ღ الفصل الثاني عشر ღ

5.1K 227 27
                                    

ღ قراءة ممتعة للجميع ღ

الحب هو... حرفان صنعا المستحيل ، ليكون الحاء هو الحياة و الباء هو البقاء... إنه بقاء الحياة .

ღ ღ ღ

- شهد... اريد التحدث معكِ قليلاً.

قال جمال ذلك لها عندما كانت تشق طريقها نحو الكافتيريا برفقة دينا فنظرت إليه وقد انتابها التوتر لكنها حاولت أن تخفي ذلك فقالت لزميلتها : أسبقيني يا دينا وانا سألحق بكِ بعد قليل.

دينا : حسناً يا عزيزتي.

اما جمال فانتظر حتى ابتدعت دينا ونظر إلى شهد قائلاً بارتباك : انا اسف يا شهد لأنني اخبرتكِ بأن تأخذي وقتكِ في التفكير بعرضي لكنني لا أستطيع الصبر واريد ان تخبريني بقراركِ الان.

تنهدت الفتاة وقد شعرت بالعبء يثقل كاهلها فهي تحبه كزميل وصديق فقط ولا تستطيع ان ترتبط به لأنها لا تكن له مشاعر العشق التي نَمت في داخلها لأجل قصي دون سواه من الرجال فهو الرجل الوحيد الذي نبض قلبها لأجله ومن الصعب أن تتقبل فكرة الزواج بشخص آخر لذا تنهدت بقوة وقالت بنبرة صادقة : معذرةً يا جمال ولكنني لا استطيع ان اقبل عرضك للزواج بي.

التزمت الصمت لوهلة قصيرة حيث ابتلعت ريقها وتابعت قائلة : في الواقع أنا لا افكر بالزواج في الوقت الراهن كما انني لا استطيع فعل ذلك دون ان اقع في الحب مع الشخص الذي سأتزوجه وانت... انا اعتبرك صديقاً عزيزاً واحترمك كثيراً لكن...

قاطعها عندما امسك كلتا يديها فجأة وقال : انا أحبكِ يا شهد منذ زمن بعيد ويمكنكِ أن تقعي في حبي مع مرور الوقت وإن تزوجنا سأجعلكِ تعيشين حياة كريمة و سأبذل قصارى جهدي لكي تكوني راضية وسعيدة معي لذا ارجوكِ لا ترفضيني .

بعد قوله ذاك شعرت شهد بالتوتر وشيء من الضيق لأنها لا تود أن تجرح مشاعره الطيبة تجاهها لكنها في الوقت ذاته لا تراه الرجل المناسب لها وإن وافقت على الزواج به فقط لانها لا ترغب بكسر قلبه سوف ترتكب خطأً فادحاً في حق نفسها وقلبها الذي وقع في حب رب عملها وجعله يتربع ملكاً على نياطه وسائر نبضاته... ارادت ان تقول شيئاً لكن الصوت الرجولي القوي اوقفها عندما قال بنبرة حادة بعض الشيء : شهد... تعالي إلى مكتبي فوراً ، اريد التحدث معك بشأن العمل.

التفتت هي وجمال نحو قصي الذي كان متجهم الوجه ويبدو أنه سمع كل الحديث الذي دار بينها وبين الشاب وقد ارتبك هذا الاخير كثيراً عندما رأه فقال بسرعة : سنتحدث لاحقا ًيا شهد.

قال ذلك وابتعد بخطواته دون ان ينظر إلى الوراء تاركاً خلفه الفتاة تحدق به تارة وتارة أخرى بـ قصي الغاضب الذي وقف ينتظرها لتنفذ طلبه بنفاذ صبر... ازدردت ريقها وقد جف حلقها لمجرد أنها رأت وميض الغضب يشتعل في حدقتيه وادركت ان امامها مواجهة يجب ان تخوضها سواء ارادت ذلك ام لا ، رفعت يدها واعادت خصلات شعرها خلف اذنها ثم تحركت بخطواتها نحوه دون ان تجرؤ على النظر إلى وجهه وخاصةً عينيه اللتين كانتا ترمقانها بنظرات قاسية تكاد تحرقها حية.

~ أبجدية الحب ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن