٧

82 11 4
                                    

إلى أنا ...
سمعت أنينك ، أتراك تبكي ؟
صوت زخات أمطار عينيك طرق نوافذي . 
إعصارات قلبك هزّت كياني .
من أضرم نيران قلقك  ؟
من أشعل لمعة الحيرة في عينيك ؟
ما الذي ضيّع طريقك ؟
الكثير من الأفكار تنهال بلكماتها الحارقة على جدران عقلك .
لقد وقعتي !
أعلم أن آثار السقطة مؤلمة للغاية وسيئة .
تجعلكي تريدين الهروب بعيداً عن هذا الواقع ، لكن حتى في أحلامك تجدين واقعك الأليم مستعدّاً لاستقبالك .
جذب اهتمام من تريدين ؟
لقد نسيتيني ، أم أنك تناسيتي ؟ أتجاهلتي صوت ندائي المتكرر ؟
أنا أكثر شخص يقدرك ويفهمك وقدّمت لك الكثير .
لكنّك فقط تستمرين بالتجاهل !
اهتمامك للآخرين طغى على اهتمامك بي ، أليس لي الحق بالقليل من الاهتمام الذي تعطيه لهم  ؟
منذ متى وسعادتهم تطغى على سعادتي ؟
لقد أضعتني .. وسط عواصف أحلامك وإعصارات تفكيرك ونيران مشاعرك ..
اشتقت لك حقاً
و قول هذا  يجعلني أشتاق اكثر
أنا أتألم لأنني أراك مشتتة وضائعة في متاهات عدة ، وكل متاهة موجودة داخل متاهة اخرى .
ما إن تنجحي بحل إحداها حتى تعلقي بأخرى أكبر منها .
لكن أنا موجودة ، فما الذي تمعمعين به لغيري ؟!
مهما فعلتي .
صدقيني سأبقى معك
لماذا لا تتقبليني ؟
هل تخافين مني ؟
لقد فرحت بالإنجازات التي قدمتِها فلماذا لم تفعلي أنت ؟ لمَ تقللين من قدرك وقيمتك ؟
لم أُبالي بالأخطاء والعثرات والتفاهات التي تساقطت منك هنا وهناك ، لماذا دققتي أنت ؟
عندما أصابتك أسهم الحزن ، نسيتي أنّني درعك !
رحلت عني وبحثتي عن طيفي في أعين الآخرين .
ما الذي تفعليه بي ؟
أنا هنا !
دائماً موجودة داخلك ، متجسّدة ومتأصّلة بك .
لا تحاولي طمسي بمعتقدات وأفكار ونظرات الاخرين .
عودي إلي
نستطيع معاً إصلاح كل شي .
حتى لو بقي الرماد من مشاعر حبك ... أنا أستطيع أن أضرم به نيراناً ملتهبة  لأصنع انفجارات ! .
حتى لو خَلعَت أعاصيرك كل ما بنيناه .. أستطيع أن أبني من جديد دعائم أقوى وأصلب .
لقد سحبك شيطان الخوف دون أن تُدركي ؛ كان متلبّساً بهيئة ملاك .
لا تظني أنها النهاية ، وأن كل شي لن يعود كما كان ، وأن النور احترق ولن يُضيء .
لطالما وجدنا بدايات لقصص جديدة في نهايات قصص أخرى !
لطالما وجدنا شعاع نورٍ مبهر يُولد من رحم ظلامٍ دامس .
كل شيء بخير .
أنا هنا
أنا
لا أحد غيري !
إن أردتِ جذب اهتمام أحد ، أبهريني إذاً واجذبي اهتمامي .
دعيني أغرق في حبك .
إن أخطأتِ اعتذري لي أنا .
إن امتلأت مُقلتاكِ بالدّموع فابكيها على كتفي .
لا أحد يستحقّ كريستالاتكِ سواي !
لا أحد سيفهمك كما أفعل أنا ، لا أحد سيقدرك كما سأفعل أنا ، ولا أحد سيتقبلك ويسامحك ويعتني بك كما أهتم وأفعل أنا .

للأبد ؟ لا يوجد سخافات كهذه !
كل الأشخاص الذين نقابلهم سيرحلون يوما ما بذكرى سعيدة  أو حزينة ،ما سيبقى أثرهم فحسب .... 
أثرهم الذي أنا أمتلكه بداخلي ، من سيبقى معك للأبد هو أنا !
نفسك !
أحبيني ..
تقبليني ...
احميني ...
ارفعي من رأسي ، ارفعيه عالياً للسماء !
وحتى إن وقعتِ مجدداً وتمرّغت ثيابك بالطين .
لا بأس
دعي الأمور تأخذ سيرها ، فصبر جميل وبالله المستعان .
الجرح الذي لا يقتلك يقويك .
سأدعو الله أن ينجّحك في كلّ خطوة تخطيها .
وسأدعو  أن يختار لك الخير على الدوام .
الربّ الذي يرعى نملة في ثقب مظلم ، أتظنّيه ينساك ؟
أفيقي من غفلتك ، استيقظي من انقياضك لكوابيسك .
واجهيها بحزم !
لا تيأسي وتحلّي بالصبر .
ما الدنيا إلا مصائب وابتلاءات لاختبار إرادة الناس ، إذاً أثبتي أن إرادتك من ألماس !
أنا التي أحبك ،  حسناً ؟
أحبك كثيراً جداً
أكثر مما تصورين ..
لذلك كفي عن البحث عن نفسك في أعين الآخرين .
طيفك موجود معي أنا .
دعينا نصقله بخبراتنا وتجاربنا وعثراتنا معاً
إن وقعتِ استندي عليّ ،  إن جرحت يدك اليمنى سأعيرك يُسراي .
إن بكيت وصرختِ ، أذناي التي ستسمعك .
وكل ذلك فقط لننهض بعدها بعزيمة وإصرار .
معاً ....
في كل صعاب الحياة ، نستطيع فعل المستحيل ، لا حدود لنا .
أجنحة الأمل ستحملنا لنحلّق في سماء الطموحات .
لا للوقوع في مستنقع الخوف من جديد . 
سأمسك يدك بدفء وحزم ولن أتركك أبداً ، سأكون مظلتك ودرعك وحصنك وقلعتك .
كوني بخير من أجلي .
ابتسمي من أجلي .
متى ما أردت كلميني ..  صارحيني..  اشكي لي ..
أريدك أن تعودي إلى حياتي ،  كلانا لا يستطيع العيش بدون الاخر .
لا تبحثي عن نصفك الاخر ، لأنني موجودة بالفعل !
بغضّ النظر عن التقاليد والحرب والكارهين .
قاتلي !
أنت البطل .
لا تستطيع مجرد كلمات التأثير بك ، الكلمات تدل على صفة متحدثيها  .

لذلك طيري وحلّقي وابذلي كل طاقاتك المختبئة ، وساعدي الآخرين .
لكن لا تحبّي أحداً أكثر من حبّك لربك ولنفسك ولعائلتك ، ولا تكرهي أحداً .

أنت تستطيعين العيش لا معهم ولا بدونهم ، لذلك قومي بالأمر باعتدال .

أنا أملك أسباباً كثيرة جعلتني أحبك ، لذلك تعلمي كيف تفعلين مثلي .
سأودعك الآن وأرجو أن كلماتي حفرت في قلبك تحفيزاً .
اتصلي بي بأي وقت احتجت فيه لي !
أنا دائماً متواجدة بالأرجاء .

برعاية الله 🌸✨.

إلى .. أنا ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن