¦مكتب المفقودات¦

388 32 6
                                    


<هِي>✨

لا أخافُ من شيء أكثر من خوفي من الفقدان، فقدانكَ أنتَ.
بعد أن تجاوزتُ عقدي الثالث و بدأتُ أظنُّ أن الحبّ لن يصلني أبداً ظهرت أنتَ فجأة.

كنتُ أمشي في نفقٍ مظلم و بغتة سقط عليّ ضوء من حيث لا أدري.. كان أنتَ!.

أحبّكَ بكل مشاعر سكان هذا الكوكب الممل.

هذا الكوكب اللاعادل!، أعدلٌ بعد أن بعثكَ لي لتُعيد لي الحياة أن يأخذكَ منّي مجدداً؟، ليس عدلاً.

لطالما حلمتُ أن أقابل رجل أحلامي بطريقة فريدة.. كأن نلتقي في مكتبة و نمسك بنفس الكتاب من جهتين مختلفتين مثلاً، و بالفعل ألتقيتُ بكَ بطريقة فريدة.. طريقة مختلفة لكنها فريدة.

كنتُ غاضبة وقتها بعد أن أضعتُ هاتفي في حديقة كبيرة.. و لحسن حظي تواجد فيها مكان للمفقودات.

- ألم تجد الهاتف؟ ". سألتُ العامل.. كنتُ أمر عليه كل يوم خلال أسبوع.

رجلٌ آخر يقفُ بجانبه.. لا يبدو أنه عامل.
رجلٌ طويل القامة،. بشوش الوجه و قويّ الجسد، يرفع شعره الكثيف بواسطة مشبكٍ أسود و يرتدي قميصاً أخضر و بنطال جينز..

لم أهتم وقتها لشكل الرجل كثيراً بل أهتممتُ أكثر لما كان في يده.

- هذا هاتفي،أيها السّارق! ". صحتُ به و سحبتُ الهاتف.

- انتبهي لكلماتك يا آنسة". قال مُحذراً بينما ألتفت العامل لينظر نحوي شارِحاً سوء التفاهم الّذي حصل :
- صديقي عثر على هاتفك أسفل إحدى أشجار الحديقة و أحضره لمكتب المفقودات ليس أكثر ".

شعرتُ بالخجل من تسرّعي لكنني لم أظهر ذلك.

لديّ جانبان.. الأول درامي حساس و الآخر صلب غاضب صاحب كبرياء.
لدي جانبان كما و لدي اسمان..
لن أقف كثيراً عند أمر اسميَّ لأنها ستكون حكاية طويلة.

- شُكراً لعثوركَ عليه". شكرته باقتضاب.
- حاولي ألّا تُضيعي نفسكِ في المرة القادمة". أجابني ساخراً.

أذكر اليوم بحذافيره يا هاري، و كأنه حصل منذ يومين.. لم أكن أعتقد أنه سيكون بتلك الأهميّة، لكنه كذلك.

عدتُ للمنزل غاضبةً من طفلتي الّتي تضعني في مواقف مُحرجة دائماً.
هي من كان يلعب بالهاتف و هي من أضاعه.

لم نلتقي مرةً واحدة في ذلك اليوم، بل التقينا مرتين! و في مكانين مُختلفين كُليّاً.

الأولى في مركز المفقودات و الثانية في مركز الشرطة!.

لم أكن قد ارتكبتُ أي عملٍ غير قانونيّ لكنني جئتُ لأدلي ببعض الدلائل عن سارقٍ رأيته قبل يومين يحاول التعدي على عجوز في سيارته لسرقتها لولا أن أوقفه مجموعة من الشبّان.

بداية النهاية|H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن