٦

80 9 1
                                    

فراشتي اللطيفة ...
كيف حالك ؟
أتمنى أن تكوني بخير وبمزاج جيد . 
لابد أن هذا اليوم يحمل الكثير من المشاعر والأحداث معه .

... غداً تبدأ المدرسة ومشوارها الطويل .
.. تقومين بتنهيدة طويلة أليس كذلك ؟

هل أنت متحمسة ؟

خائفة ؟

متوترة ؟

منزعجة ؟

سعيدة ؟

إنه شيء طبيعي جداً أن نصاب بإحدى تلك المشاعر .. أو حتى جميعها !
لأننا على وشك خوض سنة جديدة مليئة بالحروب والمصارعات مع كتب الدراسة وواجبات المعلمين .
لكن بالتفكير بالأمر ، ستلتقين أشخاص جدد وستقابلين أصدقاء العمر الذين شاركتهم الضحك والبكاء  .
حتى وإن كنت من النوع الذي يحب الهدوء والعزلة .
لابد أن تستفيدي من تصرفات الآخرين وآرائهم ، لابد أن تجذبك شخصية ما .
وأيضاً ستتعلمين المزيد من الأمور الجديدة .
لربما تفكرين أنها لن تساعدك في المستقبل وأنها ليست سِوا ترهات وسخافات لا طعم لها .
لكن مؤكد كل حرف تتعلميه لابد وأن تستفيدي منه وأن تُؤجري عليه .
لربما هنالك أشخاص في هذا العالم يحلمون أن يكونوا في مكانك .. إنها نعمة كبيرة أن تعثري على مقعد دراسة  يحتويك وتتلقين عليه مختلف العلوم والمعارف  .
أنا فقط أكتب هذه الرسالة لأعطيك القليل من الطاقة والتشجيع لبدأ سنة دراسية جديدة .

بالنسبة للدراسة ....
عليك أن تبذلي ما بوسعك
تذكري أنك بمقدار بذلك لجهدك وتعبك ، بمقدار ما ستصبحين شخصاً عظيماً  في المستقبل .
بذلك ساعات إضافية من وقتك ، ذلك بكل تأكيد لن يضيع هباء .
تخيلي نظرات ذويك الفخورة .
نظرات نفسك !
عليك أن تسعي وراء حلمك الذي تحبيه وتشعرين بالانتماء له وأنك حتماً خُلقتي من أجله ، يجب أن تبذلي جميع عرقك ودموعك وتعبك لتحقيقه .
وإياك أن تقولي أنك لا تقدرين ولا تستطيعين .
الخوف والتردد هما عدوّاك .
أنت  شجعي نفسك وكافئيها كلما حققت إنجازاً .
حتى لو تعرضتي للفشل والمصاعب
حتى لو تعرضتي للإحباط
وماذا في ذلك ؟
نحن لا نستطيع التعلم إلا من أخطائنا ، والفشل هو جزء من النجاح .
المهم أنك تبذلين جهدك وتسعين لنيل شرف المحاولة .
وبالطبع لا تسمحي لأي شخص مهما كان أن يثنيك عن هدفك ، حتى لو قابلت نظرات السخرية والاستخفاف ، تجاهلي فحسب واكبتي غيظك  .
أساساً لن يفعل الكارهون ذلك إلا لأنهم يشعرون بالغيرة من عزمك القوي وإرادتك الصلبة لمطاردة أحلامك .
لا تعرضي نفسك للإهانة وتنزلي لمستواهم الدنيء ،  لأنك أسمى بكثير وأرقى من ذلك ، وبداخل أعماقك أنت لن تسمحي لأي كلام بردعك .

ابحثي عن أشخاص ملهمون وبارعون في التعامل مع معضلات الدراسة واستشيريهم عن كيفية التغلب على ذلك .
استفيدي من خبرات ونصائح الآخرين .
فتّشي داخل عقلك عن الطريقة المثلى التي تجدينها ممتعة للدراسة .
وأهم شيء ...
أخفي الأشياء التي تعدينها مصدراً كبيراً للإلهاء ، وضعي أوقاتاً معينة لها .
نظمي وقتك وبذلك لن تشعري بالضجر والملل .

ولا تنسي علاقتك مع ربك وأهلك .
كلما كانت علاقتك  معهم قريبة وجيدة كلما كانت حياتك أسهل وأسعد .
سيفتح الله لك كثيراً من الأبواب في أوقات عجزك وضعفك .
ولا تأخذي الدراسة حجة لعدم الاعتناء بأهلك ومساعدتهم .
عدّي الأمر  وكأنه وقت مستقطع ترتاحين به وتأخذين به محبة والديك .
لا تنسي أنهم من ربّوك وسهروا الليالي من أجلك .
بضع ساعات من أجل خدمتهم لن تقصر من عمرك .

وأما بالنسبة لزملاء الدراسة .
تذكري أن المدرسة ليست مكاناً لك وحدك .
بإمكانك التعرف على أشخاص جدد .
اتركي انطباعاً جيداً وقدمي لهم أفضل صورة ممكنة لك لهم .
وأهم شيء في التعامل هو الاحترام واللطف و المسامحة والتغاضي عن الأخطاء التافهة والغير المقصودة   .

مهما كانت الأشياء التي يحبها أصدقاؤك ، فقط تقبليها وإن بدت سخيفة وأبقي مشاعرك لنفسك .
لأن العلاقات الجيدة تُبنى بالتقبل والاحترام  والنصح المتبادل .
واختاري أصدقاءك بعناية فالصاحب ساحب .

لربما قد تواجهين بيوم من الأيام مشاحنات مع شخص ما ، تذكري محافظتك على أعصابك وعدم الانفعال والتفهم والاستماع لآرائه .
إذا تغلب عليك الغضب ستفقدين هيبتك ومكانتك في أعين الآخرين ، أما إذا تحليت بالهدوء والرزانة فمؤكد ستبدين ذكية وواعية وسترفعين من قدرك .
ودوماً تقبلي النصح ، فبالطبع لن ينصحك إلا المُحبّ الذي يخاف عليك ويهتم برؤيتك بأفضل حال وطبع .
ولا تنسي أن تساعدي من يطلب منك يد العون وتشجعيه على النجاح  ، وأيضاً هوّني عن الآخرين همومهم .
لربما هنالك الكثير من يملك أحزاناً أكثر منك ، والحياة تستمر ولا تنتظر أحداً ، لذلك وجهيهم وأنيري طريقهم في أوقات عتمته .

أعتقد أن هذا ما لدي للآن  .
إن كانت لديك أي معضلة أو سؤال فلا تترددي في مصارحتي واستشارتي  .
وتذكري أنني أحبك بكل عيوبك وأخطائك ، وأتقبل كل الأمور التي تحبينها وتعتزين بها .

مهما تعثرت في طريقك ...
انهضي وتذكري كل الأشخاص الذين يمدون لك يد العون .
وأبقي الابتسامة دائماً على وجههك .
كوني كالشمس المشعة والأمل للآخرين .
حتى وإن كنت مُضجرة أو حزينة .
فقط ابتسمي متأملة الأفضل ، لأن الناس يكفيها همومها ولابد أنهم يحتاجون ولو قليلاً لجرعات أمل تمدّهم بالطاقة لمواصلة النضال في هذه الحياة المُتعبة .
كوني بخير وصحة جيدة .
إلى اللقاء .
🌸❤️

إلى .. أنا ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن