الجزء الثالث

38.9K 632 7
                                    

ياز:هزان!! بنبرة حادة...تعالي الى هنا
ارتعبت هزان وارتجف جسمها...ولكن كرامتها نغزتها..فنظرت إليه وادارت راسها في اتجاه معاكس  رافعتا انفها الصغير الى الاعلى....
ابتسم ياز ومدد رجليه الطويلتان امامه...
ياز بنبرة هادئة جدا....حقا انا معجب بشجاعتك..انت تعرفين حق المعرفة انه لا يمكنك ربح اي معركة ضدي...و يمكنني اجبارك بالقوة على فعل ما اريد ....تعلمين هذا طبعا....فاذا لا تطيلي الأمر و تجبريني على القيام من مقعدي....فلربما يخطر ببالي ان اعطيك درسك الثاني.....
هزان وفور سماعها هذا قامت من على السرير....صوته الهادئ ليس بديلي خير....
هزان لنفسها:لا تتحديه فانه حاد الطباع...من الافضل فعل ما يريده الان...بانتظار فرصة للهرب...
سارت هزان نحوه وهي تشتم نفسها و جبنها الذى سيطر على كرامتها...
ياز:تعالي اقرب...
فاقتربت هزان اكثر....امسكها من معصمها واجلسها فوق ركبتيه....تجمدت هزان وبقيت ساكتة...
ياز: سوف تعتدين مع الوقت على طباعي...فانا لا احب العناد.. وعندما اامرك...فانت ستلبي طلبي فحسب...مفهوم...
اشارة هزان نعم براسها....ونزلت دمعة من عينها...وسقطت على يده....
احس ياز بالقهر عليها ونعت نفسه بكل الصفات المقززة...لماذا يعاملها هكذا.....انه ليس على حاله الطبيعي فهذه الفتاة  التي تعرف عليها منذ بضعة ساعات...تؤثر فيه أشد التاثير...لا يريدها ان تحزن ..بل يريد أن ياخدها بين دراعيه كطفلة صغيرة نحتاج الى من يحميها ويرعاها
ياز:خذي وامسحي دموعك...ثم هيا الى الغداء فانا جائع
بعد الغداء...جلس ياز على مكتبه وانشغل بحاسوبه اما هزان...جلست في زاوية  بعيدة عنه تنظر من النافذة الصغيرة....سهت بافكارها بعيدا حتى انها لم تلاحظ انه اقترب منها...
ياز:آسف عصفورتي ولكن يجب عليا الذهاب الى اجتماع مهم...مع انه لا يروق لي ان اتركك....
هزان بابتسامة غليضة..اذهب الى حيث تشاء فانا لا يهمني امرك...ولتكن على يقين انني ساهرب في اول فرصة تتسنى لي و لن تراني مرة أخرى بعد الان...فوداعا سيد متعجرف
ياز: ام...ارى انك واثقة من نفسك...فاذا لن اخاطر بفقدانك....سوف تأتين معي..
هزان بنبرة متوسلة:لا أرجوك .... سأموت من الخجل ان رآني احد معك...سوف يضم الناس انني عشيقتك...لا اريد ارجوك...لن اهرب.....اعدك سوف اخد كتابا من مكتبك واشغل نفسي باقراة...الى ان تعود...
ياز بابتسامة: اتحبين المطالعة؟
هزان:نعم انا احب ان اهرب بخيالي حين أقرأ الكتب...
ياز: انت حقا فتاة مختلفة....وانا احب المرأة المثقفة...واذا كانت بجمالك فساصبح عبدا لها.....
قال هذا وهو ينظر في قرة عينيها...بابتسامته الساحرة...
ياز:فاذا اتفقنا ستنتظرين عودتي هذا المساء...والان اريدك ان تلفي قليلا  لاعرف مقاسك ...ساحضر لك بعض الملابس لا اريد ان  تحجبي عني جسمك في هذه الملابس الذكرية
لفت هزان كما امرها وهمت الرجوع إلى زاويتها ولكنه سحبها من يدها وقربها اليه...
ياز:سأغيب كل المساء..الا استحق قبلة..تنسيني الم فراقك؟...اعدك قبلة فقط فليس لدي الوقت لاكثر...
هزان مع نفسها: استمري في طمانته والا سوف لن تتمكني من الهرب يريد قبلة......ساعطيه قبلة....
مسكتة هزان من ياقتة وحطت شفاهها على شفتيه واخدت تقبله بكل جراءة....حتى هي اندهشت من نفسها...اما ياز فقربها اكثر إلى جسمه و شدها إلى حضنه....
ابتعدت هزان قليل لتنظر اليه كان في حالة  انبهار تام ...بقي فمه مفتوحا من التعجب...كيف يتركها الأن...مستحيل...
هزان: اما قلت ان ليس لديك وقت لتطلب اكثر...
ياز و هو ياخذ نفسا عميقا...صحبح فانا على عجلة... ابتعد عنها قليلا تم قال...
ياز: اضنني مضطر ان اغير سروالي..ربما البس واحدا اعرض....كما ترين فهذا ضيق بعض الشئ ولا يترك مكان للخيال
نظرت اليه هزان....ويا ليتها لم تفعل...كان محق.. واضح كيف تأثر ذكره من القبلة...يكاد يمزق السروال.....
احمرت هزان من الخجل...اما ياز ضحكه كان واصلا الي آخر اليخت
بقيت هزان لوحدها في الغرفة.....مكتث بضع دقائق...ثم فتحت الباب...لا يوجد احد اتجهت نحو السلم...واذا باردال واقف في الأعلى..نظر اليها وقال
اردال:آنسة هزان..انا اعتذر تلقيت تعليمات من السيد ياز ان لا تخرجي من الغرفة...فقد ان يرميني في البحر حيا اذا لم يجدك عند عودته...ولكن اذا احتجتي الى اي شيء فناديني في الحال....
عادت هزان ادراجها وهي تتمتم وتشتم في السيد وخادمه الغبي!
فور دخول الغرفة...اخدت تفتش لعلها تجد شيء يساعدها على الهروب...لاشئ على المكتب...فتحت الخزانة....
هزان مع نفسها:ملابسه انيقة...تليق به.....ذوقه رفيع جدا...مقرف! اكرهه
اصبحت تفتش في ادراج الخزانة.....لفت انتباهها صندوق صغير...اخرجته...فتحته....واذا به يحتوي على نقود ومسدس صغير....
بعد ان وضعت هزان خطتها لبست فستانها الضيق...ومزقت قطعة من الشرشف لتستر صدرها...فقد فهمت درسها جيدا...لا يمكن الوثوق بالرجال....
اخدت حقيبتها ...اخرجت الفستان الذي اهداه ايها قدرة...وضعته فوق المكتب وتركت رسالة قصيرة..كتب فيها" لقد اخدت بعض من النقود من الصندوق لشراء تذكرة العودة الى قريتي....وساترك لك هذا الفستان لتسيد ديني فانا لست بسارقة"
نادت هزان على اردال ...ما ان فتح الباب حتى صاوبت عليه المسدس مهددتا....
هزان بنبرة توتر: ابتعد من الباب فورا....ادخل الى الحمام واغلق الباب...ولا تفكر باي حركة فانا على اتم استعداد ان أضغط على الزناد...وافجر راسك...لا يهمني امرك
فهم اردال انها مستعدة لأي شيء فلم يرد المخاطرة...دخل الحمام وفعل كما امرت....خرجت هزان مسرعة بعد ان اغلقت باب الغرفة بالمفتاح...نزلت من اليخت وهي تجر حقيبتها الصغيرة كانت مشاعرها عبارة عن مزيج من الفرح...الخوف و التوثر......لقد هربت وتخلصت من العفريت المتباهي.....سالت احد المارين عن اقرب محطة قطار وهمت بالعودة الى منزل عمها...
لما وصلت كان الضلام قد حل وبدأت تهطل امطار خفيفة....طرقت باب المنزل ففتح عمها الباب...اندهش لرؤيتها...وبدى قلقا لعودتها بسرعة وبهذا الوقت المتأخر...كان سيسالها...لكن قاطعته زوجته...
جميلة: ماذا آنسة هزان الم تعجبك اسطنبول...فلقد عدتي بسرعة....ارى ان ابن اخي قد فهم انه لا فائدة منك وارسلك من حيث اتيتي!
هزان: لقد طرء له امر مفاجئ...ولا يستطيع الاهتمام بي فأمرني بالعودة.....
مرت الايام..و الأسابيع...على هزان...وهي في منزل عمها تحت رحمة العمة جميلة...فقد اصبحت تقسو عليها اكثر من ذي قبل...تقوم بأعمال البيت والمزرعة من طلوع الفجر الى آخر ساعات الليل...جسدها اصبح مرهقا...حتى انها بدات تشعر بالغثيان...واغمي عليها اكثر من مرة.....
في إحدى الليالي وبعد انتهائها من ترتيب المطبخ...قررت ان تتحمم لتزيل تعبها فقد اصبحت شاحبة اللون لا تقوى على رفع اي ثقل......جهزت كل شيئ الاستحمام...لكن العمة جميلة لم تشأ ان تخلد الى النوم انتظرت قليلا...تم قالت
هزان:كنت اود الاستحمام ...وسيبرد الماء هل لي ببعض الخصوصية...
جميلة:ماذا...ليست المرة الاولى التي اراكي فيها تستحمين...هيا ابدئي ساكمل اكل تفاحتي واخلد الى النوم
بدات هزان بخلع تيابها.... اصبحت بملابسها الداخلية فقط.....
فاجاة سمعت العمة جميلة تختنق بتفاحتها....هرعت اليها لتساعدها ولكن هذه الاخيرة امسكتها من شعرها وهي تصرخ:
جميلة:من؟من هو؟الى اي قدر سلمتي نفسك؟
هزان:انا لا افهم ماذا تقولين؟
جميلة:لا تفهمين....ها! انا اقول لكي من هو والد طفلك؟
سقط الخبر على هزان كالساعقة..فهي لم تضع احتمال ان تحمل من ذالك الثور الهائج.....فلقظ ضنت ان عادتها الشهرية تاخرت بسب الصدمة و التوثر الذي عاشتها.......فكرها مشتت....لا تستطيع استعاب ما تقوله زوجة عمها
جميلة: انه هو...ها؟ ذالك الندل لقد رايته يحوم هنا....متى وكيف سلمته نفسك؟....يضن انني ساسكت.....ساذهب للتحدث مع شكرية غدا صباحا....سيحضر الشيخ ويعد قرانه عليك فانا لن اربي ابن الزنى...
هزان وهي تستعيد افكارها: عن من تتحدثين؟
جميلة: عن من غيره؟ياسين ابن شكرية من المزرعة المجاورة!
هزان:لا لدخل له بهذا ارجوك....
جميلة :من اذا؟الى من سلمتي نفسك؟
هزان وهي تبكي:لم يكن بارادتي  اعدك اخدني عنوة...لم ارد ان يحصل هذا....لم استطع منعه
جميلة:ستقولين من هو والا......
هزان:لا أعرفه التقيت برجاله بعدما ضعت في المدينة لم استطع العثور على السيد قدرة...فضننت انه ارسلهم ....ولكن تفاجئت ان اخدوني الى مديرهم يسكن علي متن يخت في الساحل
انه ليس من اسطمبول...جاء من اجل بعض اعماله......قضيت ليلة واحدة ثم هربت....واتيت مباشرة إلى هنا...لم يلمسني احدا غيره اقسم لك
...جميلة:اقلتي يعيش على متن يخت ..لا بد انه فاحش الثراء...نامي الأن وسنرى غدا
همت العمة بالخروج....ثم وقفت و استدارت....الم يكن  لوالدك صديق مقرب...يشغل منصب قاضي في المحكمة العليى للدولة؟
هزان: نعم...العم حازم...ولكن ما دخله في الموضوع لا افهم؟
جميلة بابتسامة انتصار:ليس من شانك...اخلدي الى النوم
نزلت هزان من سيارة الاجرة بصحبة عمها وزوجته.....كلما نظرت الى عمها احست ان في فمه كلام يريد قوله... وما ان يرى زوجته يسكت... دخل الثلاثي فندقا متواضعا بعيد عن قلب المدينة...حجز العم علي غرفة صغيرة ليومين....
جميلة: اي ساعة الموعد؟
علي:  الواحدة بعد الضهر؟
جميلة حسنا...انا جائعة سأذهب لاقتناء وجبة غذاء....انت وهي تشير لهزان...ستبقين في الغرفة لا اريدك ان تتحدثي مع مخلوق يخلق....والا سيكون حسابك عسير...هيا يا علي والا فوتنا الموعد....
علي:اسبقيني وانا قادم...ثم اقترب من هزان...
علي: ابنة  اخي.....لا اعلم من اين ابدا ولكن يجب عليا ان اسالك..هل حقا ذالك الرجل هو والد طفلك؟
هزان:لقد شرحت كل شيئ يا عمي....منذ ان هربت منه لم يلمسني احد....
علي:اعرف هذا ولكن انا اقصد  قبل... لما كنت مع قدرة؟
فهمت هزان قصد عمها....نظرت اليه بحسرة وقالت...انه صاحب اليخت...هو والد طفلي لا أحد غيره
...ضلت هزان ننتظر عودة عمها وزوجته طول النهار حل الظلام الان...ولم يعودا بعد...احست بالجوع لم تاكل شيء منذ الصباح...ولم تتجرئ على الخروج من الغرفة....استلقت على السرير وهي تسمع دقات المطر على النافذة......حتى غطت في النوم....
عادت إلى وعيها ببطئ وهي تسمع صوت العمة جميلة بالقرب منها
جميلة :هيا انهضي ليس لدينا وقت هيا
هزان: الساعة متأخرة ؟الى اين نذهب
همت هزان بتغيري ملابسها... فاوقفتها العمة جميلة....
جميلة:لا داعي لتغير ملابسك..لن نخرج من الفندق...
 هزان:ولكن لا يمكن أن اخرج بملابس النوم...انها شفافة ومكشوفة
جميلة: قلت لك هيا...ثم سحبتها من دراعها
نزلتا الى بهو الفندق ثم اتجهتا الى غرفة صغيرة تتوسطها طاولة و اربع كراسي...ما ان دخلتا الغرفة حتى عم الظلام....نور الغرفة كان خافتا لدرجة انها لم تستطع معرفة الشخصان الجلسان حول الطاولة...اقتربت قليلا وابتسمت حين تعرفت على وجه العم حازم...اقرب صديق لوالدها.. حضنها العجوز وهو يتاسف على حالها....
حازم:اه يا ابنتي كم الوم نفسي....لمذا سمحت لهم باخذك بعد وفاة والدك....لقد كنا انا وزوجتي نريدك ان تعيشي معنا ...ولكن وهو ينظر إلى العم علي الجالس حول الطاولة لم  نستطع فعل شيء فالقانون يعطي الأولوية لعمك.....هل انت بخير تبدين شاحبة.. ..تعالي يا ابنتي و اجلسي....
سحب كرسي لتجلس هزان ولكن العمة جميلة اخذت الكرسي و جلست عليه...
حازم :يا لكي من.....تم سكت
سحب كرسيا آخر لتجلس عليه هزان...
جميلة:دعها تبقى واقفة ...واترك الكرسي لهذا....ثم نظرت الى الطرف المضلم من الغرفة......
ياز من طرف الغرفة:لا اريد الجلوس فانا احسن هكذا....
هزان في نفسها يا الهي انه هنا وهذا صوته....لم تلاحظ وجوده .....كان هذا كثير عليها فسقطت على الأرض فاقدة وعيها
 تحرك ياز بسرعة خطى خطوتين اذا به يرمي ذراعه لمنع سقوط هزان على الأرض....انسدح وضل يشد جسمها الى صدره...
حازم: هذه المسكينة لن تتحمل اكثر...جسمها ضعيف جدا علاوتا على أعراض الحمل.....سافعل ما بوسعي لمساعدتها هي وطفلها ايا كان ابوه ...
جميلة: ابوه هو السيد اقيمان! ....
نظر اليها ياز بنظرة مخيفة....ترعب اشجع المحاربين...
جميلة بخوف: لست انا من ينسب لك الطفل...بل تلك المتسكعة...انا اقول انه  حقك ان تشك...فربما كانت تتسكع مع شخص آخر...قبل ان تلتقي بك...فقد رأيت كيف كان ينظر إليها ياسين....ويتبعها في كل أرجاء القرية...ربما سلمت نفسها اليه قبلك.....
سمعت هزان كلام عمتها وهي تستعيد وعيها بين دراعي ياز...قلبها كان يخفق من شدة الصدمة و الخوف...الخوف منه و من ردة فعله...
انتفض ياز ونهض ماسكا هزان...تم نظر الى جميلة و تحدث بصوت  واضح..وهو يفصل كل كلمة
ياز: الطفل...هو...طفلي...وانا  أول رجل في حياة هزان لم يلمسها احد قبلي اهذا مفهوم....
جميلة بصوت الإنتصار: اسمعته يا سيد حازم...هو يعترف بأنه هو المذنب...ستوفي بوعدك وتجعله يعقد قرانه عليها......
حازم: سأعمل ما بوسعي ليس نزولا  لرغبتك بل انصافا بهزان...
ياز: سيد حازم انا ساتحمل مسؤولية الام وطفلها...لن ينقصهما شيء...سوف أجهز لهما بيتا هنا باسطمبول...وافتح حسابا في البنك لتأمين كل متطلباتهما...وهو ينظر الى العمة جميلة....لا أريد لطفلي ان ينمو مع هذه العجوز الشمطاء.....
جميلة:كم انت وقح مذنب....ولا تستحي....
ياز : مع اشخاصا مثلك يا سيدتي...ابدا! واحدرك الى ان تنتقل هزان إلى البيت الذي ساأمنه لها..اياك ان ترفع يدك عليها...او تسمعينها كلاما ساما...هي ستكون ام طفلي ولن اسمح بلمس شعرة منها....والا...
بلعت العمة جميلة ريقها....انه الشيطان بنفسه

عندما يهدئ الإعصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن