الفصل الثّاني

20 3 0
                                    

مراحل حياة الإمام عليّ (ع)

ولد الإمام علي (ع) قبل البعثة النبوية بعقد واحد، وعاصر ارهاصات البعثة وكل حركة الرسالة خلال العهد المكّي – وهو عهد بناء الامة المسلمة وتكوين القاعدة الرسالية الصلبة – كما عاصر كل أحداث العهد المدني، حيث تم فيه بناء الدولة الإسلامية بقيادة سيّد المرسلين (ص)، وساهم بكل وجوده في بناء هذا الكيان الشامخ حتى تجلّى للجميع عمق وجوده في هذا البناء الرسالي الفريد.

وحمل الامام (ع) بأمر من رسول الله (ص) مشعل الهداهية الربّانية والقيادة الاسلامية بعد وفاة الرسول (ص) رغم تراجع جمع من الصحابة وتمرّدهم على نصوص الرسول (ص) وخذلانهم للإمام (ع) والحيولة دون استلامه للقيادة السياسية..ولكنه استمر في انجاز مهمامّه الرسالية في تلك الظروف العصيبة وعايس الخلفاء رغم انه كان يرى محلّه من القيادة محل القطب من الرحى..فصبر وفي العين قذى مدة عقدين وصنف عقد حتّى انكشفت للأمة جملة من نتائج انحرافها الخطير عن تخطيط الرسول الأمين.

من هنا الجتأت الامّة الى الإمام لتسلم له زمام أمرها بعد تلك الخطوب وذلك التصدع الذي طال كيانه فحمل عبء القيادة بكل جدارة خلال نصف عقد فقط حتّى قدّم دمه الطاهر في سبيل الله رخيصا يبتغي به رضوان الله تعالى تثبيتا للقيم الرسالية التي جاهد من أجل ارسائها في وجدان المجتمع الإسلامي وضمير المجتمع الإنساني.

وعلى هذا تنقسم حياة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) الى شطرين رئيسين:

الشطر الأول: حياته منذ ولادته وحتّى وفاة سيد المرسلين (ص).

الشطر الثاني: حياته من حين وفاة الرسول الأعظم (ص) وتولّيه لمهامّ الإمامة الشرعية وحتّى استشهاده (ع) في محراب العبادة.

ونظرا لتنوّع الأدوار والظروف التي عاشها (ع) يمكننا أن نصنّف حياته إلى عدّة مراحل:

المرحلة الأولى: من الولادة إلى البعثة النبويّة المباركة.

المرحلة الثانية: من البعثة إلى الهجرة.

المرحلة الثالثة: من الهجرة إلى وفاة الرسول (ص).

وهذه المراحل الثلاث تدخل في الشطر الأول من حياته وقد تجلّى فيها انقياده المطلق للرسول (ص) والدفاع المستميت عن الرسالة والرسول (ص) .

المرحلة الرابعة: حياة الإمام في عهد (أبي بكر وعمر وعثمان).

المرحلة الخامسة: حياته في عهد دولته.

وسوف ندرس المراحل الثلاث الأولى في الفصل الثالث من الباب الثاني.

كما نبحث عن المرحلة الرابعة من حياته في الباب الثالث بفصوله الأربعة، ونخصص الباب الرابع بالمرحلة الخامسة من حياته (ع).

[1] الطبقات لمحمد بن سعد: 1 / 74 ط. ليدن.

[2] كمال الدين للصدوق : 170 ط النجف الأشرف و 172 ط طهران عن ابن عباس. وفي موسوعة التاريخ الإسلامي: 1/285.

[3] روضة الواعظين للفتال: 121 ـ 122 وصية أبي طالب لبني هاشم.

[4] الطبقات لابن سعد: 1 / 75.

[5] الكامل في التأريخ لأبن الأثير: 2 / 90، راجع : موسوعة التاريخ الإسلامي : 1/436.

[6] بحار الأنوار: 35 / 72. وانظر: منية الطالب في ايمان أبي طالب للشيخ الطبسي، وأبو طالب مؤمن قريش للشيخ عبدالله الخُنيزي وموسوعة التاريخ الإسلامي: 1/514 ـ 517 و 596 ـ 601.

[7] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 31.

[8] بصائر الدرجات : 71 عن الصادق(عليه السلام)، وراجع: موسوعة التاريخ الإسلامي: 2/433 ـ 437.

[9] الفصول المهمة لابن الصباغ: 32، وفي فرائد السمطين: 1 / 379: «صنعت شيئاً لم تصنعه بأحد» وروى اسلام فاطمة بنت أسد وهجرتها وحنانها ورعايتها للرسول ووفاتها وما قال النبي (صلى الله عليه وآله) في فضلها كثير من الحفّاظ والمؤلّفين في كتبهم كابن عساكر وابن الأثير وابن عبدالبرّ ومحب الدين الطبري ومحمد بن طلحة والشبلنجي وابن الصبّاغ البلاذري وغيرهم

علي المرتضى ( عليه السلام ) اعلام الهداية الجزء الثاني -:مكتمل:-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن