الفصل الاول

1.1K 18 0
                                    

الفصل الأول

************

أستيقظ ريان ماكول من غفوته القصيرة ونظر من النافذة الخلفية لسيارة أمه ثم صاح :

-أنظرى أمى! الثلج!

شاهدت ليز تريماين أبنها البالغ العمر أربع سنوات وقد أحمر خداه من الإثارة قالت:

-نعم....نعم...لا توقظ جاسون

فكرت الأمر يهون لو أقتصر على الثلج! كان هناك أيضا تلك الريح اللعينة المحملة بالأتربة والتى ثارت من حوالى ثلاثة أرباع الساعة أختفى جانبا الطريق تحت رقائق الجليد وأصبحت سيارتها الصغيرة مهددة بإن تنحرف وتسقط فى الخندق المجاور للطريق أحست ليز بالعصبية فى البداية ثم تملكها الخوف ولكنها لم تكن تسمح أى ظرف أن يلمح ريان علامات الخوف على وجهها كزت على أسنانها ولكن السيارة كانت تنزلق بسرعة مع هبات الرياح هبت عاصفة من الثلوج حجبت عنها الرؤية عدة ثوانى يا ألهى! فى أه حفرة جهنمية ستسقط ؟ أدخلت شريطا جهاز التسجيل يرسل ألحانا موسيقية هادئة هل كانت -كما ادعى حماها وحماتها-مجنونة كلية عندما تركت المدينة الهادئة التى عاشت فيها على الدوام كى تقرر فى نهاية شهر نوفمبر أن تأخذ ولديها إلى مكان غير معروف؟أو بالتحديد إلى مزرعة تربية ماشية لا يرغب أحد فى العمل فيها حيث تشارك هى وطفلاها رجلا لا تعرفه وسيدة عجوز لا تكف عن الشكوى أبدا ؟ قد يكون جنونا ولكن عمها أميروز منحها فرصة أن تقدم لولديها مكانا للإقامة أكثر ترحيبا من ذلك الموجود فى فانكوفر ولم تكن هناك فرصة أن تفلتها

ومع ذلك كان عليها ألا تتجاهل المشاكل التى ستواجهها لقد كان الأمر واضحا وضوح الشمس عندما بدا لها كيرك ألبريت أكثر لطفا فى أول مرة رأته فيها فى بداية الشهر وكانت أبتسامته البطئية قد أزعجتها وعندما أزاح القبعة العريضة إلى خلف رأسه وأنزل خصلة من شعره الأشقر على جبهته أحست بضعف شديد فى ركبتها وبعد أقل من نصف ساعة كانا قد تحالفا معا ضد السيدة هيلى كانت امرأة عجوز شمطاء سليطة اللسان كان العم أميروز قد أحتفظ بها مدة طويلة كامرأة مسؤولة عن كل شئ ولم تفعل شيئا سوى الشكوى المستمرة منذ اللحظة التى أجتمع فيها الثلاثة أمام كاتب العدل الذى سد فم المرأة العجوز عندما أعلن أنها هى وكذلك ليز وكيرك قد ورث كل منهما ثلث مزرعة وبيتيه وبشرط أن يعيشوا فيها وهكذا عرفت ليز أن كيرك ألبريت هو أبن غير شرعى للعم أميروز وأنه كان ينتظر أن يكون الوريث الوحيد

أصبحت عيناه اللامعتان الرماديتان باردتين ولم يتحرك فمه بأى كلمة بينما أخذ يتاملها بتعبير أتهام وكأنها دبرت كل شئ ضغطت ليز يدها فوق عجلة القيادة كى تتجنب أنحدار السيارة للجانب مرة أخرى ثم تذكرت أن عليها أن تزيد السرعة كى تستطيع استعادة سيطرتها على السيارة أخذت تهمم يا له من طريق قذر! ويا لها من ليلة ليلاء !

كم تمنت أنها لم تتوقف عدة مرات فى الطريق لتلتقط مئات الصور للمناظر الطبيعية كانت الشمس وقتها زرقاء وملبدة بالغيوم فى نفس الوقت وتلك الأمتدادات إلى ما نهاية وسط سلسة الجبال وتلك الأنهار التى تنحدر مياهها وتنتهى إلى شلالات كان من المستحيل بالنسبة لها بأعتبارها مصورة محترفة أن تقاوم الرغبة فى أن تسجل على الأفلام تلك الناظر الطبيعية الفريدة كانت قد توقفت فى مدينة ميريت لترسل الأفلام إى معمل التحميض الذى تتعامل معه وأن يرسل الصور مباشرة إلى وكيلها جراهام جيمس والآن تفكر مع ذلك أن صورها ستكلفها غالبا بدلا من أن تجلب لها المبلغ الذى حلمت به .

بنت من المدينة - دار ميوزكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن