ملاحظة :- في الرواية الشخصيات و الاماكن هي نفسها التي في انمي بوروتو .. عدا إيروها فإنها تكون ابنة ساسكي و ساكرا أي بدل سارادا .. و شكلها نختلف عن سارادا كذلك الشخصية
" ملل ... ملل ... متى يحين الوقت ".. هذا ما قالته إيروها بعد تنهيدة طويلة أطلقتها و هي تستلقي على سريرها الناعم .. فهذا الليل موعد النوم .. لكن إيروها لم تكن لها قدرة على النوم .. ههه .. لكن فعليا كيف تنام بعد كل الذي حدث ؟..
تذكرت آخر ما جرى معها من أحداث غير اعتيادية .. مهمتها الأخيرة .. لقاءها بـ.. حصولها على تلك الـ.. " رباه .. هل حصل هذا حقا ".. هكذا كلمت نفسها و هي تحدق إلى السقف الذي لا يضيئه إلا القمر بنوره اللطيف .. تتضارب الأفكار الآن في عقلها كثيرا حتى أنها راحت تحك رأسها بعنف من شدة الإرتباك .. كيف تخبر والديها بما حدث .. كيف ستعلمهما أن مهمتها الأخيرة لم تكن بتلك الدرجة من الطبيعية التي توقعانها ..
" آآآآه .. بئسا .. بدأ الأمر يصبح مزعجا الآن ".. قعدت و اعتدلت في قعدتها و هي تنظر إلى لا شيء في الأمام بضجر .. قالت كطفل مبتئس رغم أنها لا تزال طفلة :" أريد ماء ".. قامت من على سريرها واقفة و اتجهت تسير بهدوء نحو المطبخ لشرب كوب ماء كما طلب ريقها .. كانت مشيتها المضحكة وحدها دليلا على شعورها بالسؤم و الملل ..
دخلت بهدوء .. فتحت الثلاجة بهدوء .. أمسكت قارورة المياه بهدوء .. كل شيء مر بهدوء .. و كان لابد أن يتكمل الأمر على ذات الشاكلة حتى النهاية .. لكن ما إن استادرت خلفها حتى وجدته أمامها في مشهد درامي مرعب .. من المفروض أن تصرخ الآن .. لكنها لم تصرخ كفلم رعب اعتادت على لقطاته بعد مشاهدته مئات المرات .. كل ما بدر منها هي مطة استهزاء و ملل على شفتيها لتلك الجثة التي أكل نصف جسدها الدود تقف أمامها بالكاد لديها ملامح واضحة بعد أن فقدت مقلتي عينيها و اتسع فك فاهها إلى أقصى جانبي وجهها و جلدها أغلبه ممزق و الدم يملأ كل جزء منها ..
قالت بملل هامسة :" بحقك .. ألا تتركني و شأني أبدا "..
هزت الجثة رأسها ببطئ نافية قبل أن ترد بذاك الفك الذي بدأ الدم يسيل من جوانبه ما إن بدأ يتحرك لتقول بصوت محجرش متقطع مخيف كأنما يأتي من قعر الجحيم :" عـ ..ـلي .. حرا.. ستـ.. ـهااا "..
قالت إيروها بهمس في نفاذ صبر :" سمعت هذه الجملة مئات المرات .. فقط أفهمني ما هو الذي عليك حراسته "..
ردت الجثة بذات الرعب الذي لا يعني لإيروها شيئا :" علـ..ـيَّ .. حـ..را.. ستها "..
ضربت إيروها بقدمها الأرض في غضب و يدها على خصرها و عيناها صوب الباب بعيدا عن الجثة .. زفرت في محاولة لتمالك أعصابها قبل أن تقول بجدية :" حسنا .. أفهم أنك ترغب بحماية شيء ما .. لكن لن أستطيع معرفة ما هي إن كانت كل كلماتك هي " علي حراستها ".. أخبرني ماذا تريد فعليا بلا غباء و أرحني أرجوك "..
عم الصمت قليلا ظنت فيها إيروها أن الجثة قد أدركت مطلبها قبل أن ترد الجثة و تقول :" علـ..ـيَّ .. حراسـ..ـتـ..ـها ".. لتضرب إيروها ذلك الببغاء كما فكرت فيه بزجاجة العصير و هي تثور غضبا صارخة :" سحقا .. هل هذه الأسطوانة عالقة في رأسك أم ماذا ".. و تقع تلك الجثة أرضا .. لكنها سرعان ما أعادت الوقوف كأنما لم تضربها قط .. لا غريب في الأمر فهي جثة في نهاية المطاف ..
مدت إيروها إصبعها نحوها كتمهيد لبداية عتاب طويل لكنها سمعت فجأة صوت أمها ساكرا يأتي من بعيد منادية إياها بعد أن أيقظتها صرخة إيروها الأخيرة من نومها ..
اهتزت إيروها مكانها و شعرت بالإرتباك .. ماذا تفعل .. هي لا تود أن ترى أمها هذا المعتوه ..أخذت تحرك يديها في الهواء بعشوائية و هي تقول في ارتباك مثير للضحك :" أسرع أيها الأحمق الببغاء .. فلتختبئ .. في الدرج .. في علبة البسكويت .. في الثلاجة .. في أي مكان لا أدري .. هيا أسرع أيها الأخرق ".. ليرد عليها ذلك المعتوه الميت بدون حراك :" عـ..ـلي .. حرا.. ستـ..ـها ".. لتتصنم إيروها مكانها من الصدمة .. بحقه .. أهو جاد .. أي مستوى غباء هذا الذي لديك أيها الـ.. كل ما استطاعت إيروها فعله وقتها هو أنها لكمته ليسقط بعيدا و يدخل أحد الرفوف الكبيرة لتخزين الطعام حيث يقبع أشد ظلام المطبخ هناك .. و رغم ذلك فعلامات الدهشة من هذا الموقف الأقرب إلى الجنون لا تزال على محيا إيروها ..
دخلت ساكرا بعدها بثوان لتقول بقلق :" إيروها .. ما الذي يحدث .. سمعت ضجة الآن و صرخة منك قبل قليل "..
وضعت إيروها يدها على رأسها و ضحكت في ارتباك قبل أن تقول بذات التوتر الذي جاهدت إخفاءه :" آآآآآ .. لا .. لا تقلقي أمي .. فقط بعوضة ..أجل بعوضة "..
قالت ساكرا في تساءل و يداها على خصرها :" و هل تسبب البعوضة كل هذه الفوضى "..
انتفضت إيروها مكانها .. سحقا .. لقد زادت الطينة بلة .. الآن هي تتعرق من التوتر .. قالت في محاولة للخروج من ورطتها :" كلاااا .. يا لك من ظريفة يا أمي .. ما قصدته أن بعوضة تشبه الببغاء أزعجتني بينما كنت أحاول شرب قليل من الماء .. فأنا طاردتها لأقتلها و سببت كل هذه الضجة .. آسفة لأنني عكرت جو نومك أمي "..
تنهدت ساكرا في تعجب قبل أن تقول في جدية :" حقا .. يبدو أن إصابتك الأخيرة لم تكن في عينك فقط .. لا شك أن شيئا أصاب عقلك ليجعلك تهذين كالمجنونة .. كل مرة أجدك فيها تكلمين نفسك "..
ارتبكت إيروها قبل أن تقول متوترة مندهشة من رد أمها :" كلاااا أنا بخير أؤكد لك ".. فهي محقة .. فكثيرا ما تسمعها تكلم الجثة دون إدراك لمن تكلمه لكن إيروها تسارع في إخفاءها قبل أن تكشف أمرها ..
رمقت ساكرا إيروها بنظرة شك .. شعرت إيروها بالخوف من أن تدخلها في حلقة استجواب حتى تكتشف حقيقة الجثة .. لكن أمها سريعا ما راحت تبتسم لها في تصديق لتقول لها بعد أن تقدمت نحوها و أخذت تمسح على رأسها بحنان :" حسنا .. لا شك أن التعب سبب كل شيء .. عليك الراحة .. فأنت مصابة كما تعلمين "..
وضعت إيروها أنامل يدها على عينها اليسرى المضمدة .. هذا صحيح .. لقد أصيبت إيروها في مهمتها الأخيرة إصابة ترتب عنها فقدان أحد الشارينغان لديها .. المسألة محزنة للجميع لكن إيروها فقط من تراها بمنظور حزن آخر .. فمن هناك بدأت مشكلة أخطر تحاول جاهدة كتم سرها عن الجميع خشية فضحها .. فهي تخشى ردة أفعالهم و ما يمكن أن يحصل بعد إدراك الحقيقة المرة ..
سارت ساكرا عائدة أدراجها إلى غرفة نومها .. لكنها أوقفت الخطى لحظة وصولها الباب .. استدارت جهة إيروها و قالت :" عودي إلى سريرك .. فغدا سيكون حافلا ".. و أتمت سيرها تاركة إيروها مكانها محتارة في مقصد ما تقوله .. لكنها تنفست الصعداء و لم تهتم كثيرا حينما فكرت أنها نجت مجددا من أن يكشف أمرها .. كان لابد ألا يعلم أحد بأمر الجثة .. فرغم جهلها لحقيقتها و لما جاءت .. إلا أنها تدرك أن تلك الحقيرة التي دمرت حياتها فجأة بخداعها لها هي السبب .. أجل .. كورومي ..
ركضت إيروها لكن بهدوء هذه المرة صوب الجثة .. فتحت باب الخزانة .. لتتفاجئ و تجد أنها .. اختفت !.. مجددا .. كما كل مرة تظهر فجأة و تختفي فجأة .. ترى ما حكايتها ..
سارت إيروها عائدة إلى غرفتها للنوم .. ففي النهاية هي متعبة .. و كيف لا تكون كذلك بعد الذي حدث قبل أيام ..
أنت تقرأ
حلم إيروها - رواية عن الأوتشيها -
Misteri / Thrillerحينما تندفع وراء طيشك و تلقي بحذرك ضرب الحائط .. فاعلم أن لا شيء سينقذك من الكارثة .. لكن بامكانك مواجهة العواقب إن أنت قررت .. فاختر .. . . . . . . " من أجل الأوتشيها ".. هذه قصة إيروها أوتشيها صاحبة الإحدى عشرة سنة .. ابنة ساسكي و ساكرا أوتشيها...