استيقظت ورد في اليوم التالي تشعر بالإجهاد قليلاً من ممارستها الرياضة أمس فقررت تأجيل الذهاب للنادي لفترة بعد الظهيرة وعند وصولها صادف انتهاء فترة عمل مالك الذي كان يستعد للمغادرة وعندما لمحها تدخل الچيم،، توجه لزميله الذي سيشغل فترة العمل الثانية
مالك: بقولك يا علي لو وراك مشوار ممكن تروح إنت وأنا أفضل مكانك
علي رافعاً حاجبيه باستغراب: بسم الله ... إنت ملبوس يا ابني إنت؟!! مش إنت لسه قايلي عايز تمشي ومش هتكمل الshift التاني مكاني؟
مالك: يا سيدي غيرت رأي.. فين المشكلة؟
علي: المشكلة إني كلمت أختي وقلت لها تأجل مشوارها لبكرة وخلاص هاكمل
أثناء ذلك كانت ورد قد وصلت لعلي تسأله: حضرتك ممكن تساعدني استخدم الجهاز شوية
علي: طبعاً اتفضلي معايا
انصرف الاثنان تاركين مالك يتحرق غيظاً من تجاهلها لها وأخذ يراقبها وهي تتحدث مع علي وتعيره كامل انتباهها وتبتسم له بود وقد سمحت له بالاقتراب منها ليساعدها على استخدام الجهاز بشكل صحيح جعلت مالك يستشيط غضباً فاقداً سيطرته على مشاعره فتوجه إليهما بوجه لا ينذر بخير وقال محدثاً علي: كابتن علي أنا ممكن أساعد الآنسة وارتاح إنت
نظر له علي بدهشه قائلاً: كابتن مالك إنت كويس؟.... إنت الshift بتاعك خلص أنا بقول تروح ترتاح
نظر لها مالك وهي ترسم على وجهها إبتسامة تشفي وتشيح بوجهها بعيداً عنهما فمسح وجهه بكفه قائلاً بغيظ واضح وهو ينظر لها: ماشي يا علي.. اعمل اللي يعجبك... كله بحسابه
نظرت له ورد بلا مبالاة وعلى وجهها نفس الابتسامة التي اتسعت لتزيد غضبه
بعد عودته مساءً للمنزل أرسل لها رسالة على الواتس آب: لو سمحتي يا آنسة الچيم مكان محترم ومش مسموح فيه بالهزار والضحك بين المتدربين والكباتن
قرأت الرسالة فتصاعد مؤشر غضبها وردت عليه: وحضرتك بئة بتكلمني بصفة إيه؟؟؟؟!!!!
رد بغلظة : بصفتي المسئول عن الچيم وكل الموجودين فيه ومن حقي امنع أي حد تصرفاته مش مظبوطة
شهقت من وقاحته فكتبت: قصدك إن أن أنا مش محترمة يا مالك؟
رد ببرود متعمد بعد أن وصل لمبتغاه في إثارة حنقها: إسمي كابتن مالك.. نحافظ ع الألقاب لو سمحتي ومفيش داعي نرفع التكليف
أصدرت زمجرة غاضبة وهي تلقي بالهاتف جانباً هاتفه بحنق: طييييب يا مالك ماشي ... ماشي
............
لشهر كامل استمر الوضع على ما هو عليه بين فر وكر بينهما مرة تنجح في استثارته ومرة يستطيع إغاظتها ورغم ذلك يشعران بالسعادة لمجرد تواصلهم حتى وإن لم يكن بلقاءات ودية
عاد الوضع كسابقه وأصبحا يلتقيا بأيام العطلات على الشاطئ الذي جمع بينهم مرة أخرى إلى أن قررت ورد تصعيد الموقف حتى تدفعه لأخذ موقف في وضع علاقتهما وتحفزه للتقدم لها مرة أخرى فاستغلت عرض والدتها عريس قد رشحتها له إحدى الجارات
فقررت أن تستقبله وأن تسرب الخبر لمالك بطريقة ما ، وفي نفس اليوم الذي سيحضر فيه العريس لجلسة التعارف معها أرسل لها مالك رسالة: حضرتك مش بتيجي الچيم من كام يوم وكدا البرنامج بتاعك هيبوظ وممكن ترجعي تعيدي من الأول
فوجدتها فرصة لتخبره فردت قائلة: معلش يا كابتن مشغولة شوية ومش هقدر آجي اليومين دول
دب القلق بقلب مالك من أن يكون أصابها مكروه (خاصة بعد هروب والدها وسفر خالها الوحيد للسعودية ظناً منه أن والدها سيستقر معهم وسيهتم بأمر زوجته وابنته)
فكتب لها: لو محتاجين حاجة انا ممكن اساعدك في اي وقت
ردت بحماس تشعر أنها اقتربت من هدفها: ميرسي ... متتعبش نفسك قريب أوي هيكون معانا حد يساعدنا ويكون مسئول عننا
رد باستفهام ظناً منها أن خالها سيعود: خالك هيرجع مصر تاني؟
ردت مباشرة: هاتخطب... في عريس متقدم انهردة ومناسب وع الأغلب هوافق عليه
شعر بتوقف العالم من حوله.... لم يعد يشعر بشئ
ولم يستطع التفكير بروية ... خرج كالثور متوجه إليها دون تفكير ،، وصل لمنزلها وأخذ يضرب الجرس بشكل متكرر حتى استجابت ورد وقامت بفتح الباب وكان آخر شئ توقعته أن تجده أمامها بكل ذلك الغضب والغيظ نظرت له ببلاهه عندما هدر قائلاً: الكلام اللي انتي قلتيه دا صحيح؟؟
للحظة شعرت ورد برجفة في أوصالها من هيئته المخيفة ولكنها إستجمعت شجاعتها سريعاً لتكمل خطتها المدروسة من وجهة نظرها قائلة ببرود: وإن يكن ... ممكن أعرف موضوع زي دا يهمك فـ إيه؟!!
ومـ....
جاهد للسيطرة على غضبه أكثر فمد يده يمسكها من إحدى ذراعيها بقوة آلمتها وهو يدفعها لداخل المنزل قائلاً من بين أسنانه: اخرسي يا ورد... إخرسي... ليكي عين تدافعي عن تصرفك وكلامك الغبي ...
نفضت ذراعها من بين يديه بقوة صارخة: تصرفي مش غبي... كنت متوقع إيه لما تقولي إحنا مش لبعض.. هاه؟؟!! هاجري وراك وأقولك مقدرش أعيش من غيرك ولا هروح أموت نفسي...
قاطعها هادراً: مطلبتش منك تجري ورايا ولا تموتي نفسك... إتوقعت تقفي جمبي ف محنتي اللي أنا فيها بسببك ... مسألتيش نفسك ليه من يوم ما أبوكي رجع وأنا بقع ف مشاكل؟ مسألتيش نفسك هو ليه رجع أساساً؟ وهو فين دلوقتي...
نظرت إليه باستفهام قائلة بعصبية: إنت بتقول إيه؟ بابا دخله إيه ف اللي انت بتقوله وف علاقتنا أساساً؟...
دفعها وهو يهدر وقد بدء يفقد سيطرته على غضبه: أبوكي هو السبب ف اللي احنا فيه... رجع لما عرف إن جدك كتب كل فلوسه باسمك وحطها وديعه ف البنك واتفاجئ بوجودي ف حياتك فقرر يبعدني .... حاول يبعدك عني بالبت اللي ظهرت فجأة عشان تشكي فيا وبعدها حط لي هباب في المياه .... ولما معرفش يبعدنا .... قتل عمر واتهمني عشان يبعدني عنك ويعرف يسرق فلوسك ... عرفتي ليه انا ف محنة وكنت عايزك تقفي جمبي بدل ما تروحي ت....
صمت مالك فجأة ... لقد أفصح لها عن كل شئ في لحظة عصبية... انتبه لرد فعلها .. كانت صامتة تعلوا ملامحها الصدمة بوضوح .. مرت دقائق عندما بدأت تهز رأسها علامة النفي وكأنها الآن ترفض كل ما قاله تملكه الخوف من ان تنهار كبداية تعارفهما اقترب منها وقد تملكه الشعور بالذنب.. لم يرد أن يفقد أعصابه لهذه الدرجة ولكنها دفعته لذلك دفعاً عندما أخبرته بمن سيدخل حياتها ويفقدها للأبد... للأبد
سمعها تهمس: ليه ... ليه خبيت عليا... ليه مقلتليش.... ليه هزيت صورته أُدامي.. كنت سبني استناه كنت سبني احلم باليوم اللي هيرجع .. ويحضر فرحي ويسلمني ليك وانا لابسة فستان فرحي
بدت كأنها تهذي وكلامها متناقض ومما زاد قلقه أنها نظرت إليه فجأة قائلة بنبرة متزنه جداً وكأنها استعادت رباطة جأشها فجأة: مينفعش تفضل هنا أنا ف البيت لوحدي .... لو سمحت اخرج=====
بعد مرور شهر.....
كانت تمارس حياتها باعتياديه شديدة تذهب لعملها وتعود لمنزلها وتخرج للضرورة فقط، كانت تحت عينه طوال الوقت فمنذ ذلك اليوم لم تنهار،لم تصرخ ولم تبكي حتى مما زاد قلقه كان يخشى انهيارها طوال الوقت ولا يعلم ماذا يفعل فقد قررت تجاهله نهائياً بل تجاهل كل شئ حولها فقط عملها ما واظبط عليه طوال الوقت.. لا شاطئ لا صديقات ولا أي وقت للترويح عن نفسها وبالرغم من محاولات والدتها ووالدة مالك عمل ما يمكن لاستعادة ورد المرحة لم يفلح اي شئ معها، حتى ذلك اليوم الذي دار حوار بينها وبين والدته
والدة مالك: ورد يا حبيبتي أنا بدي روح، بدك شي مني؟
ورد: لا يا طنت شكراً ... مع السلامة
والدته: كنت حابة ضل معك أكثر بس مالك منتظرني تحت من مدة بدي روح شوف شو ناقصه قبل ما يسافر
تجمدت ملامح ورد وزاغ بصرها فقالت بصوت هامس مرتعش كأنها تحدث نفسها : مالك مسافر؟!! ... مسافر ..... مسافر