14

34.9K 724 3
                                    


الحلقة الرابعة عشر:

بعد ان استعد للرحيل اوصلته الى باب المنزل لتودعه ..فمال عليها ثم وضع قبلة على وجنتها الناعمة وقال:
-انا ماشى بقى ياحبيبتى ..عايزة حاجة؟؟
فأجابت باسمة:
-عايزاك ترجعلى بالف سلامة يا فؤاد ..خلى بالك من نفسك.
فقال باسما وهو يعانقها:
-حاضر يا هالة وانتى كمان خدى بالك من نفسك ..وعلى وعدى ليكى اول ما الفرح يتم ونرجع كلنا من هناك على هنا هقول لـ سيف على الحقيقة كلها.
-ان شاء الله بس عارف كان نفسى احضر الفرح اوى.
فربت على كتفها بحنان وقال:
-معلش بقى ياحبيبتى تتعوض ان شاء الله.
-ان شاء الله.
-يلا انا ماشى ..خلى بالك من نفسك.
-حاضر وانت كمان خلى بالك من نفسك.

*********************************************************

كان يجلس بغرفته لا يعرف لماذا ينتابه الشعور بالقلق ..فكل تلك الاعراض التى تحدث له لم تراوده من قبل قط الا عندما قابلها فأيقن تماما ان شعوره مرتبط بها بأى شكل او بأخر ..فاسرع وامسك هاتفهه واجرى الاتصال بها ..وبعد قليل اتاه صوتها ولكنه ممزوج ببكائها.
-ناير ..انت فين مش بتكلمنى لييييه؟؟
قالت"جميلة"هذه الجملة وهى تكاد تختنق من البكاء.
فقال"ناير"فى قلق:
-ايه ايه مالك ياجميلة فيكى ايه اللى حصلك؟؟
-مش بتكلمنى ليييه؟؟
-انا قولتلك انى مش هكلمك تانى الا لما اجى اطلب ايدك ..بس مش عارف حسيت ان فى حاجة فاتصلت يلا قوليلى فى ايه؟؟
-فى ان خلاص يا ناير.
-خلاص ايه مش فاهم؟!
-خلاص ..فى حد جه اتقدملى وبابا موافق وجدو كمان ..وفاضل قاعدة تانية عشان يحددوا ميعاد الفرح.
وقعت كلماتها فى نفسه محل وقعه كقذف الجمرات المشتعلة فاتسعت حدقتاه وقال:
-انتى بتقولى ايه.
-اللى انت سمعته ..كنت بحسبك هتكلمنى تانى ولا حتى توفى بوعدك وتيجى زى ما قولتلى ..لكن ماجتش ..ماجتش.
ثم اجهشت فى البكاء ..فبعد ان استقبل"ناير"تلك الفاجأة قال فى سرعة:
-جميلة ..جميلة اسمعينى من فضلك ..اسمعينى صدقينى ده مش هيحصل انا اللى هتجوزك متخافيش.
فقالت وهى تبكى بشدة:
-ازاى؟! ..ماخلاص ..احنا عندنا البنات بتتجوز على طول مش بيبقى فيه اى فترات مافيش خطوبة فى جواز على طول.
-لالالالا متخافيش قولتلك انتى ليا انا بس محدش هيمس منك شعره غيرى متقلقيش انا انا جاى جاى عندكوا ياجميلة عمى راجع من القاهرة انهاردة متخافيش وان كان على الجواز بسرعة فمش هيكون اسرع من كده لو حكمت هتجوزك انهاردة.
كلماته طمئنتها قليلا ولكنها كانت خائفة من شيئا ما ..لا تعرف لماذا يجتاحها هذا الشعور.
اما هو فور انتهائه من حديثه معها هرول مسرعا الى غرفة"سيف" ..فتح دون ان يقرع الباب فنظر اليه"سيف"فى قلق من مظهره وقال:
-ايه يابنى مالك؟؟
-عايزين يجوزها ..انا لازم اعمل حاجة فين ابوك؟؟ رجع ولا لسا؟؟
-استنى بس اهدا كده وقولى مين دى وهيجوزها لمين؟؟
-جميلة.
فقال"سيف"مستغربا وهو يقطب بين حاجبيه:
-جميلة! ..قصدك جميلة صحبت ليلى؟؟!
-ايوه ايوه هى ..فين عمى فؤاد؟! رجع ولا لسا؟؟
-لسا مرجعش انا لسا قافل معاه هو قرب خلاص ..بس اقعد طيب واهدا كده واحكيلى.
جلس"ناير"وهو يرتجف من التوتر والقلق وقص على"سيف"كل شئ.
فقال"سيف"فى هدوء:
-متقلقش يا ناير.
فقال"ناير"فى انفعال:
-مقلقش ازاى؟!هو انا ضامن انهم هيفقوا؟!
فقال"سيف"باسما فى نفس الهدوء:
-هيفقوا.
-وانت عرفت منين بقى بتنجم؟!
-لا مش بنجم ولا حاجة ..بس ابو جميلة شريك صغير مع عمك شريف فى ارض رسلان يعنى المشروع كله بيموله عمك وكل حاجة فى ايده هو ..يعنى لما حضرتك تطل عليهم بطلتك البهية وتطلب ايد بنتهم مستحيل هيرفضوا لسببين.
فقال"ناير"منصتا اليه فى اهتمام:
-ايه هما؟؟
-الاول ..عشان عمك والمشروع زى ماقولتلك.
-والتانى؟؟
-التانى عشان مصلحة بنتهم معاك انت اكتر من اى حد هنا فى البلد لما هيشوفوك وهيتعرفوا عليك ويعرفوا ايه هو مستواك مش هيترددوا ابدا.
-كلامك طمنى شوية ..بس انا بردو قلقان.
-لالا متقلقش اسمع منى بس ..وهتشوف بنفسك ايه اللى هيحصل.
ثم ساد الصمت قليلا فقال"سيف"محاولا اخراجه من هذا الحالة:
-صحيح انت سايبنى انت اخوك كده منغير متظبتونى ده انا عريس وفرحى بكره يعنى.
فقال"ناير"باسما:
-انت متاكد انك عريس؟؟
-مش فاهم ..قصدك ايه؟!
-قصدى انت عرفه ..البت مش طايقاك تبقى عريس ازاى بقى.
-والله مايهمنيش اذا كانت مش طايقانى ولالأ ..انا اللى يهمنى انى خلاااااص هتجوزها بكره ..يااااه اخيرا يا ناير ..بكره ليلى هتبقى مدام سيف فؤاد عزيز يااااه اخيرا.
-ياعم متتأملش او كده بقولك مش طايقاك.
فقال"سيف"فى ثقة:
-انا هعرف اخليها تطيقنى.
-يسلام ..طب ازاى بقى؟!
-ليلى بتحبنى ياناير.
فقال"ناير"ضاحكا فى استهزاء:
-يارااااااجل ههههههههههههههههههه ..بتحبك؟! ههههههههههههههه ..اعملهم على حد غيرى ياسيف بأمرة الاقلام اللى كانت بتسلم على وشك كل ماتقربلها والملين والسيليكـ هههههههههههههههه.
-هممم ..خلصت ضحك؟؟
فهداء"ناير"وقال:
-سيف ..مش كده ياحبيبى انا ابتديت اخاف عليك ..ماشى حبها زى ما انت عايز بس متتجنش اوى كده فى حبها لتبقى زى قيس اتجنن ياعينى عشان ليلى.
فقال"سيف"فى باسما فى سخرية:
-وهو انا لسا ماتجننتش؟! ..ده انا بصحى كل يوم على صوتها ..بتأمل فى اليوم اللى هضمها فيه جوا حضنى حتى لو كان غصب عنها ..مسيرها هتلين لما تحس بحبى.
-يانهار اسود ..لا انت اتجننت وش.
وهنا سمعوا صوت سيارة بالخارج فقال"سيف":
-بابا جه.
فقال"ناير"مسرعا:
-طيب يلا ننزل ونبى عشان اكلمه فى الموضوع.
-يلا.
ونزلوا سويا الى الطابق السفلى فكان"فؤاد"قد وصل وبعد التحيات وهم جالسين قال"ناير":
-عمى فؤاد ..عمى شريف ..من فضلكوا كنت عايز اتكلم معاكوا فى موضوع.
فقال"فؤاد"منصتا اليه فى اهتمام:
-خير ياناير ..ايه الموضوع؟؟
-لا مش هينفع هنا ..ممكن على انفراد؟!
فقال"شريف":
-طبعا ممكن ..طيب تعالوا فى المكتب نتكلم براحتنا ..ولو سمحتى ياهبة اعملى شاى للكل.
فقالت"هبة":
-حاضر يابابا.
وبعد ان جلسوا ثلاثيتهم بالمكتب قال"فؤاد":
-هاه ياناير ..ايه الموضوع؟؟
فقال"ناير"فى توتر:
-بصراحة ياعمى ...انا عايز اتجوز.
فقال"شريف"باسما:
-طيب دى حاجة كويسة اوى.
ثم قال"فؤاد"مستفسرا:
-طب واللى انت قررت تتجوزها دى منين؟؟ من هنا ولا من القاهرة؟؟
فقال"ناير":
-لا من هنا.
فقال"شريف"فى اهتمام:
-وتبقى مين دى يابنى؟؟
فقال"ناير":
-جميلة.
فقال"شريف":
جميلة!! ..جميلة بنت حسين قناوى ..قصدك جميلة اللى بتيجى هنا دى؟؟
-ايوه ياعمى هى.
فقال"فؤاد":
-طيب ..انت قررت خلاص يعنى عايز تتجوزها بجد؟؟
فأومأ"ناير"برأسه وقال:
-ايوه ..وانا عايز اخطبها بسرعة لان اهلها عايزين يجوزها لواحد جه اتقدملها.
-وانت عرفت منين؟؟
فقال"ناير"فى ارتباك:
-أاا أاا اصـ اصل انا سمعتها بالصدفة لما كانت هنا وهى بتقول لـ ليلى.
فنظر اليه"فؤاد"لمدة وقال:
-طيب قوم.
-اقوم فين؟؟
-قوم هخطبهالك.
فقال"ناير"باسما فى صدمة وهو فارغ الفم:
هـ هـ هتخطبهالى بجد ياعمى؟!
-ايوه يابنى بجد اومال بهزار.
فقال"شريف":
-استنوا بس اهدوا ياجماعة ..مش علطول كده استنوا لما فرح سيف وليلى يتم.
فقال"فؤاد":
-ان شاء الله هيتم ياشريف بس بينى وبينك انا عايز اخلص من الولد ده كمان وبسرعة ده انا مصدقت انه طلب يتجوز انت عارف ده بقى عنده كام سنه دلوقتى ..البيه تم 32 سنة ايه هنجوزوه لما يطلع على المعاش.
فضحك الجميع وقال شريف:
-انا ماقولتش حاجة يافؤاد ..انا كنت بقول يعنى لما نفوق من اللى عندنا الاول نبقى نـ..
فقاطعه"ناير"قائلا:
-لالالا ونبى ياعمى ارجوك ..انا مستعد اتجوزها انهاردة او فى اى وقت تحددوه انتوا بس المهم اطمن انها هتبقى ليا فى الاخر مش لواحد غيرى هستنى يعنى لما اهلها يجوزها لالالا ارجوك ياعمى.
فقال"فؤاد"ضاحكا:
-ههههههههههههههههههه ولا ووقعت يا ناير ..شفت مش قولتلك اللى كنت بتعملوا فى الناس هيطلع عليك اشرب بقى.
-ياعمى ابوس ايدك انا مستعد اشرب المحيط بس انا لوحدى ياعمى ماليش غيركوا هنا واهلها هيوفقوا لما تيجوا معايا.
فنظر اليه"فؤاد"وترقرقت الدموع فى عينيه اثر كلماته وعانقه وهو يربت على ظهره بحنان وقال:
-بلاش كلام عيال ياض ..ايه انا لوحدى دى ..انت ناس ان انا اللى مربيك انت والشحط اخوك.
فقال"شريف"وهو يمسح دمعه فرت من عينه عندما تذكر اخيه وقال:
-الله يرحمك يافريد ..ليه الناس الحلوة بتمشى كده من حياتنا والناس الوحشة قاعدين فيها وعايشين.
فقال"فؤاد":
-اعمار وحكمت ربنا ياشريف ..
ثم تنهد وقال:
-الحمدلله ..المهم يلا يلا نروح نشوف موضوعك ده.
وقال"شريف":
-ايوه يلا ومتخافش طالما انت عايز البنت يبقى متقلقش هى ليك اطمن ابوها مش ممكن هيرفض.

كبريائي هز عرش رجولتك ..بقلم مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن