تقديمُ الهدايا

1.2K 32 1
                                    

تقديمُ الهدايا، والمساعدةُ الدائمةُ بين الزوجينِ ترتقي بمعنى الحبِّ إلى سماءِ الاحترامِ والتفاهم
قد يكونُ الحُبُّ مادياً وقد يكونُ معنوياً، ولكلِّ مِنّا طريقتُهُ في التعبيرِ عنه، كما أنَّ لكُلٍّ منا ميولَهُ في تقبُّلِ الحبِّ الذي يريد.

 فهناك مَن يفضِّلونَ لغةَ الكلامِ الجميلِ في الحبِّ والمجاملاتِ اللطيفةِ كما أسلفنا، وهُناك من يحبون تبادُلَ الهدايا، والهديةُ هنا لا تلزمُ التكلُّفَ فقد تكونُ وردةً أو كتاباً أو قالَبَ حلوى، أو غيرَها من الهدايا  التي نراها بسيطةً؛ وهي فعلاً كذلك، لكنها إن وصلَتْنا مِمَّنْ نُحِب، ستكونُ قيمتُها في قلوبِنا بما لا يُقدَّرُ بثمن.

فهذا شابٌّ قد اعتادَ أن يلتقيَ رَجُلاً مسناً في إحدى المقاهي كلَّ يوم، وكان يتعجّبُ مِنَ ارتداءِ العجوزِ للسترةِ ذاتِها مراراً، على الرغمِ من أنَّ هذا العجوزَ يملِكُ كثيراً من الأموالِ وطبعُهُ الكرمُ فهو ليسَ بخيلًا، فأدركَ الشابُّ أنّهُ لا بُدَّ من تفسيرٍ لارتدائِهِ المتواصلِ للسترةِ ذاتها، وحين بلغَتِ الحَيْرَةُ بالشابِّ مبلغَها، سألَ الرجلَ عن السبب، فقالَ إنّهُ يتلقى آلافَ الهدايا في السنة، لكنَّ هذه السترةَ مميزةٌ عندَهُ فقد كانت هديةً مِن زوجتِهِ في عيدِ زواجِهِما، وأضافَ بأنَّ حبَّهُ للسترةِ هو حبُّهُ لزوجتِهِ التي جلبَتْ لهُ تلكَ الهديّة. 

ربما لم تكُنِ الهديّةُ غاليةَ الثمن ولكنها نقشَتْ كلماتِ الحُبِّ والسعادةِ في قلبِ هذا الرجل. 

إذاً فالهديةُ التي قد نراها شيئاً بسيطاً لا يُعبِّرُ كثيراً عما بداخلِنا من مشاعر، قد تكونُ ذاتَ مفعولٍ قويٍّ وجميلٍ للحُبِّ الموجودِ بينَ كلِّ زوجين.

فقد تحفرُ باقةُ وردٍ ذكراها في حياةِ الزوجةِ للأبد، وقد ترسُمُ سترةٌ جلبَتْها زوجةٌ لزوجِها ابتسامةً على وجهِهِ كلّما ارتداها، فإذا كانت لغةُ الحبِّ لديهما بذلك الشكلِ وهذا الأسلوب، فإنَّ الحبَّ لديهما يتمحورُ حولَ الهدايا لأنها تعني لهما شيئاً كبيرا. 

وهنا نعودُ لنذكرَ أنّكَ إذا فهمتَ لغةَ الحبِّ التي يتكلّمُ بها شريكُ حياتِك فإنك ستستطيعُ بناءَ الحياةِ السعيدةِ التي تريدُ معَ الشخصِ الّذي تُحِبّ، ولكن قد يختفي هذا الحبُّ بمجرّدِ وضعِ الرجلِ نفسَهُ بقالَبِ الذُّكورةِ الخاطئ. 

كأن ينهضَ الزوجُ من الفراشِ تاركاً زوجتَهُ لتقومَ بترتيبِهِ مثلاً، معتقداً أنّ هذا العملَ للمرأةِ فقط، وأنَّ تدخُّلَ الرجلِ فيه سيُفقِدُهُ كيانَهُ المتعلّقَ برجولتِهِ. 

ومثلُ هذا الأمرِ يُضمِرُ الحبَّ بينَ الأزواج، فالمرأةُ تُحِبُّ أن تشعُرَ بأنَّ كُلَّ شيءٍ في الحياةِ تشارُكِيّ، معَ مراعاةِ الزوجِ في بعضِ الأمور. 

فإن قامَ الزوجُ بمبادرةٍ لطيفةٍ بأن يقومَ مثلاً ويحضِّرَ يومًا لزوجتِهِ الإفطارَ كنوعٍ من تغييرِ الروتينِ، أو أن يقومَ بترتيبِ الفراشِ معها، ستشعرُ الزوجةُ بشعورٍ مختلفٍ مِنَ الحُبِّ وستشعرُ كما لو أنها ملكةٌ في مملكةِ زوجِها وجالسةٌ على عرشِ حبِّهِما معاً. 

لغات الحب الخمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن