#الفتنة
_تعريفها :ما يتبين به حال الإنسان من الخير والشر، يقال: فتنت الذهب بالنار، إذا أحرقته بها لتعلم أنه خالص أو مشوب، ومنه: الفتان، وهو الحجر الذي يجرب به الذهب والفضة.والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة، نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها :
قد وردت الفتنة في القرآن بعدة معان، منها: الكفر والشرك، قال تعالى: ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩))). {الأنفال: ٣٩}.
وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى التشكيك وإضلال الناس قال تعالى: ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧))). {آل عمران: ٧}.
قال القرطبي: قال شيخنا أبو العباس: وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى الابتلاء والامتحان والاختبار الشديد، وهذا أكثر ورودها في القرآن، قال تعالى: ((وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٣٥))). {الأنبياء: ٣٥}.
وقال سبحانه: ((وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(١١١))). {الأنبياء: ١١١}.
وقال سبحانه: ((وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٧١))). {المائدة: ٧١}.
وقال أيضا: ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥))). {التغابن: ١٥}.
قال القرطبي: فتنة: أي اختبار امتحنهم بها.
وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى المحنة بالحرب، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (٧٣))). {الأنفال: ٧٣}.وتأتي الفتنة بمعنى الإفساد والتحريض، قال تعالى: ((لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧))). {التوبة: ٤٧}.
قال القرطبي: والمعنى: يطلبون لكم الفتنة أي الإفساد والتحريض. وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى المعصية، قال تعالى: ((وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٤٩))). {التوبة: ٤٩}.
قال القرطبي: أي في الإثم والمعصية وقعوا.
وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى القتل، قال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(٦٣))). {النور: ٦٣}.
قال القرطبي: والفتنة هنا: القتل.وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى الأذى: قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (١٠))). {العنكبوت: ١٠}.
قال القرطبي: فتنة الناس أي: أذاهم.وتأتي الفتنة بمعنى القتال، قال تعالى: ((وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (١٤))). {الأحزاب: ١٤}.
قال القرطبي: وفي الفتنة هنا وجهان: أحدهما: سئلوا القتال في العصبية لأسرعوا إليه.ومما سبق يتضح أن الفتنة لم تأت في القرآن بمعنى الغيبة، وإنما تطلق الغيبة على ذكر الناس في غيبتهم بما يكرهون، وهذا مصطلح قرآني ونبوي.
_نتجيته وكفارته :
إن نتيجة الفتنة قد سُبق وتم ذكره بالآيات أعلاه.
حكم الفتنة، فإنه يختلف باختلاف المراد منها.الاستغفار، والتوبة على كل حال، فقد أمر اللّٰه بذلك عباده المؤمنين جميعاََ، فقال سبحانه: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(٣١))). {النور:٣١}.
_واللّٰه أعلم.