Ch1 - عَنكَ

844 76 138
                                    

2014 يونيو/ ريفُ مدينةِ بوسان 

مُثيرٌ للشفقةَ هو هذا الشَاب الذي يسيرُ و وجههُ مليئٌ بالكَدماتِ التي تَبدو حَديثة الوجود، مُرهقاً مُتعباً كما لو أنهُ قادمٌ من معركةِ الحرب العالمية الثانية، مُؤسفٌ هو حالهُ حقاً، يالهُ من شابٍ حَسنَ المظهر سيءَ الحظ!

في حُقولٍ من هذا الريفِ، أجواءٌ صيفية حارة، لا تُشبهُ بَرداً قارصاً يَسكُنُ أرجاءاً مِن حياتهِ الغير مرئيةٍ سِوى للألم المُحيط..

يسيرُ دونَ وجهةٍ مُعينة يَتبعُها، دُون منزلٍ ينتظرهُ.. يالَحقارةِ هذا العُمر..السابعةَ عشرة..

إنه العُمر الذي يريدُ بهِ تَركَ كُل شيء، عِندما يُصبح التَمسُكَ بأي شيءٍ مُهمةً صعبةً كالجحَيم!

في السابعةِ عَشرة الجميعُ يَرتدي مِعطفاً يُبللهُ المَطر، يَجعلُنا نَشعرُ بِالبرد..لكن نَحنُ خائفون مِن نَزعهِ، نُفكرُ مِراراً في طريقةٍ تَجعلُنا نستمرُ بِالعيشِ لوقتٍ أطول، المكان لا يبدو مُغرياً للبقاء، لا مُسبِبات للحياة..وأسبابُ المَوت أصبحت فِي كِثرةٍ مُؤخراً! 

بُؤس ما يَعيشهُ الآن لن تُصلحهُ الأيام، مِن المُخيف التفكير في أن الأسوء لم يَأتي بعد.. 

-

" هذا الفتى بِجدية يَبدو يائساً بائساً. "

" إنه جيد.. لا يُسبب المُشكلات، لكن تَعلمين.. الشُبان في هذا الريف لا يَدعون أحد وشأنه! "

" ياه أُنظري هُناك أليست هذه شقيقته؟ "

" آوه إنها هي، لِنُخبِرها.."

" يا فتاة.. يبدو أن شَقيقُكِ كان في شِجارٍ مع الأولاد مُجدداً، هو غارقاً بالكَدمات! "

تَقدمت بخطواتٍ نحوَ السيدتان اللتين بَدتا في العقد الخَمسون، عَلتْ وَجهها ملامحٌ مُضطربة، رُغماً عن ذلك بدت كما لو أنها على عِلمٍ بِذلك مُسبقاً!

ما كان مِنها سوى أن تسأل بحروفٍ خرجت بِسلاسة..

" أين هو؟ "

أشارت إحداهن بينما تَنقُلُ حقيبة الفاكهة إلى يدها اليُسرى وتُشير باليُمنى نحو الجِهةِ المَقصودة..

" كان يسير بخطواتٍ مُتكاسلةٍ إلى جانبِ حُقول دوار الشمس، لكن الآن أعتقد أنهُ وصل إلى الحي التقليدي لعائلة كيم؟ "

"حسناً.. شُكراً سيدتي، يومٌ سعيد. "

إنحنت و ركضت بِخطواتٍ سَريعة نحو الحي التَقليدي ، قابل جامِعَ الدِيون مُجدداً وتلقى ضَرباً مُبرحاً، و وجههُ الآن يبدو كالخريطة، من السهلِ التَنبئُ بكُل هذا، إنه روتينهُ اليومي الذي لا يَملُ تِكرارهِ

Norangnaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن