الفاحشةج١

70 5 4
                                    

#الفاحشةج١

_تعريفها :
هي كل عمل أو قول يشتدُ قبحه، أي قَوْل أو فِعْل أو تصرُّف شنيعٌ وفَاقِدٌ كُلَّ حياء. لكن المقصود بها في النصوص الدينية هي الذنوب و المعاصي الكبيرة كالزنا و اللواط و غيرها.

قد حرم اللّٰه عَزَّ و جَلَّ فعل الفاحشة و إلى جانب ذلك حرم أيضاً إشاعة الفاحشة، و المقصود بإشاعة الفاحشة هو إذاعة و نشر أخبار الفاحشة و التحدث عنها لما فيها من المفاسد الفردية و الاجتماعية، فتوعَّد الذين يقومون بنشر الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا و الآخرة.

نتطرق إلى أول نوع من الفاحشة وهو الزنا وسنتطرق إلى باقي الأنواع في الأيام القادمة إن شاء اللّٰه تعالى. الزنا لا يشمل الأفعال التي تقتصر على اللمس باليد او الرجل فقط، فقد يزني المرء بالنظر واللسان والفم أيضاََ،  فالنظرة الى المرأة بنظرة الشهوة يعتبر زنا.
قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: (إن اللّٰه كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والرجل تزني وزناها الخطى واللسان يزني وزناها المنطق والفم يزني وزناه القبل والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).

قال تعالى : ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(٣٠))).[النور، آية ٣٠].

والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة ، نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها :

رَوى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أن رَسُول اللَّهِ صلى اللّٰه عليه و آله قال: (مَنْ‏ أَذَاعَ‏ الْفَاحِشَةَ كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا، وَ مَنْ عَيَّرَ مُؤْمِناً بِشَيْ‏ءٍ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَرْكَبَهُ).

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: (مَنْ‏ قَالَ‏ فِي‏ مُؤْمِنٍ‏ مَا رَأَتْهُ عَيْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ... ﴾. [النور، آية ١٩].

ممن يقترف الزنا وهن محصنات ذوات أزواج أو غير ذوات أزواج فاستشهدوا عليهن بما أتين به من الفاحشة أربعة رجال من رجالكم، يعني: من المسلمين. فاحبسوهن في البيوت حتى يمتن أو يجعل اللّٰه لهن مخرجًا وطريقًا إلى النجاة مما أتين به من الفاحشة. في قوله تعالى : ((وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا(١٥))). [النساء، آية ١٥].

الحُكم الاسلاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن