الجزء الثالث عشر والأخير

35.3K 725 77
                                    

استيقظ ياز في غرفة المستشفى...كان يشعر بدوار...نتيجة المخدر... يدير رأسه بصعوبة...فجأة رأها كانت نائمة على كرسي بجنب السرير...لا تزال ترتدي فستانها الممزق...اثار الدموع التي درفتها خلال الليلة السوداء تشكل الآن خيوطا شفافة على وجنتيها...مد يده و لمس  وجهها برفق...تحركت قليلا  ثم فتحت عيناها...
هزان: ياز...الحمد لله لقد فتحت عيناك أخيرا..كيف تشعر؟ هل يؤلمك كتفك..؟
ياز وصوته يدل على تعبه: انا بخير لا تقلقي..! وانت.. هل فحصك الطبيب و هو يشير إلى الجرح على عنقها...؟
هزان: نعم..يقول انه سيزول خلال بضعة أيام
ياز: هلى..ناديتي الطبيب ؟ اريد ان اخرج اليوم انا لا احب جو المستشفى..
هزان و هي تمسح بيدها قذلات شعره: افضل ان تبقى هنا على الاقل يومين او ثلاثة فقد نزفت كثيرا..حتى ان سنان اضطر ان يتبرع لك بالدم..
ياز: لا تقلقي ساتحسن..وانت ستساعيديني على ذالك..قال هذا وهو يسحبها من يدها حتى انحت فوق جسمه المتسطح على السرير...فابتسمت و قبلته على شفاهه قبلة عميقة حطت فيها كل العشق الذي تكنه له...
ثم صوتا عند الباب: احم ...احم...!!
كان سنان مرفوقا بشرطيان: اعتذر عن المقاطعة يا اخي العزيز ولكن الشرطة هنا و يجب أن  تدلي بافادتك
ياز: طبعا ..انا جاهز ثم إلى هزان..حبيبتي سيرافقك سنان إلى القصر الآن لترتاحي و تهتمي بطفلنا..متأكد إنك تطوقين شوقا لرؤيته بعد كل ما حدث
هزان: ولكن...انت..قاطعها ياز..ساتحدث مع الطبيب بعد الإدلاء بافادتي ان سمح لي  فساخرج الليلة...ثم اشارة برأسه إلى سنان...من فضلك يا أخي..
سنان: طبعا هيا بنا هزان
فور وصولها إلى القصر هرعت هزان لتفقد صغيرها كان نائما كالملاك...الخالة فضيلة جالسة على  الكنبة الصغيرة جنب سريره تحرس على سلامته
فضيلة و هي تعاتبها: لقد كدت اتعرض لنوبة قلب بسببك يابنتي...لما رجع السيد ياز في وقت متأخر  ولم يجدك اصبح كالمجنون ..كاد أن يقضي على الحارس المسكين لانه سمح لك بالخروج..
هزان: وكيف عرف اين كنت؟
فضيلة: ستضطرين لانتظار عودته الى القصر لمعرفة الجواب فانا لا اعرف
عاد ياز مرفقا بسنان إلى القصر في ساعة متأخرة من الليل...بسبب الإجراءات العديدة المتعلقة بألاحداث الأخيرة...
صعد مباشرة إلى غرفة النوم ليستريح فجرحه مازال طازجا و جسمه  ضعيفا...
كانت هزان تنتظره..و هي تعلم انه حان وقت سرد الحقيقة...سوف يسألها بدون شك
أسرعت هزان لمساعدة زوجها فور دخوله الغرفة..اسندته حتى السرير..ثم انحنت و نزعت حذاءه..كان يحاول النظر إلى عيونها و لكنها كانت تتهرب بنظرها...فهي على يقين بالأسئلة التي تدور في رأسه...يجب أن تتشجع و تخبره بكل شيء..بعد الرعب الذي عاشته...وخوفها عليه..لن تسمح لأي اكاذيب ان تبعده عنها
ياز و هو يمد يده ليرفع وجهها : يجب أن نتحدث...
هزان: اعرف...كنت أعلم أنك سترغب بمعرفة كل الحقيقة.. و انا ساسردها لك كلها
ياز وقد أخذ نفسا عميقا: حسنا...ثم ابتسم..لكن افضل ان تخفضي الأنوار و تستلقي في حضني أولا...
هزان: ولكن جرحك..قاطعها ياز و هو يرفع دراعه السليمة
ياز: يمكنك أن تضع رأسك من هذه الجهة..لا تقلقي...هذا سيفيدني
خلعت توب نومها و استلقت في حضنه و هي تضع يدها على صدره ثم قالت: اريد ان امحوى كل الأحداث الأخيرة من ذهني...لقد خفت عليك كثيرا...كدت أن افقد صوابي لما اعتقلتك الشرطة..صحيح انت لم تخبرني...كيف أطلقوا سراحك؟ كيف عرفت مكاني؟ هل كنت تعلم أن قدرت هو من قتل لويزة؟
ياز و قد احتوى يدها في يده: بينما الكل كان يبحث عنها...اتت لالي خادمة لويزة لمركز الشرطة للإدلاء بإفادتها فاخبرتهم  عن ما رأته و بذالك تمى تبرئتي تماما من التهمة و أطلق سراحي...و لما رجعت إلى القصر كنتي قد اختفيتي وجدت محمولك و قرأت الرسالة و من ثم سألت الحارس الاحمق فأكد لي انك ذهبتي في سيارة الاجرة  التي كانت تنتظرك أمام بوابة القصر... 
هزان: ولكن منزل لويزة لم يدكر في الرسالة حتى انا لم اكن اعلم انني ذاهبة إلى هناك  فكيف علمت؟
ياز وقد تنهد بعمق: انا كنت اعلم أن قدرت كان يبتزك..قبل أن تتصل بي لويزة..ففور وصول إلى الشركة في ذالك الصباح امرت اردال ان يتحرى عنه
هزان:لماذا...لماذا شككت به؟
ياز: أولا دهشتك و رعبك عندما عرفتك عليه لويزة في الحفلة...ثم اسمه..
هزان: اسمه؟
ياز: اجل اسمه...اتذكرين لما كنا راجعين إلى ازمير و علقنا في المزرعة بسب الامطار؟ في تلك الليلة اخذت بردا و اصبت بالحمى لثلاثة ايام.. و لكن يا حبيبتي الذي لا تعرفينه هو انك كنت تهدين..وتتكلمين وقد رددت اسم قدرت عدة مرات..لم يكن كلامك مفهوم بالنسبة اليا..ولكنني عرفت ان الشخص المدعو قدرت أي كانت صلته بك فهو شخص يرعبك كثيرا...و لهذا قررت التحري عنه..و ما اخبرني به اردال كان كاف لاتاكد انه يبتزك فقد قال لي ان قدرت في الحقيقة هو ابن اخي زوجة عمك جميلة ففهمت انه الشخص الذي جئت معه إلى اسطنبول يوم تعارفنا و انا كنت على علم  انه قذر و خبيث بما انك اخبرتني بنفسك انه شخص كان ينوي تشغيلك عند السيدة كابو لتصبح فتاة من فتيات الهوى اللواتي يعملن عندها..لكن ما لست اعرفه إلى الآن بماذا كان يبتزك؟
هزان: في تلك اليلة التي أخذني فيها رجالك ليسلمونني اليك..كنت اهرب..نعم كنت اهرب و أخذتني أقدامي إلى الساحل حيث المارينا..
ياز:  لماذا كنت تهربين؟ من من كنت تهربين؟
هزان: كنت اهرب من جريمتي..فبعد أن أخذني قدرت من منزل عمي في القرية بوعود كاذبة...فهمت ماذا كانت نيته الحقيقية عندما أراد اغتصابي...و بينما كنت اتعارك معه طعنته بسكين كان موجود على احدى الطاولات...فسقط على الأرض و لم يعد يتحرك..ا فرأيت كمية الدماء النازفة منه و تأكدت انني قتلته...فخفت أن لا يصدق احد انه حاول اغتصابي و ازج بالسجن لأعوام بسبب تلك الجريمة ....ولم أخبرك انت ايضا لأنني لم اكن اعرفك و بعد ما جرى بيننا خفت ان تتخلص مني ان اخبرتك فقررت السكوت
ياز: كان بامكانكي ان تخبرني بهذا فيما بعد اقصد انني اصبحت زوجك..لدينا طفل يجمعنا؟ لماذا لم تقولى؟
هزان: من خوفي ولكن هذه المرة من خوفي ان اخسرك و اخسر طفلي..ان عرفت انني مجرمة...
ياز: لهذا ذعرت عندما رايته حيا يرزق امامك
هزان: نعم ..ثم جاء و هددني انه سيخبرك و يخبر الشرطة انني سرقته و حاولت قتله...و طلب مني المجوهرات لضمان سكوته
ياز: اجل لقد أراد أن يبيع كم قطعة في ذالك الصباح و لكن المتاجر التي حاول ان بيعها المجوهرات كانت تعرف انها لوالدتي المرحومة...معضمها منسوخ اسمها و كنيتها عليها فاتصلوا باردال الذي اخبرني ...ولما ذهبت إلى بيت لويزة و وجدت احد اقراطك الالماسية بالقرب من جتثها عرفت ان قدرت هو القاتل
هزان: لكنك لم تجبني كيف علمت انه سيكون في بيت لويزة؟
ياز: لأن الغرفة كانت رأسا على عقب ..القاتل كان يبحث عن شيء..ولم يجده...لهذا كنت متأكدا انه سيعود إلى موقع الجريمة ليعثر عليه...
هزان: اجل...اضاع كيس المجوهرات الذي كان بحوزته عندما تصارع مع لويزة!!
ياز: لقد خفت عليك كثيرا...خغت أن آتي متأخرا...
هزان: لقد أوشكت...كان مجرما قذرا..فقد قتل امرأتين في عز شبابهما بعد ان اغتصبهما بكل وحشية...صحيح من كان ذالك المسكين الذي أطلق عليه النار في منزل لويزة؟
ياز: البستاني..جاء المسكين لاسترجاع أدواته التي تركها في الحديقة بسب وقع الجريمة...ربما سمع  صوت طلقة النار التي جرحت بها و اسرع لمعرفة ما يحدث...فلقي حدفه هو الآخر...

اجتمع الكل في حديقة القصر...احباب و أصدقاء للاحتفال بعيد ملادي جود الأول...اصبح الآن يمشي...على الأقل ثلاث او أربع خطوات متتالية قبل ان يسقط...كانت هزان تنظر إليه بكل حنان..انه قطعة منها و من ...حطت رأسها على كتفه...حب حياتها..ياز!
هزان وهي تبتسم: اوى تعلم...لو لم اكن سأراك مجددا بعد أول ليلة التقينا فيها...لكان طفلنا سيذكرني دائما بك...الخالة فصيلة محقة انه بالفعل صورة عنك...لم يأخذ شيء من الشبهي مني..
وضع ياز دراعه على كتفها و سحبها اليه ثم وضع يده فوق بطنها..ولكن طفلتنا ستكون لها ملامحك انت..انا متأكد!
هزان: أرى أنك اجزمت على انها ستكون صبية...و إن صار العكس و انجبت لك صبيا اخر؟
ياز و هو يهمس في اذنها:لا مشكلة لديا في هذا حبيبتي يمكننا  تكرار و تكثيف المحاولات كل ليلة وما رأيك ان نبدأ الآن...وهو يقبل خدها
هزان: الحديقة مليئة باصدقائك..لا أرجوك..هذا لا يجوز...
ياز: حسنا إذا...ثم اقترب من جود و أخذه بين دراعيه و هو يداعبه..
اشتغلت هزان لبعض الوقت بالدردشة مع جماعة من اصدقاء زوجها...ولما بحثت عنه بنظرها وجدته  في مناقشة مع احدى  معارف سنان..كانت تضحك و تضع يدها على دراعه في وضعية حميمة...تبدلت ملامح هزان على الفور..و اشتعلت الغيرة في شرايينها...استاذنت و توجهت نحو زوجها الذي كان مازال ماسكا طفلهما
هزان: حبيبي! و هي تسحبه اليها ..جود متعب يجب أن يستريح و ينام قليلا ...ايمكنك ان تاخذه إلى غرفته..
ياز: ساطلب من الخالة فضيلة...لم تدعه يكمل
هزان: انها مشغولة..ارجوك حبي...ثم إلى الفتاة التي كانت لا تزال  قربه ..اعتذر منك بالنيابة عن زوجي..انظري سنان أمام المسبح ..يبحث عن رفيقة للرقص..
رفع ياز حاجبه ...ثم اتجه نحو القصر..وهو يقبل ابنه: اضن ان امك تعاني من التقلبات الهورمونية...
بعد ان تأكد ان جود استسلم للنعاس خرج ياز من الغرغة بحدر و أغلق الباب خلغه ....لكنه تفاجئ بهزان وهي واقغة امامه ...نظراتها غريبة
ياز: هل انت بخير؟لم تجبه و اخذت تقترب منه
ياز: هزان! مازالت تقترب منه...المسافة بينهما الان تقاس بالسنتمترات....
ياز : ماذا؟
هزان: هذا.....وارتمت على صدره و هي تمسك وجهه بيديها  وتقبله بشغف....بادلها ياز قبلاتها...ثم ابتعد قليلا و نظر اليها
ياز: ماذا تغير...لم تكوني بهذه القابلية قبل قليل...
هزان و هي تدفع به نحو السرير وتضرب باصبعها على صدره: انت لا تعرف مفعول ابتسامتك و ضحكاتك تلك على معشر النساء فلو بقيت دقائق اخرى مع تلك الفتاة الحمقاء لكانت اختلت بك في زاوية من المنزل..لترغمك على.....
ياز وهو يمنع نفسه من الضحك بصعوبة: ترغمني على ماذا...سيدة هزان ايقيمان...؟
 هزان: على هذا ثم دفعته حتى سقط على السرير صعدت فوقه و بدأت تفتح أزرار قميصه........النهاااااااااااااااااااااااااااااااية

عندما يهدئ الإعصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن