و حاولت أن تخرجه بكل قوتها حتى قال لها :
أرجوك لا تدفعيني ، حسنا ، سأخرج ، لكن بإرادتي و ليس غصبا عني .خرج من الغرفة و هو ينظر للفتاة نصف نظرة ، ثم غادر المستشفى . ذهب مباشرة إلى مكان حادث الفتاة ، و بدأ يستجوب و يسأل إن كانت هناك كاميرات مراقبة ، لأن الشرطة لما وجدت بصمات كمال على السكين ألفقت عليه التهمة دون أن تتردد أنه ليس المتهم ، و القاضي ، بالطبع من لا يعرف أغلب القضاة الذين يتعرضون للرشوة ، فالقاضي الذي حكم كمال من بينهم .
بدأ البحث يوما كاملا ، لكن دون جدوى ، و قرر أن يعود صباح الغد . بعد خروجه من تلك المنطقة (درب عمر ) ، التقى صدفة مع صديقه القديم الذي درس معه في الثانوية صدفة .
انصدما لوهلة ، ثم تعانقا ، لأنهما كانا أعز الأصدقاء أنذاك . و بدآ بالتحاور في حديقة مجاورة :
يا لها من مفاجأة يا كمال ، لم أكن أتوقع أن أجدك هنا بعد 7 سنوات من الفراق .
نعم ، هذا صحيح !! لقد كنا أعز الأصدقاء ، لا أعرف كيف حدث حتى افترقنا . يا .... ، أعتذر لا أعرف كيف حدث حتى نسيت اسمك ، أنا آسف .
لا مشكلة ، اسمي هو زياد ، إذن هيا فلتخبرني ما قمت به في هاته السنوات التي لم أكن معك .
حسنا ، لقد درست في جامعة الطب السنة الأولى و الثانية ، و لقد كنت من الأوائل كما تعلم ، لكن ح.. .
انتظر كلمة لكن هذه لا تعجبني و غريبة بعض الشيء ، مالذي حدث هل وقع شيء ما ؟؟!
حسنا ، كما أريد أن أقول ، .. أعتقد أنه علي أن أعرض عليك لتتناول معي الغذاء .
لماذا تهرب من سؤالي ؟ فلتجبني أنا صديقك ، هيا قل .
حسنا ، بما أنك صديقي ، سأخبرك ، اتهمت بجريمة محاولة قتل ، و سجنت لمدة 5 سنوات بحكم غير عادل ، ألا تجد هذا غريبا ، 5 سنوات المتبقية كي أتخرج في كلية الطب أمضيتها في السجن . الآن ماذا سأفعل هل سأدرس من جديد ، أم سأترك مجرى الدراسة بكل أنواعها و أذهب للعمل في أي كان . فلتخبرني يا صديقي ، أجبني .
حسنا ، فلتهدأ قليلا ، نفضل خذ بعض الماء و اشربه ، و هاته الفتاة هل ما زالت حية ؟
بين الحياة و الموت ، إنها في غيبوبة ، أعتذر ، أنا آسف أزعجك بمشاكلي .
لا تقل هذا فأنا أيضا في حالة معوزة ، أصبحت مهندسا ، و في يوم من الأيام بينما كنت أتناقش مع البنائين حول تصميم العمارة ، هدمت علينا فجأة و سقط علينا سقف من سقوفها ، مكثت في المستشفى 3 أشهر ، في ذلك الوقت كانت الشرطة تحقق حول سبب خراب العمارة ، و وجدوا أن هناك غش في مواد البناء ، و لقد قبضوا على الغشاش .
الحمد لله ، و أنت بخير الآن أليس كذلك .
نعم ، لكن رجلي اليسرى أصبحت حديدية .
لا تقل هذا ! حقا !! .. أنت لا تمزح معي ! هل هذا يعني أن رجلك اليسرى قد قطعت ؟!
نعم هذا صحيح ، لا تنصدم أصلا سنتين و هي معي لذا قد اعتدتها .
أطلب من الله السلامة لنا .
آمين ، لكن يا كمال ، لم تعطيني رقم هاتفك ، لقد حذف لما اشتريت هاتفا جديدا .
آه ، صحيح ، تفضل يا زياد .
سوف أغادر الآن ، أتوق لأن تعرض علي حقا لمائدة في مطعم ما ، إلى اللقاء .
بالطبع ، إلى اللقاء و لا تنسى أن تبلغ سلامي لعائلتك .
ذهب كل واحد إلى جهة ، و فجأة تلقى كمال اتصالا غريبا .
يا ترى من كان يتصل ؟ و ماذا قال ؟
يتبع ....
