11

73 8 11
                                    

إلى أنا... 

لأنني أحبك..  سأتخلّى عن سعادتي ومتعتي لأجلك.

لأنني أحبك..  سأنتزع بقايا الخوف من عقلي..  وبحر الإلهاء من حياتي. 

ولأن قلبي معلّق بك..  أريد البقاء بقربك..  حتى لو كان فؤادك ينبض بحب شخص غيري، حتى لو كانت حياتك متعلقة بكل شيء سواي. 

ولأنني أحبك..  أريد البقاء..  لأسرق منك نظرات خجولة،  وابتسامات ناعمة،  وضحكات صاخبة تنبض بالحياة.. 

لأنني أحبك..  اخترت البقاء،  لتلتقط مقلتاي ظلال طيفك،  ولتسمع أذناي همس حديثك،  وليستنشق أنفي عبير رائحتك.. 

لأنني أحبك..  سأتظاهر بالسعادة من أجلك،  حتى لو كان بداخلي عزاء أسود ينتظر إشراقك .. 
سأبتسم بإشراق حتى لو كانت أعين الطفلة في قلبي تمطر بغزارة لتنتظر أشعتك .. 

ولأني أحبك..  سأحب نفسي أكثر..  حتى أحبك أكثر..  وأغرق في هيامك أكثر.. 

ولأنني أحبك..  سأبني المستقبل أمام عرش قلبك،  وسأسير على طريق نجاحك الذي هو نجاحي ..  لأستشعر بنظرات فخرك.. 

حتى وإن كنت لا تفكر بي..  وحتى إن لم تكن حتى تدرك إن كنت أتنفس أم لا.. 

ولأنني أحبك..  اخترت التخلي عن كل شيء سواك.. 

لأني أحبك..  أدركت..  واستغللت عشقي لك،  لأدفع نفسي أكثر،  وأبرز قدراتي أكثر..  علّي أفوز بنطرة منك لي.. 

لأني أحبك..  اضطررت للبقاء،  معك،  بقربك  ، حتى لو كانت يداي لا تطالك.. 

ولأنني أحبك..  وأحب كل تفاصيلك..  أكتب لك بحروف تنبض شوقاً وألماً وعشقاً .. على الرغم أنك تسرح وتمرح في الطرف الآخر من العالم الذي لست موجودة فيه .. 

لأنني أحبك..  لم أستطع البكاء دموعاً ، فبكيت حروفاً ! كتبتها بدمي! 

لأنني أحبك..  سأبذل جهدي..  لأصبح البطل والمحارب والمعلم...  لأصبح الأمل والسعادة..  ولأمسي النجاح والتفوق..  ليس من أجلي،  بل لأجلنا. 

ولأنني أحبك..  أجدني أغرق بك ..  وأُبحر في تفاصيلك..  وألتحف بريق عينيك.. 

ولأنني أحبك..  أدركت وأيقنت.. أني وبعد كل هذه المعاناة،  بعد كل الحروب والصراعات والثورات التي قضت على خلايا قلبي،  بعد كل الرصاصات وكل الانفجارات،  بعد كل الدموع والمأساة التي استهلكت أعيني..  بعد كل نشوة وكل سعادة وكل فرحة غمرتني ... 

أنا حقاً.. حقاً .. أحبك! 
قلبي ينبض باسم شخص واحد وهو اسمك.. 
روحي معلقة بروح شخص واحد وهي روحك.. 
سعادتك فرح لقلبي،  ومرضك موت لي، حزنك تعاسة لعالمي ، وألمك طعنة في جسدي. 

فهل لك أن تنتشلني..  ؟ فقد غرقت في محيط عشقك! 
أم أنني بالفعل وصلت للقاع والتصقت به..  ولم يعد هنالك مجال للعودة؟ 

انتظرني..  فكما قلت..  سأبذل كل جهدي من أجلك،  سأجعلني مصدر فخرك ومصدر تباهيك.. 

فهذا لأنني أحبك..  سأنسى الخوف في وضح النهار..  وأنسى القلق وساعات الأرق في الغوص في الأفكار.. 

لأنني أحبك..  سأفرد أجنحتي ، وأريك قدراتي .. في اختراق سحبك والتحليق عبر غيومك ونجومك.. 

ولأنني أحبك..  سأحلق وأركض وأزحف وأتسلق..  نحو مستقبلك..  مستقبلنا.. 

لأنني أحبك..  سأكون شمسك وقمرك. 
سأكون السماء السوداء التي تحتوي نجومك. 
سأكون وسأحاول أن أكون الوحيدة التي تمشي على أرض عالمك..

ولأنني أحبك..  ستعلم أن عقلي وقلبي معك.
ستعلم أن دموعي ما هي إلا صرخات الروح.
وستعلم أن الخدوش والجروح التي أكلت جسدي..  لا تقارن بالطعنات التي تنهال على قلبي. 

لأني أحبك..  سأجعلك تحبني..  بكل ما فيّ.

لأني أحبك..  سأنطلق..  وأحارب.. وعندما أصل،  وأعتلي المنصة  بعد كل ذرة تعب وعرق، وبعد كل ذرة دموع وألم،  وبعد كل ذرة إرهاق وسهر.. 

سأعرف وأدرك حينها..  أني وبكل صدق أحببتك.. 

ولأنني أحبك وأحب ابتسامتك التي تبعثرني..  سأحبك أكثر! 

ولأنني أحبك.. ...... أنا أحبك!!! 

وبسبب سهام هيامك وعشقك التي أصابت قلبي.. 
حتى الصحراء التي كانت بحراً ستتحول إلى رماد أسود جراء رحيلك.. 
وحتى هذا الرماد سيتلاشى ويتناثر في فضائك.. 
ويختفي ويضمحل في محيط مشاعرك.. 

ولأنني أحبك .. إن رحلت..  يرحل معك كل شيء..  ويبقى اللاشيء! 

وسيظل السؤال يحوم في ذلك اللاشيء..
سؤال عجزت كل خلايا قلبي عن إرضائه بإجابة.. 
سؤال أبكى أعيني وحطّم أشلائي... 

فلأنني أحبك........ لم أحبك؟  ....

إلى .. أنا ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن