13

42 5 2
                                    

إلى أنا..
هل هو طبيعي؟ 
أنّنا نخاف أحياناً من أنفسنا؟ 
نخاف من شخصيّاتنا الموحشة. 
نخاف من جانبنا المظلم. 
هل هو طبيعي أحياناً أن نغار من النّاجحين؟ 
ليس لنجاحهم. 
بل لأنّهم نجحوا بحلّ المتاهة التي مازلنا نحن عالقين بها. 
لطالما اعتدنا على تحديد قيمنا. 
لكن لا أرانا نفعل ما يكفي. 
هل مازلنا نُحفِّز؟
هل مازلنا نشعر؟ 
يا إلهي هل هذه تعدّ دراما زائدة؟

وأحياناً قد تعود تلك الوحوش التي كنّا نخاف منها. 
بعد ظنّنا أنّنا ارتحنا ونجحنا.. تعود لتحطّم كل الدفاعات.
لترهبنا وتعيد لنا الدموع من جديد.

لا..  الحقيقة أنّنا أحياناً نفقد القدرة على البكاء حتّى! 
نتحجّر. 
نتحجّر وللغاية! 
هل نصبح كتلة نكد دون أن ندري؟ 
وأكتر الصفات التي نخاف منها..
أترانا نتشبّع بها دون قصد؟ 

أحياناً لا نعود نحارب من أجل الشغف. 
لا نعود أولئك الصاخبين والمليئين بالنّشاط والأمل.
ما يبقى معنا.. 
مجرّد كلمات حفظناها لنواسي بها أنفسنا. 
مجرّد حروف ننسجها لعلّها تواسي الحطام بداخلنا. 
لكن.. 
قد يكون بلا فائدة؟ 
رغبتنا الملحّة تلك..  أين أضعناها؟ 
لا أعلم. 
حتى أنّنا أحياناً .. نكتب بقلب مملوء بالكراهية والغضب!
لم؟ 
أمِن أنفسنا؟ 
نكره أن نُدعى ببعض الصفات. 
لكن أوتعلم لِم؟ 
لأنّنا بالفعل أحياناً نتقمّصها! 
نحاول التهرّب فقط.
مؤخراً .. هل لربما نكره من يفتعل الدراميّة والحزن والكئابة؟ 
هل لأننا هكذا؟ 
قد نكره أنفسنا؟ 
قد ننسى حتى كيف كنّا نواسي ونضمّد الجروح؟ 
كيف كنّا ننبض بالحياة والشغف؟ 
كيف كنّا نركض وراء الأحلام لنطاردها؟ 
هل أضعنا دليل استخدام هذه الدنيا دون أن ندري؟ 

وأيضاً ..
قد نكره كلمات التفاؤل.
كلمات المواساة.
كلمات الأمل.
هل لأنّها لم تعد تؤثّر بنا؟ 
هل لأنّنا اعتدنا اختراعها كلّما تضايقنا؟..  حتى باتت عادية!

قد نكره أحياناً ألّا نفهم ما يجري. 
ماذا حلَّ بنا؟ 
قد نكره أننا لا نستطيع العودة لما كنّا عليه. 
قد نكره أنفسنا. 
وقد نكره تغيّرنا. 

الأنانيّة.
النكد.
الكئابة.
هل قد نسمح لهذه الصفات بتملّكنا؟ 
هل نكره رفض طلب المساعدة ونحن بأمس الحاجة إليها؟!
لا نريد إزعاجهم. 
لكن لِم؟ 
ألَم نُخلَق لمد يد العون لبعضنا؟ 

يا إلهي.. 
لِم قد نعود لتلك النقطة؟ 
في اللحظة التي نظنّ أنّنا وأخيراً سننهض. 
وأنّ الأمورَ ستكون بخير. 
وأنّنا أخيراً سنفعلها. 
سننجح! 
تأتي تلك الضربة. 
تسقطنا بقوّة أكبر.
تتمرّغ ثيابنا بالطين في حفرة أعمق. 
قد نعتقد أنّنا نستريح لفترة طويلة. 
وأحياناً تكمن الفكرة أنّنا لا نعلم..  هل سننهض بعد تلك الاستراحة؟  أم سنقرر الغوص أكثر؟ 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إلى .. أنا ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن