الصفحة 171الباب الرّابع
فيه فصول :
الفصل الأوّل : الإمام عليّ (عليه السلام) بعد مقتل عثمان.
الفصل الثاني : الإمام عليّ (عليه السلام) مع الناكثين.
الفصل الثالث : الإمام عليّ (عليه السلام) مع القاسطين.
الفصل الرابع : الإمام عليّ (عليه السلام) مع المارقين.
الفصل الخامس : الإمام عليّ (عليه السلام) شهيد محراب.
الفصل السادس : تراث الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
الصفحة 172
الصفحة 173
الفصل الأول:
الإمام عليّ (عليه السلام) بعد مقتل عثمان
بيعة المسلمين للإمام عليّ (عليه السلام) (*) :
سادت الفوضى أرجاء المدينة بعد مقتل عثمان ؛ فاتّجهت الأنظار والآراء إلى الإمام عليّ (عليه السلام) لينقذ الأمة من محنتها وتخبّطها ، ولم يتجرّأ أحد أن يدّعي أحقيّته بالخلافة التي تكتنف طريقها المشاكل المستعصية ، كما أنّ الظرف السياسي لم يمهل عثمان أن يتّخذ قراراً بشأن الخلافة كما اتّخذ صاحباه من قبل ، ولم يكن المتبقّي من أصحاب الشورى يملك مؤهّلات الخلافة أصلاً ، فكيف وقد تعقّدت الأمور وتدهور وضع الدولة وكيانها ، ولابدّ أن يتزعّم الأمة قائدٌ يملك القدرة للنهوض بالأمة بعد انحطاطها وقيادتها لاجتياز الأزمة وصيانتها عن الضياع ، ولم يكن من شخص إلاّ الإمام عليّ (عليه السلام) راعيها وسيّدها .
تحرّكت جماهير المسلمين بإصرار نحو الإمام عليّ (عليه السلام) لتضغط عليه كي يقبل قيادتها ، ولكنّ الإمام (عليه السلام) استقبل الجماهير المندفعة بوجوم وتردّد ، فقد حُرِم منها وهو صاحبها وجاءته بعد أن امتلأت الساحة انحرافاً والأمة تردّياً ، وتجذّرت فيها مشاكل تستعصي دون النجاح في المسيرة ، فقال لهم : (لا حاجة لي
ــــــــــــــ
(*) تمّت بيعة الإمام عليّ (عليه السلام) في ذي الحجّة عام (35) هـ.
الصفحة 174
في أمركم أنا معكم فمن اخترتم رضيت به فاختاروا)(1) . وقال (عليه السلام) : (لا تفعلوا فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً) (2) .
أنت تقرأ
علي المرتضى ( عليه السلام ) اعلام الهداية الجزء الثاني -:مكتمل:-
Historical Fictionحياة الامام علي ابن ابي طالب ( عليه السلام)