الجزء الحادي عشر

31.5K 490 6
                                    

دخلت هزان غرفتها و هي تبكي...تبكي بسب اكاذيبها على ياز فهي لا تريد خداعه ...يجب أن تخبره بكل شيء ربما ساعدها...او ربما لن يرغب بها ان عرف ما فعلته...لقد أخطأت بإعطاء المجوهرات إلى قدرت..ما كان يجب عليها فعل هذا
كانت تمشي في الغرفة ذهابا وايابا تفكر ما هو الحل الانسب لكل هذا... فجاة دخل ياز...وجهه لا يفسر!
اقترب من النافذة وضع يديه في جيبه و هو ينظر إلى الأفق المظلم...بلعت هزان ريقها...لم تره هكذا ابدا...سكونه هذا لا يدل على خير
بدأ بالحديث بنبرة هادئة: لقد فكرت ماليا...وخرجت ببعض النتائج الليلة..ثم اتجه نحو السرير و جلس ... في البداية اود ان او ضح لك شيئا انت صرت تعرفينني الان واذا كنت تعتقدين انه يوجد شخص في هذه الأرض يمكنه إجباري على فعل شيء ضد ارادتي...فانت مخطاة...لو لم تكن انت كنت سافضل الذهاب إلى السجن و خسارة ثروتي على الزواج..
اندهشت هزان مما كانت تسمعه...جلست على الكنبة و اصبحت تصغي اليه بتركيز
ياز: في يوم من الأيام تكلمت تحت تأثير الغضب وحرمت نفسي من الشيئ الوحيد الذي كنت ارغب به...نعم انت من ارغب بها...انت ساكنة في قلبي منذ اول لحظة رأيتك فيها...لم استطع ان أبوح لك بهذا...يمكنك أن تسميه غرور غبي ...و هذا ما كان يدفعني للقساوة عليك و تعذيبك... ولكنني كنت احمقا...لانك انت من كنت تعذبينني ..انت من كنت تنتقمين مني.....و اليوم انا سئمت...سئمت من لعب لعبة اكون دائما الخاسرة فيها..انا لم ألمس جسد امراة اخرى منذ ان اخذت فيه جسدك...جربت ولكنني لم استطع...بصراحة لم يكن من السهل ان اراك كل يوم امامي..وان لا المسك ..ان لا اقبلك كما اريد...انا لا اريد ان ارغمك ..كنت أود أن تأتي اليا بمحو ارادتك...ولكن مهما كانت النتيجة فإن حياة العزوبية هذه ستنتهي اليلة...ستكونين زوجتي في الفراش ..ساتركك وحدك بضع دقائق..و عند عودتي ساجدك تنتضرينني فوق السرير..  كنت راضية او لا
وتأكدي حتى ان صرخت لا احد يستأجر المجيء إلى هنا لينقدك...فانت زوجتي...ثم توجه إلى غرفته....واغلق الباب
كانت هزان تنظر إلى الباب الذي قفله والدهشة على وجهها...ماذا كان يقصد...برضاك او لا؟ ما معنى هذا؟...هل سيجبرني...؟ يقول انه يحبني...ثم يأمرني ان استلقي و انتظره على الفراش لا تهمه مشاعري.....ايحسب اني بدون كرامة...خصوصا بعد سلوكه الغير لائق في الحفلة مع لويزة...ثم أخذت زجاجة عطر صغيرة كانت فوق الطاولة...ورمتها بكل قوتها على باب غرغته...
لما سمع ياز..صوت الزجاجة المرتطمة على باب غرفته..فهم انها لا تريده ....لا تريد أن يكون لهما حياة زوجية عادية...ثم مع نفس: لم اكن اريد ان تحصل الأمور بهذا الشكل..و لكنك لم تتركي لي الخيار...ساسيطر على نفسي قدر المستطاع كي لا تتأدي...مع العلم أنه بمجرد رأيتك سيثور الدم في عروقي و يتمرد جسمي عن ارادتي...وبدأ بنزع سترته ...قميصه...فتح اول زر من سرواله..ثم تراجع...لا داعي لفجعها اكثر
جلست هزان على الطاولة...ثم نظرت الى وجهها في المرأة...ماذا يحصل لك يافتاة...الم تكن هذه رغبتك؟  ا ليس هذا هدفك ؟الى ماذا كنت تسعين منذ شهور؟ و الان هو يطلب منك...ما هو حقه.. و انت ...ثم نهضت و اسرعت إلى الخرانة و بدأت تبحت في كل الأدراج..الى ان وجدته....فستان نوم ليلة عرسها..... رجعت إلى المرآة وابتسمت لنفسها....ساجعله ينسى كل شيء حوله...سوايا و همت بتجهيزي نفسها
وقف ياز أمام الباب وحزن في قلبه...فتح الباب برفق و دخل الفرفة...كانت الأنوار منخفضة... الصمت و السكون يعمان المكان...
ياز وهو يخاطب نفسه...ليست هنا...لقد اخفتها.....هربت مني! فجأه..جلبت بصره حركة من ناحية السرير....ثم رآها...كانت مستلقية قطعة القماش التي تلبسها بالكاد تغطي جسدها....احس ياز ان قلبه سخرج من صدره من شدة النبصان...اقترب من  السرير...فابتسمت له وقالت: لقد تأخرت .....حبيبي
بقي ياز واقفا لوهلة... يضن انه يعيش حلما لا يصدق انها تسلمه نفسها...يكاد قلبه يتوقف من الاثارة... تبدو كحورية من حوريات البحر...تسحر اي رجل بنظرة منها...لم يستطع تمالك نفسه اكثر...مد يده و اخذها بين ذراعيه...اصبح يقبل وجهها بدون انقطاع...كانت بشرتها ناعمة...دافئة..تفوح بعطر زكي...افقده ما تبقى من عقله....ولما حاوطت عنقه بذراعيها ...السقت نهديها بصدره...وهمست في اذنه...احبك .. ساكون دائما ملكا لك...احس انه لا يحي الا ليكون حبيبها...زوجها..والد طفلها...وكل دنياها
اصبحا منسطحين على السرير الآن...يقبلان بعضهما بلا قيود...يشمان بعضهما...يلمسان كل قطعة من جسديهما المحمومين..يمزجان عرقهما...كانا يعيشان لحضة خارج الزمن..لا يريان إلا بعضهما...لا يسمعان إلا صوتيهما...
جسديهما الان عبارة عن كتلة واحدة....تتحرك بتواز تام..كانت تتنهد كلما لمس نهديها...و كانها ستنفجر لكن
 لا تعرف متى...اما هو فقد بلغ ذروته من الشغف... لا يستطيع الانتظار اكثر...فاخترق قلعتها وهو ينظر في عينيها بكل حب....فشدته اليها بكل قوتها و مزقت جلد ضهره باضافرها...وهي تصرخ اسمه......يااااااااااااااازززززز
انه يقبلها بجنون  .. محتويا يداها الصغيرتان في يديه على كل جنب ...اصبحا جسديهما يرقصان...ذهابا و ايابا على ايقاع سنفونية الحب....صاعدان لذروتهما معا...على نفس الوتيرة...حتى بلغا الإنفجار سوية...
بقيا..محتويان بعضيهما....لعدة دقائق..لا يتحركان...يسترجعان نفسهما...ثم انسدح ياز على ضهره وسحبها إلى حضنه...واغمضا اعينهما للحضات...
فتحت هزان عينيها و هي تبتسم و  تتمدد كالقطة....
ياز بنبرة يغلبها النعاس: ...من انت ؟ و ماذا فعلت..بزوجتي؟
هزان وهي ترفع يده لتقبيل تفاحتها: لقد خدعتني!...
ياز: انا..؟
هزان: نعم انت خدعتني...لو كنت اعلم انني ساعيش شعورا مثل هذا..لا كنت طالبت بحقوق كزوجة...منذ زمن طويل
ابتسم ياز وقبلها قبلة رقيقة على شفاهها: الم اقل لك انه سيأتي يوم انت ستطلبين مني ان افعل بجسدك ما اريد..
هزان: صحيح انا أتذكر...ثم تنهدت بعمق وتابعت..لقد كنت رجلا شريرا..و قذر آنذاك...
ياز وهو يمسح بيده على وججها: انا اعتذر...حقا اعتذر منك على كل الأذى الذي اصابك تلك الليلة بسببي..لم استطع تمالك نفسي عندما رايتك...وحتى عندما عرفت انك عذراء..لم استطع منع نفسي من اشباعي غريزتي..
هزان و هي تضحك: الحسنة الوحيدة من تلك الليلة هي ابننا جود..فلو لم تواصل ما شرعت به لما..خلق ذالك الطفل في احشائي
ياز: اجل...لقد كانت تلك الليلة مليئتا بالاحداث و الصدف...فلو لم تضيع طريقك.. لما التقينا ابدا...ماكان اسم قريبك؟
هزان وقد شحب وجهها: لماذا نتحدث على اشياء تافهة..في ليلة مثل هذه؟دعك منه انه ليس مهم...
ياز:كنت اقول هذا لأني اردت ان اشكره فلو لاه....لم يكمل كلامه قاطعته هزان
هزان: في الحقيقة هو لم يكن قريبي...انه قريب العمة جميلة و انا لم اكن اعرفه جيدا ولكنني علمت انه سافر خارج البلاد
ياز: لا تعرفينه؟ كيف تسافرين إلى مدينة كبيرة مثل اسطمبول مع شخص لا تعرفينه ؟ ماذا ان فعل لك شيئا؟ لا أصدق أن تلك العجوز الشمطاء التي أهلكتني بالمبادئ...تسمح لك بالذهاب معه؟
هزان: انت لا تعرف كيف كانت عيشتي في ذالك المنزل.. كنت ساقبل اي عمل للهروب من هناك
ياز: عمل؟
هزان: كان سيساعدني على العثور على عمل.. و العمة جميلة قبلت لانني كنت سابعث لها اجرتي..
ياز:لا أصدق ما أسمع...وماهو المجال الذي كنت ستعملين به؟
هزان: لما كان ابي على قيد الحياة كنت اتعلم اللغات الأجنبية في مدرسة خاصة...وهو أخبرني انه يمكن ان يجد لي منصبا في مدرسة خاصة للغة الفرنسية.. على اساس ان المديرة صديقة مقربة له
ياز:  وماذا كان اسم المدرسة؟
هزان: لا أتذكر ...ربما كان اسمها  على اسم المديرة...نعم تذكرت مدرسة السيدة كابو للبنات
ياز و هو يختنق و يسعل بشدة: انت تمزحين...!!
هزان:  لا  اعدك..انا اتذكر جيدا ..حتى انه قال انني ساكون من افضل العاملات عندها
ياز و هو يضمها لحضنه: من حسن حظ ذالك القدر انه سافر...لانني كنت سأشتري تذكرة للذهاب الى اسطمبول وتحطيم وجهه
هزان: انا لا افهم شيء من ما تقوله؟
ياز و هو يضحك بعصبية: مدرسة السيدة كابو للبنات تلك هي من اشهر بيوت الدعارة في اسطمبول.. و انا كنت في شبابي اتردد على المكان

عندما يهدئ الإعصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن