(( الفصل السادس ))

39 2 4
                                    


وصلت إلى القمة.. لا أدري لمَ يراودني إحساسٌ غريبٌ للغاية ؟!
تشبثت بآلةِ التصوير جيدا ًفقدكان عليّ أن  أتسلق بعض الجدران التي يُصعب السيرُ عليها  ..
وحالما وصلت وجدتُ حفرة عميقة وكأنها بئرُ ماءٍ  عميق ، و بجانبة نُحِتَ  على صخرة كبيرة شجرة ضخمة كثيرة الأفرع ، قليلة الأوراق ، مليئةٌ بالطيور ...

ضحكت سآخرةً ...
لقد وقعنا بالفخ....
إن هذه الحفرة هي المدخل وليس ذلك الباب
يا إللهي صديقاتي في خطر!!!

.
.
.
.
.

فتحت آلةُ التصوير وبدأنا بمشاهدةِ ماسجلته
قربت الأحداث إلى الوقت الذي ذهبت فيه باحثةً عن الكُرة  ولكن ...
كان آخر مشهدٍ هو عندما ذهبت فيه باحثة عن الكُرة وتوقف العرض...
لقد كان مشوشاً كلياً!!!
بالرغم من تأكدي من عملها ، وأنها صورت كل شيء ....
.
.
.

ذهبت مع صديقاتي إلى الشجرةٍ التي تجلس تحتها المدرستان فقد تأخر الوقت وكان يجب علينا الذهاب ، والعودة إلى منازلنا..

صَعدنا الحافلة كنتُ مشوشةً .
شعرتُ وكأنّ ظهري يحتوي حُرقاً كبيراً ، وهذا الحُرق يتسّع شيئاً فشيئاً  .
ليغزو  ما تبقى من جسدي....

جلستْ بالقربِِ مني صديقتي هدى
[ هدى تعد أكثرنا ذكاءً، وفطنةً وتمتاز تصرفاتها بالعقلانية ]
قائلةً:
" تمالكِ نفسكِ نحنُ نعلم بأنكِ تمتلكين مخيلةً واسعة..
من المحتمل أنها تغلبتْ عليكِ فأصبحتِ تتوهمين كثيراً "

* قرأتم جيداً ما قالته؟!
هذا يعني أن السحر إنقلب على الساحر !
، و أني فقدتُ عقلي رسمياً *

-  بعدكلامها  -
شككتُ في نفسي ..
اهتزت ثقتي بذاتي ..
كنت أتمتمُ بصوتٍ خافت :
" قد يكون هذا ماحدث يبدو أني أصبحت أتخيل كثيراً في  الآونة الأخيرة... " 
.
.
.
.
عُدت إلى المنزل حاملةً معي  آلةُ التصوير ،  و ترافقني خيبةُ الأمل واضحة على ملامح وجهي قررت حينها أنه إذا تفاقم الأمر وزاد هيجانه يُستلزم أن أذهب لطبيبٍ نفسي...
.
.

دخلت لغرفتي فتخيلتها تلك َالغُرفة في الكهف تسارعت نبضاتُ قلبي ، وخرجت مسرعة قاصدةً الحمام لكي أغسل وجهي بالماء لعل وعسى أكفُ عن التوهمِ ..

عُدت إلى غرفتي مرة ثانية فوجدتها طبيعية
تنهدتُ مرتاحةً -  الحمدُ للَّه -
قمت بتبديل ملابسي ملاحظةً علامات على جسدي شبيهةً بتلك الكتابة على القلادات كحرق يُؤلم!!
.
.
.

أدركتُ أنه لايوجد مفرّ ..
عليّ الذهاب إلى الطبيب النفسي .
خلدت إلى النوم مُتمنيةً لنفسي الأحلام السعيدة
لكن كل ماحصلتُ عليهِ هو كوابيس مرعبة يترأسُها ذلك الرجل ،  وذلك الكهف....
.
.
.
.
.

ذهبتُ في اليوم التالي إلى المدرسة كان يبدو عليّ التعب ، والإعياء الشديدين...
ارتديت قفازات غطيتُ بها كفاي لأمنع نفسي من التخيل!!

كل صديقاتي في ذاك اليوم كن بخير ، و سعيدات جداً ، و منشغلات بالإستعداد للامتحانات..

أتت عبير إليّ تسألني عن حالي إن كنت قد تحسنتُ أم لا...
أجبتها بما يسُرها لكنها لم تقتنع وقالت إن هناك خطبٌ ما بي ..
هززت رأسي نافية فتعجبت ليداي لما أغطيهما فألحّت عليّ لأخبرها السبب..

أجبتها بلا شيء ..
فنزعتهما عن يدايّ بالقوة وقالت :

" هل هذا ما تُخفيهِ  عنيّ ؟ !! "
.
.
.

ذَوو الحرفيــــــن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن