١٣ | ضربات قلب متألمة.

3K 466 54
                                    

جلس هاري على الكرسيّ أمام الطبيب، بالكاد يستطيع التنفس بطبيعية.

الطبيب جوش، أمسكَ بالأوراق أمامه و تنهدَ قَائلاً:"للأسف سيد ستايلز، لن تنجح." 

عقدَ هاري حاجبيه، كانت الكلمات واضحة. و لكنه لم يفهم. كان يُدرك. و لكنه لم يتقبّل الحقيقة.

"ماذا تعني هي لن تنجو؟." إحتد هاري و نظر للطبيب بغضب كان في الأساس حزناً يتصاعد بداخلِه.

هذا فقط، مستحيل. لا يعلم لماذا مستحيل فالموت مُحتم و لكنه مخيف.

"تمالك نفسك قليلاً، لقد حاولنا. بذلنا كل ما بوسعنا و لكن جسدها لا يستجيب. لقد وضعنا لهَا مُسَاعد -Life supporter- لفترة لا تزيد عن ساعة..يمكنكَ توديعها." قالَ الطبيب فاركاً يداه سوياً.

"لا. أنتُم لم تبذلوا قصار جهدكم. أنتَ لم تساعدهَا!." صاحَ هاري فاقدًا أعصابه و ضرب بقبضته على طاولة الطبيب.

"سيدي يجب أن تشعر بالحظ، أنت بإمكانك توديعها." حاول الطبيب التخفيف عنه. "ماذا تعني سأودعها؟ لما أودعها في المقام الأوّل؟! لما لا تظل معي؟." صاح و هو يضرب الحائط بقبضته.

"سيد ستايلز، أقدرُ ظروفكَ و لكن قد أضطر للإتصال بالأمن ليخرجك من المشفى لأنكَ تتعدى على موظف أثناء أداءه لعمله." الطبيب حمل في نبرة صوته شفقة و حزن تجاه هاري.

"لا يمكنها فقط الموت، أنت لا تفهم. ليس بعد كُل ما مررنا به." صوت هاري ضعف بينما جسده إرتجف.

"أنا أسِفٌ للغاية. كُن سريعًا و إستغل الساعة المتبقية لها معكَ، لا يمكننا وضعها في جهاز المساعدة كثيرًا. عليك أن تفهم أن الاجهزة هي ما تبقيها حيّة نحنُ نعذب روحها بهذه الطَريقة و لقد قُدّر لها الذهاب."

"هي ستبقى..حتمًا ستحارب من أجلي."حرك هاري رأسه رافضاً لما يقول الرجل أمامه.

ببطئ سحب نفسه خارجًا من مكتب الطبيب و متجهاً نحو غرفتها و الدموع تجري على وجنتيه.

هذا الشعور..شعور الخوف من فقدانها أعادَ له أسوأ ذكرى في حياته بأكملها.

حين وصلَ هاري لمنزلهما تلكَ الليلة حاملاً الورود و الهدية من أجل كادي.

وجدَ شيئاً لم يكن ليتوقعه يومًا.

كانت كادي ممددة على الأرض بجانب سُلّم منزلهم الداخلي فاقدةً للوعي و تنزف بغزارة حتى أن الدماء غطت الأرض أسفلها.

بذُعر هاري ألقَى ما كان يحمله، بجسد مرتجف و أرجل بالكاد تحمله رفع جسدَها أخذاً إياها لأقرب مشفَى يعرفهُ.

و الشيء التالي الذي أدركه هاري كان صوت الطبيب يخبره أن إبنه مات.

"ماذا عنها؟." سأل هاري بخوف.

"هي بخير، جسدياً على الاقل. لقد إستيقظت و ترفض التحدّث مع أي شخص. هي فقط تبكي في صمت. أعتقد أن هذه نوعاً ما ردّة فعل طبيعية للموقف الذي مرت به." ردّ الطبيب ثمّ استأذن من هاري و إنصرف.

بعدها هاري إتجه للغرفة التي مكثت فيها كادي و التي فور أن رأته أخذت تبكي بقوّة أكبر و دون توقف.

صرخت فيه قائلة أنها تكرهه و أنه هو السبب في كل شيء.

بكى هاري كما لم يبكي من قبل، كان يتألم لوفاة طفله و كره حبيبته له.

و ما حدث بعدها كان طلب الطلاق من جهة كادي و رفض هاري مما أدى إلى تحويل الطلب إلى المحكمة و تمّ الطلاق و تركت كادي هاري محطم بينما هي كانت لا تختلف عنه.

كان لقاؤهما الاخير بعد الطلاق في منزلهما حين كانت كادي تجمع حاجياتها من هناك.

كانت تلومه بنظراتها و وجهها بدا عليه الإرهاق و ظهرت تلك الهالات السوداء تحت عينيها مع جسدها النحيف.

ودعا بعضهما، وداعاً لم يطفي لهيب الألم.

و مضى كلٌ منهما في طريقه.

وقف هاري أمام غرفة كادي خائفاً من الدخول، خائفاً من سماع صوتها بينما تخبره أنها تكرهه كما فعلت مسبقاً.

خائفاً من حقيقة أنه سيراها للمرّة الاخيرة، هو كان يفضل فكرة كونها بعيدة عنه و لكنه على الاقل يعرف أنها على قيد الحياة.

لكن الآن جمعه القدر بها أخيراً ليأخذها منه..نهائياً و دون رجعة.

فتح الباب ببطئ شديد بينما يتنفّس بصعوبة، وقعت عيناهُ عليها بينما هي ممددة على السرير تنظر جهة الباب الذي دخل منه.

بجانبها وقفت ممرضة فور أن لاحظت دخوله إبتعدت عن جسد كادي و أومأت لها ثمّ خرجت من الغرفة تاركة هاري و كادي بمفردهما.

عيناه وقعت على جهاز القلب بجانبها، يظهر ضربات قلبها الضعيفة.

"هاري.." إبتسمت هي له ليغلق الباب خلفه و يخطو نحوها بتوتر..

الفتاة ذات الإبتسامة الحزينة \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن