Ch12 - إِحراج

263 40 134
                                    

الكثير من التفاصيل مُبهمةً أمام ذاكرتي، وأنا بالكاد أستطيع إستحضار ما كان عليهِ اللقاء الأول، بطريقةٍ ما أتذكرُنا كالآن فقط..

وأنا فضوليٌ لِما سَتكون عليهِ علاقتنا، على أن الَخوف يَشغلُ حيزاً من تفكيري، قَلِقاً أنا من التَغيرات التي سُترافقنا من الآن، و ربما القليل من عدم الراحة؟

ولأننا أحببنا دائماً أن نعيش اللحظة دون إشغال أنفسنا بالتفكير بما هو قادم.

-

تُرسل لهُ رموزاً خَفية، عن طريق إبتسامةٍ جانبية خَجولة، إنهُ مِثل " هل نتواعد فعلاً؟ "

وكأن الآخرين في الفصل لديهم أيُ إهتمام تجاه هذا الثنائي الذي كان تقريباً غير مرئي، لكنهما يستمران بالشعور وكأنهما مركز الإهتمام الآن

يُحاول كَتم ضحكاتهِ بجهودٍ واضحة، إنها و بحق مُضحكةً بمجرد جلوسها هُناك و تلويحها لهُ بِرقة 

لا يُمكن تَشبيه ما يَحدثُ الآن بربيعٍ لَطيف بَعد شتاءٍ عاصف، فكُل ما في الأمر أنهما يَمُران بكُل الفصول ويَعيشان كُل الأشياء و المشاعر

السابعة عشر مُجدداً..

عِندما تَقتحمُكَ مَشاعرٌ عَديدة تَكاد لا تُجيد التَفريق بينها لِكثرتها و تناقضاتها أحياناً

السعادة..البؤس.. الأمل و اليأس، رغبتك بالهروب من مسؤوليةٍ تكاد تقع على عاتقك، مسؤولية الذات المُرهقة، و الجُملة المُخيفة أكثر من أي شيءٍ آخر "لم تَعُد صغيراً!"

لذا فإن الشتاء العاصف لا يزال يُحلق بأريحية في حياتهما وكأنهُ رَبيعٌ مُرحبٌ بِه، يُدركان ذلك جيداً، حقيقة أن كُل الأوقات صعبة و جيدة.

يَجلُسان هُناك في ساحة المدرسة بِمكانٍ بعيد عن الأنظار نوعاً ما 

يُشيح بِنظرهِ في آفاقٍ بَعيدة، بَدت ملامحهُ القريبة مَرسومةً بطريقةٍ رائعة حقاً، يَبدو الآن كَتحفةٍ فنية.. و شيءٍ يَعجزُ الرَسامون على رسمهِ لِشدة وضوحهِ الغامض

" أنتَ مُحرج جداً على أن تستطيع النظر إلي؟ بريءٌ حقاً.. ولطيف "

ترددت بقول ما تُريد قَولهُ، لكن إنتهى بها الأمر برفع  سبابتها نحوه و كسر هذا الصمت بكلماتٍ لم تتعثر بها و قالتها بطلاقة عاجزةً عن إبعاد نَظرها عنهُ

تَلونت آذانهِ باللون الأحمر.. يَحدثُ هذا عندما يَشعرُ بالخجل، مَعرفتها لما يدور في عَقلهِ، إدراكها التام لهُ وهو يُعانق الصمت يَجعلهُ كُل هذا تحت ضغطٍ هائل، 

Norangnaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن