#النميمة
_تعريفها :
هي نقل الحديث على وجه السعاية و الإفساد لإيقاع الفتنة بين شخصين أو أكثر، و هي من الآثام الكبيرة و المعاصي العظيمة، وَ ضِدُّها صَوْنُ الْحَدِيثِ .
و يُسمَّى فاعل النميمة و مُحترفها نَمَّاماً، و قَتَّاتاً.
و قيل النَّمامُ هو الذي يكون مع القوم يتحدثون فَيَنُمُّ عليهم، و القَتَّاتُ هو الذي يتَسمَّعُ على القوم و هم لا يعلمون فَيَنُمّ حديثهم (ينقل حديثهم الى شخص او أكثر بنية الإيقاع بينهم ).والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة ، نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها :
قال تعالى : قال : ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ [القلم : (١٠-١٢)].
و المقصود بـ " مَّشَّاء بِنَمِيمٍ " كما عن إبن عباس : أي القتات ، يسعى بالنميمة و يفسد بين الناس و يضرب بعضهم على بعض.
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.
و قيل أن أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان كانت تمشي بالنميمة بين الناس فتُلقي بينهم العداوة و تُوقد نارها بالتهييج كما توقد النار الحطب فسمى الله عَزَّ و جَلَّ النميمة حطباً حيث قال : ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [المسد : (٤-٥)].
النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي (صلى الله عليه وسلم) من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)).
النميمة في الأحاديث الشريفة :
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ " ؟
قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ : "الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ".وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : "طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ لَا يُؤْبَهُ لَهُ، يَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ، يَعْرِفُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَ يُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ كُلِّ رَحْمَةٍ، لَيْسُوا بِالْبُذُرِ الْمَذَايِيعِ، وَ لَا الْجُفَاةِ الْمُرَاءِينَ".
وَ قَالَ : "قُولُوا الْخَيْرَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَ اعْمَلُوا الْخَيْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، وَ لَا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَايِيعَ، فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الَّذِينَ إِذَا نُظِرَ إِلَيْهِمْ ذُكِرَ اللَّهُ، وَ شِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْمُبْتَغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ".
_نتيجته وكفارته :
وَ رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : "مُحَرَّمَةٌ الْجَنَّةُ عَلَى الْقَتَّاتِينَ الْمَشَّاءِينَ بِالنَّمِيمَةِ".وَ رُوِيَ أنه أصاب بني اسرائيل قحط، فاستسقى موسى مرات ، فما اجيب.
فاوحى الله تعالى إليه : "اني لا أستجيب لك و لمن معك و فيكم نمَّام قد أصرَّ على النميمة.
فقال موسى : يا رب، من هو حتى نُخرجه من بيننا.
فقال : يا موسى ، أنهاكم عن النميمة و أكون نمَّاما؟.
فتابوا بأجمعهم، فَسُقُوا.وَ رُوِيَ أن ثُلث عذاب القبر من النميمة.
وَ رُوِيَ أن الْعَقْرَب كَانَ رجلاً نَمَّاماً فمَسَخَهُ الله عقرباً.و أما بالنسبة الى كفارة النميمة فليس لها كفارة إلاَّ التوبة و الإستغفار.
_______
إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها :
•جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.
•ما في النفس من غل وحسد.
•مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
•أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان._واللّٰه أعلم.