¦فُقدان¦

169 20 0
                                    

¦هي¦✨.

أذكرُ مراتٍ كثيرة كنتُ قد تحطّمتُ و تألّمتُ فيها... و تلك المرة لم تكن سوى إحداها.. رُبما كانت صادِمة و مؤثِّرة و مُدمِرة.

سمعتُ طرقاً عالياً على باب المنزل بينما كنتُ أُساعدُ ڤينوس في حَلِ واجباتها.
أقتربتُ من النافذة لأُلقي نظرةً على الطارق.
كان هاري الّذي نظرَ للأعلى و لمحني بدوره، لم استطع سماع ما أراد قوله بسبب المسافة لكنني لمحتُ نظراتٍ مُترجية تُعانق ملامحه.

بعد دقائق قليلة خرجت جايا و فتحت له.
أعلمُ أنهُ يُفضِّلُ أن يواجهني و يُشاجرني على أن يُحادثها.

لم أسمع شيئاً مما كانا يتداولانه لذا نزلتُ للطابق الثاني و وقفتُ على بعد أمتارٍ من الباب.

- أنتَ حقاً لا تُطاق! ". تحدّثت جايا بصوتٍ مُرتفع.
- هُناك أمور تخصّ الكبار أودُّ إصلاحها مع أمّك.. أرجوكِ دعيني أدخل". ردّ هاري.

- لمَ تظنّ أنني سأسمحُ لكَ بالدّخول؟ سمحتُ بعلاقتكما لأنكَ ستسعدها و تفرحها و تعطيها الحبّ  لا أن تحاول جرحها و إزعاجها ".

زفر هاري بضيق ثم قاب مُتدايقاً من صياغة كلامها :
- توقفي عن التّحدّث و كأنكِ أنتِ أمّها! ".

- لا دخل لكَ".
- و أنتِ لا دخل لكِ بما يحصل بيننا حسناً؟ هذا ما كان ينقصني.. مُراهقة ثائرة صغيرة". قال مُنزعجاً لتردّ عليه بانفعال :
- لقد أخبرتُ ماما أنك شخصٌ مزعج و حقير منذ المرة الأولى ليتها لم تُعارضني".

استدار مُتنهداً باستياء.. و قبل أن تُغلق جايا الباب سمعنا صوته يقول :
- أعلمُ أنك تستمعين الآن.. لذا فلتعلمي أنني لن أنفكَّ عن المحاولة.. ستجدينني في كلّ مكان حتّى تُعطيني فرصةً للشرح و الحديث".

لقد حاول عدّة مراتٍ بعدها.. لا أُنكرُ ذلك...لكنه لم يُفلح..
لا أعلم إن كان بموضوع كبير أو أنني أنا من قمتُ بزيادته و تكبيره..
كُل ما في الأمر أنني شعرتُ بمدى استخفافه بي..

مرّ شهر.. أو شهر و بضعة أسابيع... حوالي الأسبوعين.. و أستطيع الجزم بأنهُ أصعب وقتٍ مرَّ على كلينا.

- ڤينوس حبيبتي هلّا ساعدتي ستيسي و ناولتها اللون الأخضر؟ ". حادثتُ ڤينوس بينما كنتُ أشرف على قيام فتيات الميتم بنشاطٍ فنيٍّ.

كانت جايا تجلسُ جانباً قرب الطاولة حيثُ وضعت عُلب الألوان و بينما كانت فينوس تحاول الوصول إلى عُلبة اللّون الأخضر سكبت على ثوب أختها لوناً آخراً.

- ڤينوس!". صاحت جايا ثم صفعت شقيقتها و في ذات الوقت كان هاتفي يرن و أضطررتُ للرد.

أقتربت منّي ڤينوس و هي تبكي لأتوعّد لجايا بحركة من إصبعي لكوني غير قادة على الرد لأنني أحاول فهم ما يقوله الطرف الثاني.

بداية النهاية|H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن