الوقتُ الوفيرُ هو شراعُ سفينةِ الحبِّ الذي يقودُها إلى برِّ الأمان
يرى الضعفاءُ أنَّ الحبَّ ضعف، أما الأقوياءُ فيرَوْنَ أنَّ الحُبَّ قوّة.فالضعفاءُ يستندون إلى الماضي ولكنَّ الأقوياءَ يبنُونَ المستقبلَ ثم يستنِدونَ عليه.
مما يثبِتُ أنَّ الحبَّ يمتلِكُ ميزةً رائعةً مرتبطةً بالزمن، ذلك بأنّهُ دائمُ التجدُّدِ والتجديد، فمَنْ يجلبِ الماضي إلى كوخِ الحبِّ يحترِقْ كوخُه، ومَن يجلُبِ الحبَّ إلى كوخِ المستقبلِ يُزهرِ الكوخ ُوتزهرْ قلوبُ المحبين .
وبالحديثِ عن الوقتِ لا بُدَّ أنْ نذكرَ أنَّ الحبَّ يعتمدُ في كثيرٍ من الأحيانِ على نسيانِ الماضي بكلِّ مساوئِهِ وسلبياتِه وتذكُّرِ اللحظاتِ الجميلةِ فقط؛ فالحُبُّ يجبُ أن يستندَ إلى جدارٍ قويّ.
وإذا كانتْ لغةُ الحبِّ التي يفضِّلُها شريكُكَ هي الكلامَ الجميل، إياكَ أن تبخلَ بأن تقدِّمَ له ما يُحِبّ؛ فأين المشكلةُ إن أخبرتَ زوجتَك كم تبدو جميلةً وهي تضحك؟
أو إن أخبرْتَها مساءً بأنك لن تجدَ شخصاً يُحبُّكَ ويحميك كما تفعلُ هي، أو أنَّ الطعامَ الذي تُعدُّهُ هي مذاقُهُ أشهى مما يُقدِّمُهُ أكبرُ مطاعمِ العالم. وماذا سيحصلُ إن كتبتَ لها رسالةَ حُبٍّ ووضعتَها في كتابِها المُفضَّل؟
فالقاعدةُ الذهبيّةُ في التعاملِ معها تكونُ بأن تفعلَ لها ما تُحِبُّ لتفعلَ لك ما تتمنّى؛ إنَّ الحبَّ طريقٌ طويلةٌ لا تنتهي ولا تختفي، بل تبقى موجودةً دائمًا، وإن أضعتها فستجدُكَ هي؛ لأنَّ الحُبَّ يختصرُ كُلَّ الطّرقِ المُتعَبة.
ومهما طالتِ الطريقُ عليك، تذكَّرْ دائماً أن تجدَ الوقتَ للمُضِيِّ فيهِ؛ فالوقتُ هو العنصرُ الأهمُّ في إثراءِ علاقةِ المحبين، فلا تبخلْ بوقتِكَ على محبّيك.
قُمْ بإيجادِ الوقتِ لأخذِ زوجتِكَ في رحلةٍ ما، و كَرِّسْ وقتَكَ للجلوسِ معَ عائلتِكَ يوم العطلة والتحدثِ معَهُم وفهمِ حوائجِهِم، وإذا كنتَ في العملِ فهذا لا يمنعُ أن تتصلَ بزوجتِكَ وتخبرَها أنك تتمنى أن تكونَ معها في اللحظةِ الحالية، وأنَّ العملَ هو فقط مِن أجلِ إسعادِها وإسعادِ العائلة.
يُمكِنُكَ أن تُخبِرَها كذلك بأنَّ الوقتَ ضيِّقٌ ولكنّك ستسعى لإيجادِ الوقتِ للجلوس معاً، أو أن تقومَ بالاتصالِ بها مساءً بعد خروجِكَ من العمل، وتخبرَها أنّك قادمٌ لأخذِها إلى أحدِ المطاعمِ الّتي تُحبُّها.
اِجعَلِ اليومَ الذي تكونانِ معًا فيه هو اليومَ الذي يجلُبُ السعادةَ إلى حياتِكما، فما أجملَ أنْ تُكرِّسَ بعضَ الوقت لها ليبقى الحبُّ عالقاً دائماً في ذاكرتِها وقلبِها.
وكذلك الزوجةُ يُمكِنُها أن تفعلَ المِثلَ لزوجِها ولكن بطرقٍ أخرى، فالحبُّ ابتكارٌ وإبداع.
كونا معاً في الوقتِ الذي تستطيعانِ البقاءَ فيه معاً، وإن لم تستطيعا ذلك وضِّحا عبرَ الرسائلِ أو المكالماتِ الهاتفيةِ كم أنكما تودّانِ الجلوسَ والتحدُّث، أعدَّا الفطور معًا، أو اجلِسا قبل التوجُّهِ للعمل.
يتمحورُ الأمرُ حول أن تصنعا الوقتَ حتى وإن كان هناك القليلُ منه فقط، فالحبُّ لا يتطلبُ المعجزات، بل يكفيكُما أن تكونا معاً بأدقِّ التفاصيل، وألّا تُهمِلا أيَّ تفصيلٍ في حياةِ أحدِكُما مهما كبُرَ أو صَغُر، فلن تكونَ الحياةُ دائما المضيفَ اللطيفَ الذي يُهديكُما الوقتَ بالمجانّ؛ فلكُلِّ لحظةٍ ثمنٌ، ولكنَّ الثمنَ سيدفعُهُ الحبُّ مهما ارتفَعَ وغدا باهظاً.