السيرة النبوية

188 11 0
                                    

http://www.alsiraj.net/sira/html/page00.html

السير الذاتيّة

إذا أردنا الحديث عن حياة شخصٍ ما فإنّنا نقول سيرةُ فُلان، لأنَّ السيرة هي ما يُجمَلُ فيها تاريخ الأشخاص من حيث مولدهُم واسمهم والأحداث التي جرت في زمانهِم وأبرز انجازاتهم، وكذلك وفاتهم، والسيرة في العادة هيَ سردٌ للأحداث من قبِل معنيّين ومُقرّبين لذلك الشخص. ومّما لا شكَّ فيه أنَّ أهمّ رجل أحدثَ تغييراً في مجرى التاريخ البشريّ هوَ النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام، وهوَ عليهِ الصلاة والسلام نبيٌّ ورسول من عند الله سُبحانهُ وتعالى، ولذلك يجب علينا كمُسلمين أوّلاً أن نُحيطَ بحياةِ النبيّ عليهِ الصلاة والسلام، وأن نعلمَ ما جاءَ فيها من أحداث حتّى نقتدي بأفعاله، ونعرف من خلالها ما أمرنا الله بهِ وما نهانا عنه، والسيرة التي تتناولُ حياةَ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم هي ما يُعرف بالسيرة النبويّة

. السيرة النبويّة

تبدأ أحداث السيرة النبويّة بولادةِ النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام، فقد ولِد صلّى الله عليهِ وسلّم في يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول وذلك في العام الأوّل من حادثة الفيل، وهي الحادثة التي أرادَ فيها أبرهةَ الحبشيّ المدعوّ بأبرهةَ الأشرم أن يهدمَ فيها الكعبة مُستعيناً بالفيلة التي معه، فكانَ عاقبة الجيش والفيلة أن دحرهُم الله عن البيت بالطيور التي رمتهم بالحجارة المُحمّاة بالنار، فكانَ هذا العام هو عامٌ صدَّ الله فيهِ الكيد عن الكعبةِ البيتَ الحرام وولِدَ فيه سيّد الأنام ليكونَ فيه اجتماع الحقّ وولادة الهُدى.

نسبُ النبيّ الشريف عليهِ الصلاة والسلام

أمّا نسبهُ عليهِ الصلاةُ والسلام فهوَ من أشرف العرب نسباً وأوسطهِم، والوسط في الأمر أفضلهُ وأشرفُه، فهوَ مُحمّد بن عبدالله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وفي سلسلة النسب الشريف هذه آباءٌ أطهار من أمّهاتِ طاهرات شريفات، لم يمسّ نسبهُم أيّ شائبة فهوَ أطهر النسب وأشرف الحسَب.

بعثته ودعوته

عاشَ صلّى الله عليهِ وسلّم يتيماً حينَ توفّي عنهُ والدهُ عبدالله فتكفّلهُ عمّهُ أبو طالب، وعاشَ عليهِ الصلاة والسلام عيشة الكفاف في كنف عمّه أبو طالب، حتّى تزوّج بخديجة بنت خويلد، والتي أكرمهُ الله في عهدها بالوحي حينَ بلغَ الأربعين من عُمره، فكانت تلك بداية الرسالة والوحي والأمر بالدعوة إلى الله. مكثَ رسولُ الله عليهِ الصلاة والسلام يدعو إلى الله على مدار ثلاثٍ وعشرينَ سنة، أخرجهُ خلالها قومهُ قُريش من مكّة فهاجرَ منها إلى المدينة المُنوّرة، التي كانت أوّل عاصمة للدولة الإسلاميّة، وفيها جرَت أحداث السيرة النبويّة من غزوات ومعارك. توفّي صلّى الله عليهِ وسلّم بعد هجرته من مكّة إلى المدينة بنحوِ إحدَى عشرةَ سنة، وذلكَ بعدَ أن غلبهُ المرض، وكانت وفاتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في يوم ذكرى ولادته، وذلك في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادي عشرة للهجرة، وكانَ عُمرهُ عليهِ الصلاة والسلام ثلاثاً وستّينَ سنة.

إقرأ المزيد على موضوع.كوم

صفات الرسول الخَلقية

كان الرسول صلى الله عليه وسلم معتدل الطول أي ليس بالطويل ولا القصير، ولون بشرته ليس بالأبيض ولا الأسمر، بعيد ما بين المنكبين، وضخم اليدين، وأكحل العينين، وذا رائحة طيبة، وبين كتفيه خاتم النبوة.

صفات الرسول الخُلقية

التواضع: فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام أكثر الناس تواضعاً، فبالرغم من علو منزلته ومكانته إلاّ أنه كان يجالس أصحابه، ويتفقد أحوالهم، ويأكل مع خدمه، ويرقع ثوبه بنفسه، ويرحم الصغير، ويجبر فقر المساكين.

الصدق: حيثُ لُقب منذ نعومة أظفاره عليه الصلاة والسلام وقبل بعثته بالصادق الأمين.

الأمانة: وخير مثال على أمانته تأديته رسالة هذا الدين الحنيف، وتحمّله الأذى في سبيله، وقد حث على أداء الأمانة إلى صاحبها وعدم خياتها.

الوفاء: الوفاء بالعهد خُلق عظيم قد اتّصف به رسولنا الكريم، فقد كان يُضرب بوفائه المثل، فلم يقتصر بذلك على أصحابه وأهل بيته بل تعداه إلى الوفاء بالعهد مع عدوه. العدل: وقد تحلى به الأنبياء والصالحين، فحبيبنا عليه الصلاة والسلام كان أعدل الناس وأحرصهم على تطبيقه بين رعيته، فقد كان عادلاً مع نفسه، وفي تعامله مع الصحابة، وحتى مع أعداء الإسلام.

الرحمة: فهو المبعوث رحمة للناس أجمعين ليُخرجهم من الظلمات إلى النور؛ لذلك كان يتحلّى بالرأفة والطيبة فلو كان فظاً غليظ القلب لما آمن به الناس.

الكرم: كان أجود الناس وحتى في أشد ظروفه معطاء لا يخاف الفقر، ومؤمن تمام الإيمان بأنّ الله هو الرازق الكريم. إضافةً إلى الصفات السابقة للرسول عليه الصلاة والسلام فقد كان خلقه القرآن الكريم، إلى جانب أنّه أصدق الناس لهجةً، لا يُجازي بالسيئة السيّئة بل كان يعفو ويصفح، وكان يحفظ جاره ويكرم ضيفه حتى لو كان غير مسلم، يحبّ التفاؤل ويكره التشاؤم، يقبل معذرة المعتذر له، ويساوي بين القوي والضعيف في الحق، كان أكمل الناس عقلاً وأعلمهم بالله، وأكثر خشية منه، ويغض البصر، وأشجع الناس، ولا يعيب طعاماً وغيرها الكثير الكثير من مكارم الأخلاق التي لا بدّ أن نتحلّى بها كمسلمين.

إقرأ المزيد على موضوع.كوم .

الطريق إلى الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن