الحلقة السادسة:
فى هذا الوقت ..كانت"ليلى" بغرفتها تتحضر وتتهيئ لمقابلة"سيف"
فاغتسلت وانتقت اجمل ما تملك من ملابس وصففت شعرها وجعلته ينسدل على ظهرها وكان من مميزات ليلى شعرها الطويل شديد السواد يتمتع بموجات تجعله يبدو وكأنه مُصفف عند(الكوافير).
وهنا دخلت"هبة"وكالعادة دون ان تقرع الباب ..فنظرت اليها"ليلى"فى غضب وقالت:
-يابنتى قولتلك للمرة المليون قبل كده لما تيجى تدخلى عليا خبطى على الباب.
فنظرت"هبة"اليها بأعجاب منمظهرها وماكانت ترتديه من ملابس على غير عادتها ..فقد كانت ترتدى فستانا ابيض به زهور حمراء صغيرة يصل الى مابعد ركبتيها ويعلوه سترة حمراء قصيرة الاكمام وكانت تلف على خصرها رابطة حمراء حريرية وبدت كالاميرة جميلة المظهر ذات اطلالة ساحرة
فاقتربت منها"هبة"واطلقت صفيرا عاليا يعبر عن مدى اعجابها وقالت:
-اش اش يالولو ..ايه الحاجات الحلوة دى ..ظهرت مؤخرا يعنى ..كل ده عشان سيف مش كده صح؟؟
ثم غمزت بعينيها ..فنظرت"ليلى"اليها فى لامبالاه وقالت:
-مش هرد عليكى عشان زهقت منك.
فانفلتت ضحكة عالية من"هبة"وقالت:
-طب ياختى ماشى وعموما انا كمان ماليش مزاج اغلس عليكى اكتر من كده ..المهم ماما بتقولك انزلى دلوقتى عشان تدخلى الشاى لعريسك.
ثم غمزت بعينيها مرة اخرى ..فاستشاطت "ليلى"غيظا واخذت تدفعها بيديها الى خارج الغرفة وكانت"هبة"تضحك الى ان نزلوا فاقتربت"روح"من"ليلى"وكانت تحمل بين يديها المشروبات ثم اعطتها الى"ليلى"وقالت:
-بوصى ياليلى عايزاكى تدخلى بصة فى الارض كده ومتبصيش على سيف خالص تدخلى تقدمى الحاجة ويدوب تسلمى عليه وتخرجى علطول.
فأومأت"ليلى"برأسها وقالت:
-حاضر ياماما.
فقالت"روح":
-طب يلا ياحبيبتى روحى.
فأتجهت"ليلى"الى الشرفة الكبيرة حيث يوجد"سيف"وكانت تمشى على استحياء وتكاد تتعثر فى مشيتها وكان يبدو على وجهها مايشبه ان يكون ابتسامة ولكنها كانت ابتسامة مترددة فيها شئ من الارتباك وشئ من الخجل وكادت ان تدخل ولكنها وقفت مصدومة من ما سمعت.
-سيف ..عايزك تتصرف مع ليلى كويس اوعى تحسسها انك مغصوب عليها.
-هههههههههههههههههه ..يعنى برأيك يابابا الحاجات دى بتستخبى!! هعرف ادارى مشاعرى يعنى؟!
-سيف والله العظيم لو كلمت ليلى كلمة واحدة ماعجبتنيش هتشوف انا هعمل فيك ايه انا بحذرك تتصرف تصرف واحد معاها مش كويس ..فاهمنى؟؟
-فاهم ..فاهم يابابا ..بس انا عايزك انت كمان تفهم ان الجوازة دى فاشلة من اولها وان ليلى دى هى الطرف الوحيد اللى هيتظلم وهيتئذى بعد كده ..لانى مش هقدر اكون ليها زوج.
-متحترم نفسك بقى وخليك راجل ولو لمرة واحدة فى حياتك ..ليه يعنى مش هتقدر تكون ليها زوج؟! شاطر بس تروح تعمل علاقات قذرة برة ..بدل ماتحمد ربنا انك هتعمل اللى انت عايزة فى الحلال وتتوب عن الحرام والقرف اللى انت عايش فيه.
عندما سمعت"ليلى"هذا الكلام تسارعت انفساها وصارت نبضات قلبها واصلة لها ولكن سرعان ما اختفت الاصوات من حولها واحست انه قد صمت اذنيها وتلاشت الرؤية من عينيها واختل توازنها ثم سقطت مغشيا عليها.
سمع كلا من"فؤاد وسيف"صوت اشياء تنكسر بالخارج فخرجوا مسرعين ليجدوا"ليلى"مُلقاه على الارض وقد وقعت عليها المشروبات الساخنة فهلع"فؤاد"عليها وجثى بجانبها على الارض وهنا جاءت كل العائلة وصرخت"روح"و"هبة"وركض"شريف"وجلس بجانبها على الارض وقال:
-ايه اللى حصل؟! فى ايه مالها ليلى.
فقال"فؤاد":
-معرفش ياشريف انا وسيف كنا قاعدين وفاجاة سمعنا صوت حاجات بتتكسر خرجنا لقينا ليلى وقعا على الارض كده.
فقالت"روح"وهى تضم ليلى وتحاول ان توقظها:
-ياحبيبتى يابنتى الحاجة السخنة وقعت عليها ياشريف الحقها ونبى.
فاسرع"سيف"وحملها بين ذراعيه واتجه بها نحو الدرج وهم خلفه ولكنه عندما نظر اليها وهى بين ذراعيه تذكرها ..نعم انها هى التى فرت راكضة من امامك يا"سيف"والان فقط علم ماكان سر فرارها ..وهنا قد وصل الى غرفتها دلف بها ووضعها على الفراش برفق ورجع للخلف يقف بمفرده ..فوثبت"هبة"قائمة تبحث عن عطر لتستفيق به"ليلى"وفعلا وجدت قرورة عطر واقبلت على اختها ووضعت القليل على يدها وقربته من انفها ..وما هى الا ثوان وافاقت"ليلى".
فتحت عينيها بتثاقل وسمعت اصوات اشخاص تعرفهم جيدا ولكنها كانت تاتى من بعيد استجمعت قواها ونظرت بعمق وركزت اكثر الى ان اتضحت الرؤية لها فوجدت الكل يقف امامها شاهدت نظرة الخوف والقلق فى عينا"شريف"ونظرة الحب واللهفة فى عينا"روح"ونظرة الهلع والحنان والدموع فى عينا"هبة"فابتسمت لهم وقالت:
-فى ايه يا جماعة ..هو ايه اللى حصل؟!
فقال"شريف":
-قوليلنا انتى ياحبيبتى ايه اللى حصلك ايه اللى وقعك فى الارض تحت كده ايه اللى حصل؟!
فصمتت"ليلى"للحظة وجعلت تتذكر ماحدث فتذكرت وتبدلت هنا ملامحها ونظرت الى"سيف"الواقف بعيدا بقليل امامها وكانت ملامحه خالية من اى تعبير ثم قالت:
-اه انا شكلى دوخت شوية عشان ماكلتش حاجة من الصبح عشان كده اغم عليا.
فقالت"روح":
-وماكلتيش ليه بس ياليلى عجبك كده يعنى اللى حصلك.
-معلش ياماما انا اسفة.
-طيب ياحبيبتى الحاجة السخنة اللى وقعت عليكى بتحرقك؟؟
-لالا متقلقيش وقعت فوق الهدوم انا هغير وهبقى كويسة.
ثم نظرت الى "هبة" التى كانت تجلس بجانبها على الفراش وتبكى وقالت باسمة:
-ايه ياهبوش ..بتعيطى ليه تصدقى اول مرة اعرف انك عندك دم زينا وبتحسى.
