استيقظ مالك على صوت والدته تهزه برفق: مالك حبيبي... إنت منيح... شو بك
فتح عينه بتثاقل ليجد والدته تجلس بجانبه وقد لاحظ أن ضوء النهار قد ملأ الغرفة، رفع رأسه قليلاً ثم قال: الساعة كام؟ أنا أتأخرت؟
الأم بنبرة حانية: إنت ما صليت الفچر، چيت لأفيئك لئتك مو دريان بالدنيا... شو بلاك حبيبي؟، بيك شي إبني؟
مالك: لا أبداً أنا كويس بس يمكن كنت مرهق شوية إمبارح
الأم: دام هيك... يلا قوم چهز حالك وأنا بعملك أحلى فطار
توجهت للخارج بينما نهض من فراشه بهدوء حتى وجد أنه أصبح بخير وقد زالت عنه الأعراض التي عانى منها بالأمس تماماً فحدث نفسه باستغراب: غريبة اللي حصل لي إمبارح... كان يوم استغفر الله العظيم... يا ساتر،،، تناول هاتفه ليرسل لها رسالة يطمئن عليها
كتب فيها: صباح الخير... إزيك... كيف أصبحتي؟
كانت ورد قد حسمت أمرها وتجدد ثقتها بمالك مقررة ألا تسمح بحدث عارض أن يهز ثقتها فيه
ردت عليه: أنا كويسة جداً😍😍
مالك:هاشوفك إنهردة؟
ورد:عندي شغل كتير،، مش عارفة هاخلص إمتى
مالك: كلميني لما تخلصي أعدي عليكي
ورد: أوك💞💞
مر يوم ورد بعملها بشكل روتيني لم يكن هناك جديد،، وفي النادي كان يومه يمر كالمعتاد يقف أمام حمام السباحة يتابع المتدربين ويعطي لهم توجيهات حتى إنتهي وقت التدريب وخرج المتدربين من المسبح فاستعد هو للتوجه لغرفة تغيير الملابس حتى ظهرت تلك البغيضة مرة أخرى تركض نحوه وباغتته متعلقه برقبته تحتضنه أمام الجميع بينما هو أفلتها قائلاً بغضب: إنتي مين وعايزة مني إيه؟؟ أمسك معصمها بقوة آلمتها قائلاً بعصبية واضحة: إنتي تعرفيني؟ شفتيني قبل كدا؟ ردي عليا؟
الفتاة بألم محاولة إفلات يدها: سيب إيدي... حرام عليك.. ثم تابعت وقد أتقنت دور الضحية: حرام عليك إنت بتعمل فيا كدا ليه؟ كل دا عشان حبيتك وإديتك اللي إنت عايزة
جن جنون مالك وقد وصل لقمة غضبه فصرخ قائلاً: إنتي بتقولي إيه إخرسي... إنتي مين وعايزة مني إيه ؟
تدخل بعض المتواجدين لفض ذلك الموقف خاصة ممن يعملون بالنادي ويعرفون مالك جيدا
إبتعدت عنه وهي تقول متباكية: ماشي يا مالك... الأيام بيننا،
كانت عضلاته القوية تنتفض من الغضب عندما إقترب منه أحد العاملين بالنادي قائلاً وهو يربت على كتفه: إهدى يا مالك يا إبني.. الدنيا ياما فيها بلاوي
نظر له مالك قائلاً بغضب: أنا معرفهاش يا عم سيد ، أول مرة أشوفها دي جاية ترمي بلاها عليا ... أنا هاتجنن ليه كدا،، ليييه؟!
عم سيد: يا إبني تلاقيها عايزة قرشين ولا حاجة متعملش كدا متفرجش الناس عليك وحاول تحل الموضوع بالراحة
إلتفت يبحث عنها فاختفت كأنها لم تكن موجودة
إنصرف لغرفة الملابس وهو يغلي كالبركان يراوده ألف سؤال: من تلك الفتاة، ماذا تريد، كيف تظهر فجأة وتختفي فجأة وكيف تختار الوقت المناسب لتشويه صورته بهذه الطريقة المخجلة، فأصبح مطالب بتبرير موقفه أمام خطيبته والآن في مقر عمله الذي يتمتع فيه بسمعة طيبة ونظرة إحترام من الجميع،، أرهقه التفكير على أسئلة بلا إجابات فنفض ذلك عنه وإنصرف يكمل يومه محاولاً تناسي الأمر
في المساء وأثناء قيام مالك بعمله في الچيم الخاص به كان قد تناول بعض جرعات مياه من زجاجته الخاصة دون أن ينتبه لتلك اليد العابثة التي أبدلت الزجاجة بأخرى تحتوي على بعض النقاط من زجاجة بسيوني
وبعد مرور حوالي نصف ساعة بينما يتابع مالك تدريب المقدم أحمد والد يس على جهاز المشي حاول مالك النظر لشاشة الجهاز لرؤية المسافة التي قطعها المقدم أحمد لكن رؤيته أصبحت مشوشة وإستغرق فترة ليتبين القراءة فرفع رأسه بحرص قائلاً: كمل يا أحمد باشا فاضل لك 2 كيلو كمان، حاول مالك المغادرة متوجه إلى متدرب آخر لكنه لم يستطع من الدوار الشديد الذي شعر به فأخذ يترنح قليلاً وهو يحاول التمسك بأي شئ حوله عندما لاحظه المقدم أحمد فتوجه مسرعاً إليه يمسك ذراعه بقوة: مالك يا كابتن، إنت تعبان؟
لم يرد مالك من شدة التشويش فأخذ يفتح عينه ويغلقها عدة مرات وشعر بعدم قدرة أقدامه على حمله فاستسلم جاثياً على ركبتيه وقد علا جبينه العرق وشحب وجهه بشدة. ساعده المقدم أحمد ومجموعة من الموجودين على النهوض يسندوه واصطحبوه للعيادة الموجودة بنفس البناية والتي استقبله فيها طبيب مختص ...........
بعد مرور ساعة تقريباً بدأ مالك يستعيد عافيته ويشعر بتحسن ملحوظ بعد المحاليل
المقدم أحمد: ها عامل إيه دلوقتي
مالك وهو يعتدل: الحمد لله أحسن كتير
دخل الطبيب وأخذ يتابع مالك مطمئناً عليه ثم إبتسم قائلاً: حاسس بإيه دلوقتي.. في زغللة لسه؟
هز رأسه علامة النفي فتابع الطبيب: إحنا هنعمل شوية تحاليل و check up كامل عشان نعرف سبب التعب دا إيه
مالك: بس يا دكتور أنا لسه عامل الـ check up الدوري بتاع النادي وكل حاجة كانت تمام
فكر الطبيب قليلاً ثم قال: قولي يا كابتن.. إنت في حاجة مديئاك أو إتعرضت لضغط عصبي اليومين اللي فاتوا؟
شرد مالك وقد بدا عليه التغير قليلاً فتابع الطبيب: على فكرة دا ممكن يكون stress مش أكتر، حاول تريح أعصابك وتفكر في مشاكلك بهدوء
دخل سعيد المسئول عن نظافة الچيم وقد بدا عليه الإرتباك قليلاً: ألف سلامة عليك يا كابتن، أنا جبت لحضرتك الشنطة بتاعتك وحطيت لك فيها كل حاجتك
تناول مالك الحقيبة من سعيد قائلاً: شكراً يا سعيد، ظبطت الدنيا فوق؟
سعيد: كله تمام يا كابتن متقلقش
إنصرف سعيد وإستأذن المقدم أحمد بعد أن إطمأن على مالك الذي يستعد للعودة لمنزله وأثناء ذلك تناول زجاجة المياه الخاصة به وشرب ما تبقى فيها من ماء دون أن يعرف ما ينتظره، وأثناء خروجه من العيادة أعلن هاتفه عن وصول بعض رسائل الواتس آب، التقط هاتفه، كانت الرسائل من ورد، صدم مالك عندما رآها، كانت عدة صور له مع تلك الفتاة التقطت جميعاً عندما كانت الفتاة متعلقة به تحتضنه صباحاً في النادي، جن جنونه من الذي يحاول إفساد علاقته بـ ورد عن عمد فكل الصور مأخوذة بطريقة توحي أنه كان يبادلها العناق ولم تظهر له صورة واحدة تظهر معالم وجهه المشمئزة من تصرفاتها وما زاد غضبه تعليق ورد الذي جاء في الرسالة: مالك الصور دي وصلتني من شوية، أنا صحيح واثقة فيك ومش مسدئة اللي أنا شيفاه بعيني، بس مش قادرة أعرف دا معناه إيه وبيحصل ليه أساساً، كل اللي عيزاك تعرفه إن أنا مدايئة جداً ومخنوقة ومش متحملة أشوف صور زي دي نهائي
إستقل مالك سيارته وكله غضب وغيظ يفكر كيف يمكن أن يصل لتلك الفتاة حتى يفتك بها قاد سيارته وقد بدأت أعراض التشويش والزغللة تظهر عليه من جراء شرب المياه مؤخراً ولكنه إعتقد على حسب ما قاله الطبيب أن ما يتعرض له بسبب تلك الصور التي ضايقته بشدة بالإضافة لرسالة ورد قاد سيارته وللأسف فقد السيطرة على عجلة القيادة فاصطدم بالرصيف بقوة واندفعت السيارة لتنقلب به...........................
في منزل ورد عاد والدها ليستقر بينهم وبدأت زهرة والدة ورد تتعود على وجوده إلى حد ما، وتحكي له تفاصيل السنوات التي مرت وهو بعيد عنهم وكيف عانت خاصة بعد وفاة والده المفاجئة وهو الذي كان مسئول عنهم تقريباً بعد إختفاء كمال الذي كان يستمع لها ممثلاً دور المغلوب على أمرة وأخذ يواسيها ويعدها أنه سيعوضها عن كل ما فات، حاول التقرب من ورد ليعرف مدى علاقتها بـ مالك وهل خطبتهم تقليدية أم أنها تحبه وقد أزعجه كثيراً طريقة حديثها عنه بكل ذلك الحب والثقة وحاول أن يبث في أذنها بعض العبارات التي من شأنها زعزعة ثقتها فيه كـ: متديش حد كل الثقة دي با بنتي عشان لو لا سمح الله طلع بيكدب عليكي أو طلع خاين متتجرحيش أوي،،، ولكن رد ورد كان به الكثير من الثقة التي ملأت نفسه غل وحقد على مالك
...................................................
في المستشفى كان مالك مستلقي على أحد الأسرة وقد ربطت يده إلى صدره وظهرت بعض الكدمات على وجهه ، بالإضافة إلى قدمه المربوطة لبعد ركبته بقليل
كان المقدم أحمد أول من علم بالحادث عندما حاول الاتصال به أكثر من مرة ليطمأن عليه فـ أخبره المسعف بما حدث،
المقدم أحمد: حمد لله ع السلامة يا مالك... إيه اللي حصل أنا مش سبتك كنت كويس؟
مالك بوهن: مش عارف، أنا كنت كويس وفجأة لئيت نفسي مش مركز وعنيا مزغللة ومش مسيطر خالص
أحمد: طيب في حاجة حصلت دايئتك؟ مالك كدا أكيد في حاجة غلط زي ما الدكتور قال، على فكرة الدكتور كان عايز يشوف حد من أهلك بس أنا قلت له يتكلم معاك إنت أحسن... بقولك إيه والدتك عرفت باللي حصل؟
مالك: مأعتقدش
أحمد: طيب أنا هاشوف الدكتور وبعدين أروح أجيبها بنفسي
مالك: أنا تعبتك معايا يا أحمد باشا
أحمد: متقلش كدا يا مالك: دا كفاية اللي بتعمله مع يس وعمر
طرق الباب ودلف الطبيب: ها عامل إيه دلوقتي؟
مالك: أحسن الحمد لله
الطبيب: طيب ... كان في موضوع كدا حابب أتكلم معاك فيه لوحدك
مالك: إتكلم يا دكتور أحمد باشا قريب مني وأنا بعتبره أخويا
الطبيب بتردد: بصراحة... تحاليل الدم بتاعتك أثبتت إن في آثار لمواد زي حبوب هلوسة أو مؤثرات عقلية
مالك وقد بدا عليه الإنزعاج الشديد: إيه... أنا... بتقول إيه يا دكتور... أنا مستحيل أعمل كدا
أحمد: إستنى بس يا مالك.. إهدى شوية خليني أستفهم على حاجة... ثم تابع موجهاً حديثه للطبيب: طيب يا دكتور اللي بيتعاطى الحاجات دي أكيد بيكون عايز يعمل دماغ .. مظبوط؟
مالك بحدة: دماغ إيه وبتاع إيه... إنتوا بتقولوا إيه أنـ...
أحمد وقد علا صوته قليلاً: قلت لك إهدى واسمعني للآخر وإنت هتفهم قصدي يا مالك
الطبيب: أنا فاهم قصدك يا حضرة الظابط .. إنت تقصد إن لو مالك بيتعاطى هيكون عارف ياخد الحاجات دي إمتى وفين ومش منطقي أبداً ياخدها وهو سايق أو وهو بيشتغل
أحمد: بالظبط كدا... ومعنى كدا إن في حد بيحط الحاجات دي لمالك في الأكل أو العصير أو الميه مثلاً،، ثم وجه حديثه لمالك قائلاً: قولي يا مالك بعد أنا ما سيبتك شربت حاجة أو أكلت حاجة قبل ما تركب عربيتك
شرد مالك يتذكر ما حدث ثم قال: أنا شربت من إزازة الميه بتعتي الشخصية
أحمد: الميه اللي كانت في الشنطة اللي جابهالك سعيد.. صح؟
مالك: مظبوط
أحمد: أنا كنت شاكك فـ الواد دا لما جاب لك الشنطة مكنش على بعضه وكان مرتبك،، أكيد وراه حاجة
مالك: لا لا يا أحمد باشا دا واد غلبان وشغال معايا من زمان،، مش معقول يفكر يإذيني، وبعدين أنا أول مرة حصل لي كدا مكنتش في الچيم أساساً
أحمد: متقلقش يا مالك أنا مش هاعمل حاجة غير لما أتأكد الأول... أنا هاروح دلوقتي عشان أطمن والدتك الساعة بئت واحدة أكيد هتتجنن عليك
إنصرف أحمد وترك مالك حائراً بين ما قاله وبين ما حدث مع ورد... شعر بضيق في صدره بعدما تذكر الصور ورسالتها... تناول هاتفه وحاول الإتصال ولكنه تراجع نظراً لتأخر الوقت فترك الهاتف واستسلم للنوم متناسياً الآمه الجسديه والآمه النفسية ..............