لغةُ الحبِّ ليسَتْ صمّاء
فالحبُّ يتكلّمُ ويسمعُ ويفهم، إذا وقعتَ في الحُبِّ حتما ستفهم ، وإذا أجدتَ الفهمَ ستكونُ سعيداً
يحتوي العالمُ على آلافِ الدولِ وآلافِ اللغات، وتتضمّنُ كلُّ لغةٍ عشراتِ اللهجات، كذلك الحبُّ، يحتوي على آلافِ اللغات، فبعضُ الناس يتكلمون بلغةِ الحبِّ عن طريقِ الهدايا، والبعضُ يعبِّرونَ عن حبِّهِم عن طريقِ الكلام، والبعضُ الآخرُ يفضِّلونَ أن يقدِّموا الهدايا المعنويّةَ كالوقتِ والثقةِ ونظراتِ الحبّ.وقد نجد أشخاصاً يُجيدونَ الجمعَ بين لغاتِ الحبِّ كلِّها، ما يعني أنَّ مخزونَ الحبِّ داخلَ هؤلاءِ الأشخاصِ لن ينتهيَ أبدا.
وعادةً ما يكونُ شريكُ حياتِكَ هو الشخصَ الأمثلَ الذي تفضِّلُ أن تتكلَّمَ معَهُ بلغاتِ الحبِّ جميعِها، لكونِهِ الشّخصَ الذي ستقضي حياتَكَ الأبديَّةَ معَه.
وفي المقابل، سيُبادِلُكَ هذا الشريكُ اهتمامًا بالغًا، وسيستمعُ لكلامِكَ بتلك اللغةِ مُتفهّماً إياها وقادراً على الردِّ عليك بمِثلِ مفرداتِها وأحرُفِها، بل ربما بلغةٍ أبلغَ وأكثرَ تشويقاً.
وهنا علينا أن نعِيَ شيئاً مهمًا، وهو أهميّةُ حبِّ تعلُّمِ ما يُجيدُهُ شريكُ الحياةِ مِن لغة، وكذلك أهميّةُ حماسِكَ للسعيِ وراءَ ذلك. لنفترِضْ مثلًا أنك قابلتَ شخصاً مِن إسبانيا وأردتَ التحدُّثَ معَهُ بأمرٍ ضروريٍّ ومصيريّ، على نحوٍ تعتمدُ حياتُكَ بأكملِها عليه، لكنّك لا تجيدُ سوى لغةٍ واحدةٍ هي الإنجليزية، كما أنّه في المقابلِ لا يُجيد سوى لغةٍ واحدةٍ هي الإسبانية، فهل ستترُكُ هذا الشخص خلفَكَ وتمشي دون الالتفاتِ إلى الوراءِ خاصّةً أنَّ حياتَكَ على المحَكّ؟
يستحيلُ هذا! وكذلك الحب.
فدونَ تعلُّمِ لغةِ الحبِّ التي يجيدُها ويفضِّلُها شريكُ حياتِك ، لن تكونَ الحياةُ الزوجيّةُ كما يُفترَضُ لها أن تكون؛ مليئةً بالحبِّ والاحترامِ والمودَّة.
فمثلًا، إذا كانت زوجتُك تُحِبُّ الهدايا ، تكلَّمْ بلغتِها لتفهمَ مقدارَ أهميّتِها بالنسبةِ لك، ولتبيانِ قوةِ الحبِّ بينكما وكَم هو ثَرٌّ وجميل!
أما إذا كانت زوجتُكَ من النوعِ الذي يُحِبُّ المشاركةَ دائما وتؤمنُ باتحادِ الزوجينِ في كلِّ شيء، فعليك أن تكونَ كما تريدُ لتفهمَكَ مِن خلالِ حبِّك.
فمثلا، سيكونُ أمراً رائعاً منك لو ساعدتَها في أمرٍ ما داخل البيت ، أو أن تعرضَ عليها المساعدةَ في المطبخ. ولا يُصنَّفُ هذا ضعفاً إنما يكون حُبّاً.
وما إن تُجيدَ لغةَ الحبِّ التي يتكلّمُ بها شريكُك، فلن تحتاجَ يوماً إلى أيِّ لغةٍ أخرى في العالم؛ فعالميّةُ تلك اللغةِ جديرةٌ بأن تضَعَ العالَمَ في دائرةِ حوارٍ أبديٍّ تَحُدُّها المشاعرُ والأخلاقُ الجميلة، جاعلةً من الجميعِ سُعَداء.
وينطبقُ ذلك أيضاً على الأصدقاءِ الذين يتحاورون بلغةِ الصّداقةِ ذاتِ الأساساتِ المبنيّةِ على لغةِ الحب، وهذه اللغةُ لا بُدَّ أن تشمَلَ أفرادَ العائلةِ الواحدة، فعلى الأهلِ استخدامُ هذِهِ اللغةِ في الجلساتِ العائليةِ حينَ يتبادلون أطرافَ الحديث.
ويتوضّحُ هنا -كما سبَقَ أن ذكرنا- أنَّ مِن أهمِّ الأشخاصِ الذين يتوجَّبُ عليهم التّحدُّثُ بلغةِ الحبِّ بلا أدنى شكّ، الزوجان.
فإذا أجادَ كلٌّ منهما فهمَ لغةِ الحبِّ الخاصةِ بشريكِ حياتِهِ والتكلُّمِ بها، فسيعيشانِ حياةً سعيدةً مُكللةَ بالحبِّ والجمال.
إنَّ إتقانَ اللغةِ يستلزمُ معرفةَ ما يُحِبُّهُ الطرفُ الآخرُ لتعملَه، ومعرفةَ ما يكرهُهُ لتتجنَّبَه، وآنذاك ستجيدُ استخدامَ لغةِ الحبِّ باحترافٍ وذكاء.