١٠ | فرقتنا الحياة، و الموت يفرقنا.

3.3K 472 22
                                    

تم نقل كادي إلى غرفة الحالات الحرجة، كان جسدها موصل بالعديد من الاجهزة حولها و الممرضات منعوا هاري من الدخول لها أو رؤيتها حتى الغد.

"هل ستصبح بخير؟." سأل هاري الطبيب الرئيسي المسؤول عن حالتها.

مسح الطبيب وجهه متوتراً بينما يعدل شعره و يزيح نظارته عن وجهه.

"للأسف. حالتها سيئة للغاية، الحادث كان مروعاً و السيارة التي كانت تقودها إنقلبت بها كلياً و إحترق المُحرك و بطريقة ما إستطاع الناس في الشارع سحب جسدها المحطم قبل الإنفجار التام." قال الطبيب شارحاً حالتها لهاري الذي إبتلع لعابه بخوف ملحوظ ثمّ أضاف الطبيب:"لديها حوالي ثلاثة أضلع مكسورة واحدٌ منهم مهشم بالكامل.
يدها اليمنى كُسِرت و هناكَ حديدة إخترقت ظهرها وصولاً إلى رئتها اليمنى فإضطررنا لفتح ظهرها من الخلف حتى نسحبها من حيث دخلت. لقد خسرت الكثير من الدماء لا أعتقد أنها ستستطيع تعويضها بسهولة."

هذا الشرح و هذه التفاصيل كانت بشعة، كانت لا تطاق و لا تحتمل.

تخيل معي أن يخبرك أحدهم أن أكثر شخص تحبه في العالم حدث له كل هذا، فقط تخيل أنه سيموت. تخيل!

"هي ستنجو، أليس كذلك؟."
كان سؤاله مجرد سؤال يحاول به التمسك بأي شيء، أي شيء.

بدا للطبيب أن هاري يتمنى سماع إجابة محددة ترضيه و لكنه للأسف لم يكن يستطيع أن يمنحها له.

"أخشى أنها قد لا تفعَل. لكن لا تقلق نحن لسنا متأكدين بعد، سنتأكد من كل شيء غداً بعد أن تظهر نتيجة الفحوصات الأخيرة."ردّ الطبيب محاولاً إعطاء هاري أملاً صغيراً للتشبث به.

حتى و إن كان زائفاً.

"أيمكنني رؤيتها؟." هاري طلب من الطبيب الذي تنهد.

"في الحقيقة هذا ممنوع، و لكن دخولك لن يشكل ضرراً عليها. سأجعلك تتسلل للداخل لمدّة عشر دقائق بالضبط." الطبيب قال لتتسع إبتسامة هاري الذي شكره دون توقف.

"هيّا.."أشار له الطبيب نحو باب غرفتها ليركض هاري إلى هناك و يدخل سريعاً دون إصدار صوت.

الغرفة كانت باردة..هذا أول ما شعر به هاري فور دخوله.

جسدها كان على السرير الأبيض، و الكثير من الاجهزة و الاسلاك موصلة بيدها و صدرها بجانب وجود جهاز التنفس على أنفها و فمها.

"كادي.."همس بصوت متشحرج و كأنها ستسمعه و تشعر بوجوده حولها.

إقترب و جلس بجانبها على السرير و أمسك بيدها الباردة و التي دائماً ما كانت دافئة حسب ما يتذكر.

لاحظ حينها شيئاً لم يلحظه حين قابلها قبلاً..لقد كان خاتمه الذي أهداه لها حين كانا سوياً.

خاتم زواجهما.

لم تكن ترتديه في الاصبع الذي من المفترض أن يوضع فيه إذا كانت متزوجة بل كانت تضعه في إصبعها الاوسط.
قبّل يدها مبتسماً من فكرة أنها لازالت تحتفظ بخاتم زواجهما الذي لازال هو الاخر يحتفظ به.

و بينما يراقب وجهها و عينيها المغلقتين عاد بذاكرته لأحد الايام المهمة في حياة كليهما.

"أتقبلين كادي وينسون أن تكملي حياتي الناقصة و تصبحين زوجتي؟."

كان هاري جالساً على قدم واحدة أمام كادي بينما يحمل في يده الخاتم ذا الالماسة الصغيرة و ينظر في عينيها مباشرةً.

يعلم أنها لن تخذله، هي لم تفعل يوماً.

بينما على الجهة الأخرى وقفت كادي أمام هاري بعينين باكية قبل أن تومئ بسرعة و ترتمي في أحضانه ليقع كلاهما على الأرض الرملية أمام البحر.

هاري سارع بوضع الخاتم في إصبعها و إقترب ليقبلها محتضنا خصرها.

"أحبكَ كثيراً هاري." همست و هي تنظر في عيناه الخضراء التي تلمع تحت أشعة الشمس الخافتة بينما تغرب ضاربة مياه البحر أمامهما.

"أنا أيض-.."

"سيد ستايلز.." الطبيب فتح باب غرفة المشفى بهدوء ثمّ أضاف:"لقد إنتهى وقتكَ. عليكِ الخروج."

هاري أعطى كادي نظرة أخيرة قبل أن يطبع قبلة على جبينها ثمّ خرج من الغرفة و أغلق الباب بهدوء.

"عد إلى المنزل و إحصل على بعض الراحة." عرضَ الطبيب لينفي هاري برأسه و يقول:"سأظل هنا معها..يكفيني تركاً لها وحدها."

عقله يفكر و قلبه يخفق بحزن، يكفينا فراق الحياة فها هو الموت جاء يفرقنا.

-

سوري نوت سوري.
عارفة إن الأحداث وحشة بس القصّة ليها مغزى هموت و أوصله للقراء.

لوڤ يو، سلام .

الفتاة ذات الإبتسامة الحزينة \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن