اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
٣.٥
"جونغكوك؟" كان رأسُ تايهيونغ ثقيلاً على كتفهِ. كان كتفاه ثقيلينِ على جسدهِ. بل وشعر أنّ جسده ثقيلٌ على نفسهِ. اِلتصق ما اِبتلّ من ثيابه ببشرتهِ، ولم يعُد بإمكانه التمييز بين رطوبةِ الماء والعرقِ.
كان يعلم أنّ أنظار الأربعةِ مصوّبةٌ نحوه، لكنّ كلّ ما ودّ فعله هو القيامُ وأخذ مَن اِنتظمت أنفاسه واِرتطمت برقبته إلى إحدى الغرفِ والسّماح له بالنّومِ على فراشٍ مريحٍ. كان تايهيونغ غائبًا عن الوعي، وكان جونغكوك يتمنّى أن يغيب عن الوعي هو الآخر، لدقائق معدودةٍ، أو أن ينسلّ من غرفةِ المعيشةِ، ومن ما وقع وما قد يقع فيها. فلم يبدُ أنّهم قد يقتنعون بالهمهمةِ جوابًا على النّداءِ، وما لجونغكوك جوابٌ سوى الهمهمة.
خرق نامجون شِباك أنظارهم نحو الأمردِ، بسيره مترددًا باتجاه التلفازِ. "مهلاً! قد يكون خطِرًا!" صات جيمين ناهيًا، لكنّ كل ما اِستأداه قد كان صوتًا هازئًا، طوى التردّد بين تلافيفهِ. "خطرًا؟ كقنبلةٍ على سبيل المثال؟" لم يبدُ نامجون متخوّفًا، ليس بالقدر الذي توقّعه جونغكوك، لكنّ الحذر قد غلّف خطاهُ، واِحتضن لمساته المتفقّدة لإطار التّلفاز.
نبس، بعد أن اِلتفّ حول الجهازِ، واِبتعدت أصابعه عن الهيكلِ. "لا أرى شيئًا مريبًا. لكن.. جيمين، تعال، أنتَ من عليكَ تفقّده." أخذتِ الاِستجابةُ ثوانٍ طويلةً، قبل أن يحثّ جيمين خطاهُ نحو نامجون، ويكرّر أفعاله، بحذرٍ وتركيزٍ أكبر.
لم يدرِ جونغكوك عمّ كانا يبحثانِ. وإن أرغم عقله على التّفكير، لوجد أنّ نزع البراغي وفكّ التلفاز هو الخيارُ الأمثلُ. سيتفادون بذلك التحوّل إلى أشلاءٍ إن صدُقت سخريةُ نامجون واِتضح أنّ قنبلةً قابعةٍ بين الأسلاكِ فعلاً.
لكنّ جونغكوك لم يتفوّه بما جال في خلدهِ. كان، في مكانهِ ذاك، ولحظتهِ تلك، غير معارضٍ كلّيًا لفكرةِ الموت اِنفجارًا.. اِنفجارٌ قد ينهي كلّ شيءٍ في ثانيةٍ واحدةٍ قبل أن تسنح له فرصةُ للومِ أحدهم.