قصة صالح عليه السلام

368 16 0
                                    

نبي عربي من أحفاد ثمود من ذرية سام من بني عاد ، تركوا اليمن إلى شمال الجزيرة في الحجر و كانوا ينحتون منازلهم في الجبال مثل قوم عاد ، و كانو في رجاء و كان صالح حكيما و عاقلا في قومه من أسرة كريمة بينهم . و بدأ بعرهم إلى الإيمان فرفضوا و قالوا : كاذب ، ساحر .

  و شرعوا بعدائه و إضطهاده و طلبوا دليلا و آية على شروطهم ، و طلبوا أن تنفلق صخرة كبيرة عندهم و تخرج منها ناقة عظيمة ضخمة ، و زادوا شرطا أن تكون حاملا في الشهر العاشر و على وشك الولادة ، و طلبوا أن يكون لها أحمر و قد تفننوا في شروطهم .

  و مع ذلك كان لهم كما أرادوا و كان صالح قد قال لهم : سأدعوا الله بشرط أن تؤمنوا متى تحقق لكم طلبكم . فوافقوا و تجمع الناس و بدأ صالح يدعوا الله ، و حدثت المعجزة أمامهم ، وتزلزلت الأرض و انفلقت الضخرة فخرجت منها ناقة عظيمة بكل ما طلبوه و مع هذا لم يؤمن إلا قليل و أكثرهم ظلوا على الكفر .

و اشترط صالح أن الناقة تشرب يوما و هم يوما و في اليوم الذي تشرب فيه يحلبونها.

ولدت الناقة و كان صغيرها يتبعها أينما مشت و كانت تشرب طوال اليوم ثم تتوجه نجو الجبال و صغيرها الذي كان في الشبه توأمها .

كان الحليب الذي تأتي به يكفي القرية كاملة ، صغيرها و كبيرها .

  اجتمع القوم و قالوا نخشى أن يتبع الناس صالح كما كانوا على خشية من الناقة على أغنامهم و طيورهم و ماشيتهم لأن الناقة كانت تفزعهم حين تأتي للتشرب.

فتآمروا عليها ، و اتفقوا على رجل إسمه فداراً ، ويقول الله تعالى ( أشقاهم )
و اتفق فدارا هذا مع تسعة من أصحابه و كانوا من المفسدين ، قال الله تعالى عنهم (و كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون )
إنتظر هؤلاء الكفرة الناقة و هي آتية إلى المدينة برفقة صغيرها لكن حالما رأوها خافوا و فروا هاربين مذعورين ، إلا فدارا الذي هاجمها و ضربها على أجلها فسقطت فعقروها ثم تأكدوا من ذبح صغيرها الذي فر نحو الجبال .

إجتمع أهل المدينة يتشاركون اللحم ، و لما رأى صالح ما يجري فقال لهم : تمتعوا في داركم ثلاث ليال ثم تهلكون . فتحدوه و قالوا: نقتل صالحا .

  و في اليوم الأول من العذاب كانت وجوه قوم ثمود صفراء و في الثاني انقلبت حمراء و الذي يليه إسودت ، حتى بدأوا يحفرون القبور ثم جاء العذاب ألوانا و أصنافا و جاءت الرجفة فسقطوا على أرجلهم ثم بدأت الصواعق ثم الصيحة فأهلكتهم جميعا .

   جعل الله مساكنهم قائمة حتى الآن لتكون آية للناس ، هاجر صالح و من معه إلى فلسطين (مدينة الرملة ) و مات هناك .


-------------------

المرجع:كتاب أدعية و فوائد مختارة من الأحكام و قصص الأنبياء

الطريق إلى الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن