تعانقَت الغيومُ في السماء فأضافت لوناً رماديّا علي المدينة بأكملها مُلتهِمَة صفاء السماء إلتهاماً كامِلاً، مُعلِنةً عن حلول الليل فيما قَريب..
أخذَ الهواء يعبثُ بشعرها ليجعله يُرفرِف في جميع الإتجاهات مما جعل شكلها مُضحِكاً، تأفأفت لتُلملمه في قبضة يدها بإنزعاج وتبحث عن ربطة شعرها في حقيبتها باليَد الأُخري..
"أتُريدين المُساعدة؟" سألها نايل مُتلاعِباً ما إن لاحظ إنزعاجها، فضيّقت عينيها إليه بغيظٍ لتستدِر إلي حقيبتها مجدداً.
أمسَك بشعرها في قبضته، فحرّرت يدها لتعبث بكلتا اليَدين داخل الحقيبة حتي أمسكت بربطة شعرها، إنتشلها نايل منها وقام بربط شعرها جيّداً، وعاوَد السَير بجانبها قائلاً بينما يحشُر يديه في جيوبه "لا داعِ للشُكر يا صديقتي." فدَوَت قهقهتها في الأرجاء ليبتسِم بخفّة.
"إذاً.. بُحَيرة صغيرة؟" قال مُتفحِّصاً المكان بمُقلتيه، كانَت غابة صغيرة تتشابكُ فيها بعض الشُجيرات لتصنع إنعكاساً مُبهِجاً علي البُحيرة التي تتوسّط الغابة وبها بعض الأزهار التي تطفو علي مياهها.
"ليست مُجرّد بُحيرة صغيرة، إنها بُحيرة تحقيق الأُمنيات.." إبتسمت لهُ وهرعت نحو البُحيرة لتترُك حقيبتها أرضاً وتقف أمامها، فلحق بها مُتمتِماً "ما هذا الهراء؟"
"إنتظر.." همست لتعضّ علي شفتها السُفلَي وتُهيِّء نفسها للتمنِّي، فإبتسم علي حركتها التي لم ينساها أبداً..
حشرَت يدها في جيب بنطالها وأخرجت قِطعة معدنيّة لتُغلِق عينيها وتَرميها في البُحيرة هامِسة "أتمنّي أن تُمطِر السماء."
ظلّت عيناها مُغلقتَين، فأخذ خطوةً إضافيّة ليقترِب مِنها.. ومالَ برأسه نحو كتفها وجانِب عنقها ليستنشِق رائحة عطرها وشعرها المُمتزجَين.. فأغلق عينيه بإستِمتاعٍ يُداعِب أنفه، وحنينٍ يطحنُ قلبه.
وقعَت قطرَة مِن النَدَي علي بشرتها، ففتحت عينيها علي مصرعيهما.. وسُرعان ما إبتعد نايل عنها وتحمحم، صاحَت بسعادة "لقد تحقّقت أُمنيتي، إنها تُمطِر!"
تسلّل الملل إلي نبرته قائلاً "سيلين، إنّ السماء تقعقع مُنذُ فترة، ولونها رماديّ، لذا بالتأكيد دون أُمنيَتكِ كانت ستُمطِر أيضاً." ونظر لها ليجدها لازالت تبتسِم بسعادة مُتجاهلة ما يقول.
أغلقت عينيها مُجدداً.. وأخرجت قطعة نقديّة أخري، لترميها في البحيرة وتُعيد الكرّة مُتمتِمة "ماذا عن المُثلّجات؟"
قهقه نايل حين رأي ملامحها المَصعوقة فور أن فتحت عينيها لترَي المُثلّجات بين قبضتَيها، فهو قد رأي بائعاً مُتجوِّلاً يُعطيها إياها كعيّنةٍ مجانيّة، أخذت تُهلهِل مُجدداً فقاطع قفزها الطفوليّ "لا يوجد شيء يُحقّق الأُمنيات يا صديقتي، المطر كان شيئاً طبيعياً والمُثلّجات كانت صُدفة، أُراهِنُ أنّ مالِك تلك البُحيرة ينتظِر حتي نهاية اليَوم ليُلملِم النقود المعدنيّة مِنها ويحشرهم في جيبه." وأدار عينيه بضجر.
أنت تقرأ
Little Bad Girl 3
Fanfictionذراعاي الصائمةُ عن مُعانقتكِ، متى يحينُ مَوعِد إفطارها؟ - جمـيع الحقـوق محفـوظة لـي©. بدأت في: 28/7/2018 إنتهت في: 1/10/2018 {أعلى تصنيف: #2} #69 في الفانفيكشن. •الجزء الثالث للرواية.