٩ | إنتظار.

3.5K 482 36
                                    

كان الوقت يَمُر.. لكن في عالمه، هل كان يفعل؟ تساءل هاري داخلياً.

الوقت لم يكن يمر ببطئ، لم تكن الثواني كسنوات ولا الدقائق كقرون.

الوقت توقف.
و هاري فقد شعوره بالزمان و المكان. لأن كل هذا لم يكن مهماً حينها.

أصوات التحرك داخل غرفة العمليات كانت الأمل الوحيد الذي تشبث به هاري.

كان ذلك هو الصوت الوحيد الذي يسمعه، بجانب صوت تنفسها الذي حاول تخيل وجوده.

على الجانب الآخر أصوات الأقدام التي تتحرك في الرواق كانت تتعب أعصابه التي بالكاد يستطيع السيطرة عليهَا.

خرجت إحدى الممرضات من داخل غرفة العمليات ليركضَ هاري نحوها مُتسائلاً:"هي بخير؟."

"سيدي، رجاءًا إبتعد عن طريقي." حاولت الممرضة المرور و بدا أنها على عجلة من أمرها.

"اللعنة، فقط أخبريني ما الذي يحدثُ معها؟."صاحَ بغضب بينما يمسك معصمها بقوّة.

وقفت الممرضة و نظرت نحوه بحدّة،"هي ليست بخير. حالتها حرجة جدًا و أنت لا تملكُ لها شيئاً سوى الدعاء."

تنهدت مضيفة:"أيمكنني الذهاب الآن؟ عليّ إحضَار عدّة مستلزمات من أجلها."

"أجل. شكرًا لكِ. أعتذر.. عن- " تنهد و صمت. كان يحاول تجميع جملة ما لتفهمها.

عاد هاري ليجلسُ على ذات الكرسي الذي كان يجلس عليه قبلاً.

و بينما أحدهم يعبرُ من أمامه في الرواق هاتف ذلك الشخص بدأ بالرنين و صوت أغنية معينة هاري يعلمها جيدًا صَدح في المكان.

"أعتذر." تمتم الرجل مغلقاً هاتفه بينما هاري إبتسم بخفوت معيدًا ظهره ليستند على الكرسيّ و مُسترجعاً ذكريات أخرَى.

"إلى أين؟." ضَحكت كادي.

"إنها مفاجأة."ردّ هاري الذي يُغطي عينيها بيديه.

"هاري! أنت تعلم أنني أكره المفاجآت."تذمرت الأخرى بينما تضع كفّيها على كفّيه اللذان يُغطيان عينيهَا.

"هيّا كاد، الآن نصل." همس بجانب أذنها لتصمت و تسير معه إلى ذلك المكان الذي لا تعلم أين هو.

.."وصلنا؟." سألت كادي، تنهد هاري مُجيباً:"ليس بعد."

بعد لحظات تحدّث هاري أخيرًا قائلاً:"هيّا إفتحي عيناكِ."

فتحت عيناها و إتسعت إبتسامتها تزامناً مع فتح عينيها. كان هاري يعلم ما الذي يفعله.

"آوه هاري.."قهقهة صغيرة هربت من بين شفتيها.

"ما رأيكِ؟." تساءل هارِي.

كانت الأرض أمامها مفروشة بالورود الصفراء التي تحبها و الشموع بينما بالونات الهيليوم موجودة في كل مكان.

و كذلك كانت هُناك موسيقى في الأرجاء..ذات الأغنية التي صدحت من هاتِف الرجُل.

"هذا رومانسي للغاية." رفعت حاجباً بينما تراقب تعابيره المتوترَة.

" لم يعجبكِ؟." سأل بقلق.

"بالتأكيد أعجبني المكان هاري. لا أعرف كيف أشكركَ."إحتضنته على حين غرة ماسحة على ظهره ليبتسم الأخَر.

"سعادتكِ هي ما أريدهُ للآن..و للأبد."قال لتقترب مقبلة شفتيه.

"أنا أحبكِ كَادي." قالَ مُحتضناً خصرهَا كما يفعل عادَةً.

"لا يَسعني سوى القول أنني أشعرُ بالمثل، هاري." مسحت على وجنته بلُطف.

و هكذَا ضغطت بشفتيها على خاصّته مرّة أخرى معيدة ذلك الشعور المحبب إلى كلاهُمَا.

عادَ هاري إلى رشده مجددًا خارجاً من كومة ذكرياته المتراكمة، ضغط على شفتيه مفكرًا في كم أن الوقت يجري و ها هو الآن هنا و هي هنا و لكن قد لا تعود إليه مرّة أخرى.

في تلك اللحظة خرجَ الأطباء من غرفة العمليات خلفَهم سريرٌ مُتحرك يُدفَع من قبل الممرضات مكثَ عليه جسدَ كادي التي لا تدري بما يحدثُ حولهَا.

"ستكون بخير، ستكون بخير. لا يُمكن أن تكون تلكَ النهاية."أخذَ هاري يتمتم مُهدئاً نفسه قبل أن يستقيم واقفاً يتبعهم سريعاً بأنفاس سريعة.

يجماعة إنتوا فَاهمين اللي بيحصل؟

هاري بيفتكر أحداث حصلت زمان زيّ هو قابل كادي إزاي و فين و إيه اللي حصَل بعدها.
بينما كادي دلوقتي بين الحياة و الموت في غرفة العمليات و كدَه.

الفتاة ذات الإبتسامة الحزينة \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن