلی الأفضل ولكنهُ غير راضٍ بها طالما حبيبته ليست معه، غادر باريس وترك قلبهُ معها وأقسم ألا يُحب غيرها.
ليلة صاخبة في تِلك الحانة، سيهون يجلس بعيدًا يُراقب العمل بهدوء حتی أتاه أحد عُماله يُعلمهُ أن سيدةً نبيلة تُريد تَذوق النبيذ الأسمر، قام من مكانه واتجهَ نحوها..
عيناها الياقوتيتان، شفتاها الرقيقتان، سُمرتها..
تَقف بثبات تُزين ثغرها بابتسامة حزينة، تجمعت الدموع بمُقلتيها ولكنها كَبحتهما.حملق بشحوبها وحُزنها الجلي، قلبهُ اقتضب وشرع يعزف نوتة الهلاك، فقدا كُل كلماتهما واكتفيا بتبادل النظرات. لمح بيدها ورقة مُنكمشة ليفهم أنها رسالته التي تركها قبل أن يُغادر.
قَدم لها ما أتت لتذوقه دون أن ينبس ببنت شفة، ومن آلاف الزبائن الذين يشربونه كُل يوم هي الوحيدة التي ميزت مما هو مصنوع، هي الوحيدة التي استطعمت الحُب الذي يصارع الألم فيه ولكن طعم العشق طغی علی كُل المُكونات.
ابتسمت بإشراقٍ أخيرًا لتقول:
- الحُب يتغلب علی كُل شيء.
وضعت الكأس جانبًا واسترطدت:
- ولكنني لا أزال أفضل النبيذ الأبيض.
تمكن من الابتسام، جَلس بقربها وسأل:
- ما الذي حدث؟
عقدت أصابعها في توترٍ لتُجيب:
- تمكنت من نيل الطلاق بعد وفاة والدي، أنا حُرة الآن.
ضحكت وأضافت:
- الآن أستطيع حُبك كما أشاء، لن يردع حُبنا شيء الآن..
بتر كلماتها بمنحها عِناقًا مُشبعًا بالشوق والحنين، سمح لعبراته بالهطول علی كتفها أما هي فأحاطت جسده الذي أصبح ضعيفًا بغيابها..
بِدايةٌ جديدة، خُلِق حُبهما من الرماد، من المؤلم أن الحُب قد يُكسر بفعل الاختلاف، ولكن فقط هم من يُحبون بصدق سيكافحون من أجله، من أجل صموده وهدم جِدار الفروقات فقد وُجِد الحُب ليكون شيئًا جميلاً، يمنحنا الحياة وليس لكي يُقاس بالأموال، الدين، الطائفة أو الانتماء فنحن ننتمي إلی من نُحب.
٬٬اعلمي أني لم أترككِ يومًا، قلبي لازال معكِ، مارسيليا وجهتي التالية، هُناك سأتنفس عشقكِ بسلام، تعالي للبحث عني وعندما تجدينني أعدكِ أننا سنحظی ببداية جديدة، معًا أنا وأنتِ لورنتين.،،
أن تحب.. أن تنتمي إلی من أحببت.
النـهـايـة.
-
الفصل الأخير: نبيذ أسمر.
-
❤أخبروني في رأيكم بالقصة، سأقدر هذا، كلمات بسيطة منكم تُدخل السعادة إلی قلبي❤.
شُكرًا لكل من قرأها ودعمني
❤أحبكم❤
❤دمتم في رعاية الله❤
أنت تقرأ
نَبيذ أسمر || OSH™
Fanfiction『مكتملة| للبالغين』 ليالٍ هادئة، مشاعر صاخبة. قُلوب تائهة أضواء باريس تخط لهما الطريق نحو بعضها البعض.. في تِلك الحانة الراقية، من أفخم الحانات في فرنسا والتي تعود لـ آل بوربون خُلِق حُب مُستحيل. هُو يعشقُ النبيذ وشفتاها بطعمه هي تعشق أضواء باريس وق...