فوخزتها"هبة"برفق فى كتفها وهى مازلت تبكى ثم قالت:
-ماشى ياليلى مقبولة منك ..المهم انك تبقى كويسة خلاص انا كده عرفت انك بقيتى كويسة خلاص.
فقال"فؤاد"ضاحكا:
-ربنا يخليكوا لبعض ياولاد ويبعد عنكوا كل شر يارب.
ثم قال"شريف" وهو يشير نحو"سيف":
-هو ده بقى سيف ياليلى ..تعالى تعالى ياسيف سلم على ليلى متتكسفش.
فقال"فؤاد"ضاحكا:
-لالا ياشريف انت ماتعرفش سيف ..ده مابيتكسفش.
فضحك الجميع واقبل"سيف"على "ليلى"ومد يده يسلم عليها وهو يبتسم فى خبث وكأنه يقول"هو انتى؟!" ..فاستقبلت"ليلى"نظرته بثقة وحزم وسلمت عليه وسحبت يدها من يده فى سرعة مما جعله يستغرب ولكنه لم يعطى الامر اهمية كثيرا ثم قال:
-ازيك.
فقالت"ليلى"فى ثقة اكثر:
-الحمدلله كويسة.
-سلامتك.
-الله يسلمك.
فقالت"روح":
-طيب ياحبيبتى قومى اساعدك تغيرى هدومك وانتى ياهبة انزلى حضرى لاختك الاكل.
فقال"شريف":
-طيب واحنا هننزل بقى تحت عشان نسيبك تستريحى ياحبيبتى.
فنزل الجميع ماعدا"روح"وبعد ان ساعدت"ليلى"فى تبديل ملابسها نزلت هى الاخرى وارسلت هبة اليها ببعض الاطعمة فاكلت ثم جلست تفكر ماذا ستفعل الان ..كيف ستنهى هذا الموضوع؟؟ كيف ستمنع هذه الزيجة؟؟ ..لم تتخيل ابدا انه سيتزوجها رغما عنه ..ولماذا يكون زواجه بها ارغاما لماذا ..ما الذى سيدفعه لذلك فهو رجل وله كامل الحق فى ان يختار شريكة حياته ..لماذا اذا؟؟ ..ثم اجهدها التفكير وغطت فى سبات عميق.*******************************************************************************************************************
اما هو كان يقف بشرفة غرفته يفكر فيها قليلا وهو يبتسم وقال فى نفسه:
-بقى هى دى بقى ليلى ..هههههههه عشان كده لما شافتنى الصبح وسمعتنى بقولها عمى شريف وعرفت انى انا هربت منى وجريت ههههههههههه ...من اولها ياليلى تصرفات طفولية ..بس مشكلة تستاهل ماهى حلوة برضوا ..حلوة اوى.
ثم شعر بالبرد يكتنفه فدخل واستلقى على الفراش ومدد وكانت تعلو وجهه ابتسامة لا يدرى ماسرها ..هل لـ"ليلى"ورؤيتها كانت لسبب ام ماذا؟! ..فبدون وعى جعل يفكر فيها اكثر انها تملك شئ غريب يجذبه اليها فغلبه النعاس وذهب فى سبات عميق.********************************************************************************************************************
فى اليوم التالى:
استيقظت"ليلى"وبدلت ملابسها وشرعت فى الخروج ولكنها وجدت"هبة"تقف بوجهها فقالت:
--اصطبحنا ياهبة ..حسبى خلينا انزل.
-رايحة فين يالولو؟؟يــــتبع ....
أنت تقرأ
كبريائي هز عرش رجولتك ..بقلم مريم غريب
Romanceهى:كبريائى هز عرش رجولتك. هو:بل انتى ياعزيزتى ستخضعين امام هذا العرش ذات يوم. هى:أناامرأة لا أنحنى إلا فى صلاتى ولا أصمت إلا عندما ينعدم كلامي ولكن إحذر عندما ابدأ في إنفعالاتى فلا يهمني شيء سوا أن أنهي مأساتي. هو:هاهاها كم هذا رائع منك لقد اصبح لدي...