Ch8 - اِنغماس

316 31 213
                                    

" كاندي أنتَ بخير، يالها من راحة "

أمالت رأسها مُبتسمة تُداعب فروهُ البُني، من المُقلق حقاً أنهُ لم يعد صَغيراً، فإنهُ وكُل هذه المُدة كان كالمواساة لها، كان إلى جانبها.. لكن الوقت يمضي بسرعة حقاً، يبدو بالأمس عندما بدا كاندي جرواً صغيراً يَركضُ في أرجاء هذا المنزل القديم.

" سنوفر لهُ الراحة، سأعتني بهِ لذا كُل ما عليكِ فعلهُ هو التركيز على دُروسكِ! "

" جدتي أنتِ مشغولة بالفعل بحقل الفراولة، وأنا لا أستطيع مُساعدتكِ كالسابق، ستكونين بخير؟ "

لذا فإنها تُحاول دفع نفسها لِألا تكون عِبئاً، لكن مُقابل جَدتها هي دائماً تخسر، كُل ما في الأمر هو أن جدتها لم تُفكر بها يوماً كَعبئ، رُبما كانت عِبئَ والِديها فقط..

" سأتأخر قليلاً، لدينا دَرسٌ إضافيّ. "

" قبل مُغادرتك هل يُمكنكِ إحضار الكمتشي من الحديقة الخلفية؟ "

مُؤخراً نسيم الخريف البارد يُنعشُ جو الريف بعد صَيفٍ أتى بِموجة حرٍ لا تُطاق، أخذت مِعطفها الأصفر وخرجت من المنزل، وأول ما وَدت مُصادفتهُ هو السماء.. السماء.. يالهُ من مشهد أشبه بِلوحةٍ سوداوية، بعد تأملٍ دام دقيقة تذكرت ما خرجت لِفعلهِ!

أخذت تضع في الصحن الخشبي بعض من الكمتشي الطازج، أنهت مُهمتها سريعاً، عائدة من الحديقة الخلفية للمنزل، هُنا.. صادفت شيءٌ ينتمي لهُ!

شيء يَخُصهُ..

أليست هذه سماعات بيون بيك هيون؟

إنخفضت لِتلتقط السماعات رماديةُ اللون التي يَضعها غالباً

" مالذي تفعلهُ هذه السماعات هُنا؟ "

وأول سيناريو خَطر في بالها أنهُ أوقعها عِندما كان ينتظر عودة جدتها، ربما قلقهُ دفعهُ لينتظر جدتها في الحديقة الخلفية.. خوفاً من أن يأتي جامع الديون.. إنهُ التبرير الوحيد لِوجود سماعاتهِ هاهُنا..

كان الجو بارداً ليلة أمس، لو حدث وأصابت التخمين، فإن شعورٌ بالأسف سيجتاحها تِجاههُ..

-

" لم يأتي إلى المدرسة، أخبرتك أنهُ يعمل هُناك! لابدُ أنهُ يَقضي جلّ وَقتهُ مع شقيقة جامع الديون.."

بعد إنتهاء الحصص المَدرسية و في طريق عَودتها إلى الريف كان صَوت شريك غرفته يكاد يَخترقُ إذنيها، هو لم يصمت لِلحظة..

Norangnaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن